انقلاب في معسكر الانقلاب.. أوامر حوثية باعتقال العشرات من عناصرها (تفاصيل)
منذ إشعالها حربها العبثية في البلاد منذ صيف 2014، دأبت مليشيا الحوثي على إتباع سياسة الاختطاف للتنكيل بمعارضيها أو الزج بهم في ساحات القتال، لكنّ هذه المرة قام الانقلابيون باختطاف عناصر تابعين لهم.
مصادر ميدانية تقول إنّ مليشيا الحوثي نفّذت حملة اختطاف واسعة استهدفت عشرات العناصر الذين كانوا منضمين لها ورفضوا المشاركة في جبهات القتال.
وبحسب المصادر، فإنّ المليشيات كلَّفت ما يسمى "الأمن الوقائي" التابع لها، باعتقال الشباب الذين حضروا عدة دورات ثقافية وشاركوا بفعاليات المليشيات التضليلية ومن ثم رفضوا الاستمرار معها عقب اكتشافهم حقيقتها الإرهابية.
وتسلم ما يُسمى "الأمن الوقائي" كشوفاً بالمشاركين في الدورات الثقافية التضليلية التي نظمتها المليشيات لهم، ولم يقبلوا المشاركة بالقتال الى جانبها في الجبهات.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يكشف فيها عن غضب داخل صفوف المليشيات أو ما يمكن اعتباره انقلاباً في معسكر الانقلاب، ففي الوقت الذي مُني فيه الانقلابيون الحوثيون بهزائم فادحة أمام قبائل حجور، انقلب قائد المليشيات عبد الملك الحوثي على مساعديه الذين كانوا على رأس عناصره في هذه المواجهات.
مصادر مطلعة تحدّثت - الجمعة الماضية - عن أنّ الحوثي أصدر أوامر عاجلة باعتقال قياداته على جبهة حجور جرّاء الهزائم الكبيرة والعجز أمام رجال القبائل، حيث وصف يحيى علي أبو الحام ويوسف المداني (المكلفين بمهمة حجور) بأنّهم من الجبناء وضعاف النفوس.
وأوضحت المصادر أنّ الحوثي أعطى مساعديه مهلة 48 ساعة من أجل حسم المعركة.
هذا الغضب الحوثي جاء بعدما دشّنت القبائل موجة جديدة من مقاومة المشروع الانقلابي، ففي الوقت الذي شكّلت فيه انتفاضة قبائل حجور بمديرية كشر بمحافظة حجة، في أقصى الشمال الغربي، شرارة الموجة الجديدة من المقاومة الوطنية للمشروع الانقلابي، لتجد قبائل "القفر" في محافظة إب وسط البلاد نفسها تخوض ذات المعركة الوطنية.
وواصل أبطال القبائل في حجور تسطير بطولات ملهمة بمحافظة حجة، في التصدي لإرهابيي الحوثي وتكبيدهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
أمّا فيما يخص اختطاف المناهضين للمليشيات، فقد كُشف النقاب عن اختطاف 100 مواطن من منطقة آل مشدل بمحافظة البيضاء مطلع فبراير الجاري، وبحسب مصادر محلية فإن المليشيات قامت بمداهمة عشرات المنازل بحملة اعتقالات واسعة للمواطنين لأبناء قبيلة آل مشدل، وتم اختطاف العشرات من المواطنين إضافة إلى إطلاق الرصاص الحي وإرهاب الأطفال والنساء ومحاصرة الكثير من المنازل وتهديد بتفجيرها.
ولم تقتصر حوادث الاختطاف على اليمنيين وحدهم، بل أن المليشيات الانقلابية اختطفت الشهر الجاري أيضاً، العشرات من اللاجئين الصوماليين في مدينة الحديدة الساحلية، وقالت مصادر محلية، إن الحوثيين يحتجزون عشرات الصوماليين منذ فترة، بينهم نساء، وعندما حاول أربعة منهم الهرب، تم الإمساك بهم وتشديد الحراسة على الآخرين.