تحركات عاجلة لـقوات الأحمر لمواجهة طوفان الغضب في حضرموت الوادي والصحراء
الأربعاء 6 مارس 2019 22:38:40
في الوقت الذي تعالت فيه صرخات الغضب في حضرموت الوادي والصحراء للمطالبة بتمكين قوات النخبة الحضرمية لتولي زمام إدارة الشؤون الأمنية، كان الطرف الآخر المتمثل في المنطقة العسكرية الأولى بقيادة علي محسن الأحمر، يعد عدته لمواصلة وجوده "المثير للريبة" في المنطقة.
أمس الأول الاثنين، عقدت قيادات أمنية في سيئون اجتماعاً لمناقشة انتشار الانفلات الأمني في حضرموت الوادي والصحراء، وقد جاء ذلك تزامناً مع تحركات صاخبة اشتملت على تظاهرات حاشدة وعصيان مدني ضد وجود قوات "العسكرية الأولى".
حاول المجتمعون استمالة المواطنين في حضرموت الوادي والصحراء لإقناعهم بوجود أسباب لإبقاء ملامح السيطرة الأمنية على الأقل بالوضع الذي هو عليه، أي بتولي المنطقة العسكرية الأولى زمام المهام الأمنية في الوادي والصحراء بينما تتولى النخبة الحضرمية مهامها في الساحل.
ضمّ الاجتماع المذكور قيادات عسكرية كما لو كان يتم التجهيز لشن حرب ضارية، وحاول هؤلاء المجتمعون استمالة المشايخ من خلال الإشادة بجهودهم والدعوة إلى مشاركة قوات المنطقة العسكرية في إعادة الاستقرار الأمني إلى هذه المنطقة.
ينظر إلى هذا الاجتماع بأنّه محاولة من المنطقة العسكرية لضبط الأمور ووأد الاحتجاجات الرافضة لوجودهم من الأساس، حيث شهدت مدينة سيئون أمس الثلاثاء عصياناً مدنياً شاملاً تحت شعار"وادي حضرموت ينزف فهل من مغيث" من قبل تنظيم شباب الغضب.
وشمل الإضراب كافة القطاعات العامة والخاصة، عدا طوارئ المياه والكهرباء والقطاع الصحي، فيما أغلق المحتجون شوارع رئيسية ومنعوا حركة المرور فيما تمّ شل الحركة في المدينة.
في المقابل، اعتقلت قوات المنطقة العسكرية الأولى الشاب (ع. م) أحد شباب الغضب المحتجين في مدينة سيئون بعد ضربه باعقاب البنادق وبصوره هستيرية، فيما هدّد المحتجون بالتصعيد ما لم يتم إطلاق سراحه فوراً.
حدة الغضب داخل حضرموت تصاعدت بسبب المنطقة العسكرية الأولى وحالة الانفلات الأمني الذي تعانيه المحافظة، وتحديداً مديرية سيئون، بالإضافة إلى وجود معلومات مدعومة بالوثائق ولقطات فيديو وثَّقت دخول وخروج عناصر إرهابية من معسكرات تتبع المنطقة العسكرية الأولى بالإضافة إلى عمليات شحن سلاح للمليشيات الحوثية من مواقع تابعة للمنطقة العسكرية ذاتها.
في سياق الاحتجاجات أيضاً، دعا عددٌ من الشباب الغاضب في سيئون، إلى وقفة سلمية غداً الخميس؛ للتنديد بالانفلات الأمني الذي تشهده مديريات بإسناد أمن الوادي والصحراء لقوات النخبة الحضرمية.
ووجَّه الشباب الغاضب وحقوقيون ومنظمات المجتمع ونقابات عمالية، الدعوة إلى أبناء وادي حضرموت؛ للاحتشاد صباح الخميس للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية
وطبقاً للدعوات التي تم تناقلها على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي، فإنّ الوقفة ستقام الساعة العاشرة صباحاً، حيث سيسير المحتشدون من أمام مسجد الشافعي حتى ديوان السلطة المحلية بالوادي والصحراء.
ويثير الوجود العسكري لقوات الأحمر العديد من التساؤلات، فهذه المنطقة العسكرية تضم أسلحة ثقيلة ومدرعات ومدفعية يُفترض أن توجّه سهامها صوب التنظيمات الإرهابية مثل مليشيا الحوثي الانقلابية أو تنظيم القاعدة، وهو ما لم يحدث مطلقاً.
فبعدما سقطت المكلا ومديريات ساحل حضرموت في 2015 في قبضة تنظيم القاعدة، قامت قوات النخبة الحضرمية التي تمّ تشكيلها لمكافحة الإرهاب بأدوار بطولية ضد العناصر الإرهابية، بينما لم تتدخَّل قوات الأحمر في هذه المواجهات واكتفت بتعزيز سلطتها في الوادي والصحراء.
وبات في نظر أهالي الوادي والصحراء، أنّ قوات النخبة الحضرمية هي الأولى لتولي زمام الأمور لا سيّما أنّ عناصرها من أبناء المنطقة، خلافاً لقوات المنطقة العسكرية التي أغلب أعضائها من خارج المنطقة وقد اكتفت بتمثيل محدود من أبنائها كغطاء لاستمرار وجودها هناك.
يُضاف إلى ذلك مدى النجاحات الكبيرة التي حقّقتها "الحضرمية" في الساحل ما يؤهّلها لتلعب دوراً بارزاً في الوادي والصحراء يحفظ أمن المواطنين هناك، فيما يتوجب أن تتوجّه قوات الأحمر بأسلحتها الثقيلة ومدفعيتها صوب ساحات المعارك مع المليشيات الحوثية ودعم انتفاضات القبائل ضدها.