فضيحة أنهت مؤتمر الائتلاف الجنوبي قبل أن يبدأ.. صحفي يكشف كذب الإخوان
الجمعة 8 مارس 2019 00:55:41
لم تجد الأبواق الإعلامية الموالية لجماعة الإخوان الإرهابية، غير الكذب سبيلاً للتغطية على الفشل الذريع الذي لازم محاولة انعقاد ما يُسمى "مؤتمر الائتلاف الجنوبي" في العاصمة المصرية القاهرة.
ففي رواية متشابهة وفي توقيت متزامن، نشر "إعلام الإخوان" تفاصيل مزيفة عن فشل الاجتماع الذي كان مقرراً اليوم، حيث روجّ مزاعم عن دور للأجهزة الأمنية في مصر بطلب من دولة الإمارات العربية المتحدة لعدم السماح بعقد هذا الاجتماع.
ما وُصف بأنّه "هذيان" من تلك الأبواق الإعلامية، وصل إلى حد الإدعاء بأنّ مسؤولين بجهاز المخابرات المصرية أبلغوا عدداً من الشخصيات اليمنية المتواجدة في القاهرة بصعوبة عقد الاجتماع منعاً للتسبّب في حرج إقليمي للقاهرة.
رقص الصحفي أنيس منصور - وهو السكرتير الصحفي لنائب الرئيس علي محسن الأحمر - على نفس الحبال، عندما غرّد على موقع "تويتر" زاعماً أنّ دوراً مشتركاً بين مصر والإمارات وراء عدم انعقاد المؤتمر، وناشد بأعضاء هذا الائتلاف للاصطفاف إلى جانب حكومة عبد ربه منصور هادي.
لكن في الواقع، كان لفشل هذا الاجتماع سببٌ آخر، كشفه الكاتب الصحفي أديب السيد الذي قال إنّ السلطات المصرية لم تمنع نهائياً عقد ذلك الاجتماع.
"السيد" قال عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "أحد الذين من المفترض أن يكون مشاركاً في الاجتماع كلمني.. وقال إنّ سبب فشل الاجتماع هو أن الحضور قليل ولا فيه أي قيادي جنوبي من قيادات الخارج أو من التيارات الحراكية الحقيقية".
المصدر نفسه أوضح أنّ الفشل الذي حصل ليس بسبب منع السلطات المصرية، لأن الأمن حضر إلى الفندق وحقّق مع الداعين للاجتماع وحذرهم من الإساءة إلى أي دولة، معيداً التأكيد أنّ الفشل كان بسبب عدم حضور الاجتماع من قبل أي من الشخصيات الجنوبية المعتبرة او القيادات الحراكية القديمة.
وتابع السيد: "أخبرني (المصدر) أنّ الداعين للاجتماع اختلقوا قصة منعهم من الأمن المصري لتبرير الفشل الذي حدث ورفض أي قيادات جنوبية الحضور.. ومن حضروا هم قلة من الناشطين اللي يبحثوا عن لقمة ونشطاء إصلاحيين شماليين بمصر".
ما يُسمى "الائتلاف الجنوبي" هذا أثار الريبة منذ الإعلان عن تشكيله، وبدا أنّه لا يشغله إلا استهداف المجلس الانتقالي تنفيذاً لأجندات أخرى على ما يبدو، تحركها الحكومة بغية إجهاض تطلعات وتحركات شعب الجنوب نحو تشكيل دولته.
في هذا السياق، كشفت مصادر مطلعة عن مشاركة قيادات شمالية تابعة للحكومة في التحضير للاجتماع وتوزيع الدعوات للضيوف، ومنهم محافظ صنعاء غالب علي جميل، إضافةً إلى تولي شخصيات شمالية مهاماً قيادية في الائتلاف ومنهم رئيس لجنة النظام صفوان سلطان، وهو أثار الريبة في حقيقة هذا الاجتماع والجهة التي تقف وراءه، في إشارة إلى الحكومة؛ رغبةً في استهداف المجلس الانتقالي والنيل من النجاحات الكبيرة التي حقّقها على الصعيدين الأمني والسياسي.
وقد ظهر وزير الشباب والرياضة نايف البكري الموالي لجماعة الإخوان الإرهابية، في مقطع فيديو، مدعياً أنّ الاجتماع يستهدف تحقيق تطلعات الجنوبيين، في وقتٍ كُشف فيه عن أنّ من حضر للمشاركة لم يكونوا من الجنوب أساساً، بينما كان الأمر محاولة لتزييف الحقائق أمام الرأي العام.
كما أنّ هذا الائتلاف يمثل كياناً إخوانياً يموله رجل الأعمال أحمد العيسى المتهم من قِبل لجنة الخبراء الدوليين بجرائم فساد.
وكان ناشطون سياسيون جنوبيون وحقوقيون وإعلاميون، قد أطلقوا قبل أيام، حملة جنوبية بعنوان "#العيسي_ملاحق_ دوليا"، لكشف فساد العيسى؛ بغية إيصال رسالة قوية وواضحة للعالم عن فساده وممارساته الخاطئة من خلال العبث ومصادرة المال وتعديه على حقوق الشعب، والمطالبة بضرورة فتح تحقيق دولي حول كل الاعمال التي ينتهجها العيسي بدعم من الحكومة.
وكان تقريرٌ صدر عن فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة في فبراير الماضي، طالب بضرورة أن يدرج مجلس الأمن أحمد العيسي والمجموعة التابعة له في لائحة العقوبات الدولية نتيجة بعض ملفات الفساد التي كشفها الفريق.
وأجرى الفريق الأممي تحقيقاً في فاتورة لمبالغ مستحقة الدفع بقيمة تزيد على ثلاثة ملايين دولار أصدرتها شركة مصافي عدن إلى شركة تابعة لمجموعة أحمد العيسى، وجاء هذا المبلغ الهائل جاء. كتكلفة لاستئجار المصافي ناقلة النفط الخام "أم سبيرت" وتكاليف التأخير المتعلق بها.