بـتعرية العراقيل.. الحكومة تكثف الضغط على مليشيا الحوثي بشأن اتفاق ستوكهولم
من جديد، حاولت الحكومة الضغط دولياً على مليشيا الحوثي الانقلابية عبر تعريتها فيما يتعلق بعرقلة تنفيذ اتفاق ستوكهولم، الذي وُقِّع في شهر ديسمبر الماضي، وخرقته المليشيات الحوثية مئات المرات.
رئيس الوزراء معين عبدالملك اليوم بحث اليوم مع وزيرة خارجية السويد مارجو والستروم، الجهود الدبلوماسية والسياسية المبذولة للضغط على المليشيات الانقلابية لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية.
اللقاء تناول مستجدات الأوضاع في اليمن على ضوء اتفاقات السويد، والتي تنص على انسحاب مليشيا الحوثي من مدينة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، وتبادل إطلاق سراح جميع الأسرى والمختطفين، وفتح الممرات الانسانية في تعز، ووجهات النظر حيال العراقيل المفتعلة من قبل المليشيات الحوثية في المضي قدماً بتنفيذ هذه الاتفاقات، باعتبارها خطوات لبناء الثقة نحو الحل السياسي الشامل.
كما جرت مناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين وآفاق تطويرها، ومجالات الدعم الممكن تقديمه لدعم جهود الحكومة لتطبيع الأوضاع في المناطق المحررة، وتخفيف المعاناة الإنسانية، ومكافحة الارهاب، وإعادة الاعمار والتنمية.
وجدَّد رئيس الوزراء التأكيد على انفتاح الحكومة على كل الحلول السياسية التي تساهم في تجنيب اليمن المزيد من الدمار وسفك الدماء، وأشار إلى حرص الحكومة على التنفيذ الكامل لاتفاق السويد فيما يخص مدينة وموانئ الحديدة وتبادل الأسرى والمختطفين، دون تجزئة أو تسويف.
كما أشاد بالجهود التي بذلتها السويد والمجتمع الدولي لترسيخ دعائم السلام الشامل والعادل في اليمن على أساس المرجعيات الثلاث المتوافق عليها محليا والمدعومة دولياً.
من جهتها، تحدَّثت وزيرة خارجية السويد عن شعور حكومتها بالفخر والسعادة كونها أسهمت في توصل اليمنيين إلى بداية اتفاق، في الإشارة إلى اتفاق ستوكهولم، مبدية استعداد حكومة بلادها على مواصلة تعهدها ودعمها لليمن واليمنيين على الصعيد السياسي والتوصل إلى حل سلمي للأزمة، بالإضافة إلى الدعم المتصل على الصعيد الإنساني وإغاثة اليمنيين.
هذا الاجتماع جاء بعد تحرّك مماثل أقدم عليه عبد الملك عندما التقى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس أمس الثلاثاء، وأطلعه على العراقيل الحوثية أمام تنفيذ اتفاق ستوكهولم.
وأكّد عبدالملك - خلال اللقاء الذي عُقد في جنيف على هامش مؤتمر تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام ٢٠١٩ - دعم الحكومة اليمنية لتحرُّكات وجهود الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن، لإرساء دعائم السلام وإنهاء الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي، وما تقدمه من تنازلات في سبيل إنجاح العملية السياسية وآخرها في مشاورات السويد، انطلاقاً من حرصها على إنهاء الحرب وتحقيق السلام الحقيقي الدائم والشامل.
وصرح عبدالملك بأنّ أي حل شامل للوضع في اليمن لا يمكن أن يكون ناجحاً دون العودة إلى جوهر المشكلة وأسبابها الحقيقية وليس الوقوف على النتائج، مؤكداً أنّ تمادي المليشيات الانقلابية وإصرارها على إفشال اتفاق السويد يبرهن على عدم جديتها في السلام، مطالباً بمضاعفة الضغوط الأممية والدولية على المليشيا وداعميها في طهران لتنفيذ الاتفاقات والقرارات الدولية ذات الصلة.
من جانبه، أكد الأمين العام للأمم المتحدة التزامه الشخصي بدعم اليمن في التصدي لتحدياته الإنسانية والتنموية والسياسية، وشدد على أنه سيعمل بكل السبل الممكنة لتعزيز الدعم الدولي لليمن وشعبه، مؤكداً أهمية التنفيذ العملي لاتفاقية ستوكهولم وتحقيقها على أرض الواقع.
ميدانياً، عرقلت مليشيا الحوثي - الاثنين - لليوم الثاني على التوالي تنفيذ المرحلة الأولى من عملية إعادة الانتشار في الحديدة، بعدما رفضت مجدداً الانسحاب من ميناءي الصليف ورأس عيسى، بموجب خطة قدمتها الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق السويد الذي أقرته الأطراف اليمنية.
وفي ديسمبر الماضي، أعلنت الأمم المتحدة توصُّل الحكومة ومليشيا الحوثي لاتفاق بالعاصمة السويدية ستوكهولم على تبادل أكثر من 16 ألف أسير، واتفاق آخر حول محافظة الحديدة، يشمل وقفاً لإطلاق النار في المحافظة، وانسحاب مليشيا الحوثي من مينائها الذي يشكل شريان حياة لملايين اليمنيين، كما توصلت إلى تفاهمات حول التهدئة وفتح المعابر في محافظة تعز، خرقتها المليشيات الحوثية بين الحين والآخر.