أنصار الله.. تسمية حوثية خدعت العقول بـسلاح الدين
دأبت مليشيا الحوثي الانقلابية، منذ إشعالها حربها العبثية في البلاد منذ صيف 2014، على استخدام ورقة "الدين" لكسب نوعٍ التعاطف الزائف، وقد ظهر ذلك جلياً في اتخاذها لنفسها اسم "أنصار الله"، على غرار مليشيا حزب الله.
تقول صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية إنّ التهديدات والأعمال العدائية التي ترتكبها التي ترتكبها المليشيات الحوثية يتجاوز خطرها ما يفعله تنظيم القاعدة، لافتةً إلى أنّها تحاول تجميل صورتها من خلال تسمية أنفسها "أنصار الله" غير أنها في الحقيقة جزء لا يتجزأ من فيلق الحرس الثوري الإيراني.
وتضيف الصحيفة: "الحوثيون ليسوا سوى جماعة راديكالية تشبه أفعالهم وتصرفاتهم الحركة النازية التي ظهرت في ألمانيا والتي كانت تحاول الانتصار لعقيدتها الراديكالية (أوبر آليس) وهي عبارة نازية تعني الانتصار للعقيدة، ويتلقى قادة الحوثيين تعليمهم الإيديولوجي في إيران كما أنّ هناك العديد من الخبراء والاستشاريين العسكريين يقدمون الدعم والمساعدة لتدريب المقاتلين الموجودين على الأرض".
الصحيفة شبّهت المليشيات بانتشار السرطان في الجسد، وقالت: "السرطان يفتك بجسد الإنسان وجماعة الحوثيين تفتك بالأوطان ولها من المقاتلين والموالين ما يتجاوز إلى حد كبير القوة البشرية لتنظيم القاعدة..المليشيات الحوثية دأبت على ممارسة السلوكيات العدائية ضد كل من يخالف فكرتها أو لا يعلن الولاء لها بشكل كامل بما في ذلك الطائفة اليهودية فالكثير من مناوئيها يتعرضون للاضطهاد والسجن والتعذيب والإعدام والتنكيل وتفجير مساكنهم".
كما تقوم المليشيات وبشكل روتيني وشبه يومي بقصف المناطق المدنية غير الخاضعة لسيطرتها، وتنفذ عمليات تهجير جماعي وتستخدم المدنيين كدروع بشرية.
وكانت منظمة العفو الدولية "أمنستي"، قد اتهمت ميليشيا الحوثي، بارتكاب جرائم جسيمة قد يرتقي بعضها إلى جرائم حرب، واستخدام السلطة القضائية لتصفية حساباتها السياسية مع المناهضين لها في مناطق سيطرتها.
وأكّدت المنظمة في تقرير على موقعها الرسمي - في نهاية يناير الماضي - اقتراف المليشيات الحوثية انتهاكات بحق معارضين ذكوراً وإناثاً، منها الإخفاء القسري والتعذيب داخل معتقلاتها، مثل التعليق من السقف لساعات والركل واللكم على الأعضاء التناسلية والتهديد بالاغتصاب والابتزاز المادي.
كما أوردت المنظمة حالة امرأة ورجلين اختفوا قسراً، وتعرّضوا لسوء المعاملة قبل أن يحكم عليهم بالإعدام، إثر محاكمة بالغة الجور أمام إحدى محاكم صنعاء. وقالت المنظمة، إن هذه القضية هي أحدث مثال على أنّ الحوثيين يستخدمون السلطة القضائية لتصفية حسابات سياسية.
وحكمت المحكمة الجزائية المتخصصة الخاضعة لسيطرة الحوثيين في صنعاء، بالإعدام على كل من أسماء العميسي، وسعيد الرويشد، وأحمد باوزير. وقد حكم بالسجن 15 عاماً على المتهم الرابع، وهو ماطر العميسي، والد أسماء العميسي، وقد صرحت راوية راجح كبيرة مستشاري برنامج الاستجابة للأزمات بمنظمة العفو الدولية: "بينما يستمر النزاع المسلح في اليمن، فإن المحاكمة الجائرة لأسماء العميسي والمتهمين الثلاثة الآخرين ما هي إلا جزء من نمط أوسع يستخدم فيه الحوثيون السلطة القضائية لتصفية حسابات سياسية".