مخلفات الحوثي.. أوبئة تعيث في الأرض قتلاً
"توزيع 400 برميل لجمع المخلفات".. إن كان هذا الإعلان يحمل أمراً إيجابياً في مجتمعٍ ما، فإنّه سيكون نوعاً من الكوميديا السوداء في منطقة قابعة تحت سيطرة مليشيات لوّثت كل مناحي الحياة في اليمن.
وسائل إعلام ناطقة بلسان المليشيات تحدّثت اليوم عن أنّه تمّ توزيع 400 برميل لجمع المخلفات في مختلف شوارع الأمانة في صنعاء، وهو ترويجٌ تزامن مع الكشف عن جرائم حوثية في مجال النظافة والصحة العامة.
المليشيات متورطةٌ بالأدلة والحقائق على الأرض بأنّها سبب تفشي كثير من الأمراض في البلاد، وهو ما يدفع الملايين أثماناً باهظة، ففي المناطق التي تسيطر عليها، نشرت المليشيات تلوثاً بيئياً حاداً، ومنها تفشي وباء إنفلونزا الخنازير الذي اعترف الحوثيون بانتشاره بحالة كبيرة في صنعاء.
واعترفت مليشيا الحوثي بأنّ وباء إنفلونزا الخنازير انتشر بحالة كبيرة في صنعاء، في وقتٍ تشهد فيه المناطق الخاضعة للمليشيات الموالية لإيران تفشياً مخيفاً في الأوبئة.
وكانت تقارير صحية قد ذكرت أن 79 حالة وفاة شهدتها صنعاء ومناطق أخرى خاضعة لسيطرة الحوثيين جراء وباء إنفلونزا الخنازير خلال شهر يناير الماضي.
وزارة الصحة في حكومة الانقلابيين (غير المعترف بها) تحدّثت عن وجود 132 حالة إصابة بهذا المرض لتحتل صنعاء المرتبة الأولى تليها "عمران" ثم إب، كما ذكرت أنّ هذا الوباء لا يزال يُسجّل توسعاً مرعباً، كما تضمّن الاعتراف الحوثي بأنّ هذا المرض الخطير أصبح جائحاً تهدّد حياة الجميع.
الأكثر بشاعة، أنّ المستشفيات الحكومية والأهلية في صنعاء ترفض استقبال حالات المرضى المصابين بفيروس إنفلونزا الخنازير "H1N1".
مصادر طبية في صنعاء أفادت لـ"المشهد العربي"، بأنّ المستشفيات الحكومية والأهلية ترفض استقبال الحالات المصابة بفيروس إنفلونزا الخنازيز, بعد أنّ رفضت وزارة الصحة في حكومة المليشيات غير المعترف بها، تزويد المستشفيات بالعقاقير التي حصلت عليها من المنظمات الدولية لمواجهة الجائحة المتفشية.
وأضافت المصادر أنّ وزارة الصحة التابعة للحوثيين وضعت إجراءات معقدة للتعامل مع مرضى المصابين مع المرضى, وتشمل استقبال الحالة ومن ثم إبلاغ الفريق المشكل في الوزارة للنزول للتأكّد من الإصابة ومن ثم بدء إجراءات صرف الأدوية الخاصة بالفيروس.
وأوضحت أنّ هذه الإجراءات يعني تعريض العاملين والمرضى في المستشفيات للخطر, كون مثل هذه الحالات تحتاج إلى وضعها في حجر صحي وتقديم العلاجات الضرورية لها، مشيرةً إلى أنّ مليشيا الحوثي تريد تفشي المرض للاستغلال الإعلامي لها والمزايدة بها.
كما شوهدت شوارع صنعاء وهي غارقة بمياه المجاري على نحو غير مسبوق، ما ينذر بكارثة بيئة وصحية.
وبحسب مصدر في مؤسسة المياه والصرف الصحي تحدّث لـ"المشهد العربي"، فإنّ منطقة السائلة الممتدة المخصصة لتصريف السيول تحوّلت إلى ممر للمجاري، ما أسفر عن سخط عارم ضد المليشيات.
وأضاف أنّ سبب طفح المجاري هو انسداد بسبب التراكمات وعدم إجراء الصيانة، مشيراً إلى أنّ المدراء المعنيين من قِبل المليشيات الحوثية في المؤسسة رفضوا صرف الميزانيات الخاصة بصيانة شبكة تصريف المجاري ما أدى الى تراكم الأوساخ والانسداد.
اللافت أنّ مؤسسة المياه - الخاضعة لسيطرة المليشيات بقوة السلاح والانقلاب - باتت تتحدث عمن تقول إنّهم "عناصر تخريبية" بسد شبكات تصريف المجاري، وهو ما فجّر عاصفة غضب ضد الحوثيين الذين يلقون الاتهامات جزافاً على الآخرين، بينما تتسبب سياساتهم في تعميق الأزمة ومضاعفة معاناة المواطنين.
كما حذرت منظمات المجتمع المدني من الأوضاع المتردية في سجون الحوثي بعدد من المحافظات، حيث تعاني تلك السجون من انتشار الأمراض المرتبطة بسوء التغذية وانعدام النظافة، وفي مقدمتها السل، كما يعاني المعتقلين من الإهمال وعدم توفر العلاج.
في محافظة إب، انتشرت مؤخرًا الأوبئة والأمراض القاتلة، بينها الكوليرا والحصبة والدفتيريا والتهاب السحايا وإنفلونزا الخنازير.