إلقاء معتقلين عراة في شوارع صنعاء.. الركن الأخير من فظائع الحوثي

الجمعة 8 مارس 2019 01:33:16
إلقاء معتقلين " عراة " في شوارع صنعاء.. الركن الأخير من فظائع الحوثي
بعد ارتكاب كافة صنوف التعذيب ضدهم، وصل المعتقلون في سجون الانقلابيين الحوثيين إلى المرحلة الأخيرة من الجرائم غير المسبوقة من قِبل المليشيات، وذلك بإلقائهم عراةً في الشوارع.
مصادر محلية في صنعاء كشفت أنّ المليشيات الحوثية ألقت عدداً من المعتقلين في حي صرف بمديرية شعوب، عراةً وهم في حالة فقدان تام للذاكرة، من هول التعذيب الذي ذاقوه في سجون الحوثيين.
وبحسب المصادر، فإنّ المعتقلين الملقى بهم لم تكن بحوزتهم أي أوراق ثبوتية تكشف هوياتهم، كما ألقي بهم وهم مقيدون من أيديهم وأرجلهم.
كثيرةٌ هي التقارير التي كشفت جانباً من الانتهاكات الحوثية المروعّة ضد المعتقلين في السجون القابعة في مناطق سيطرتها، فأمس الأول الثلاثاء أصدرت رابطة أمهات المختطفين بياناً كشفت فيه صنوفاً مروّعة من جرائم تعذيب ترتكبها مليشيا الحوثي في سجونها.
وتحدّثت الرابطة عما وصفتها بـ"أشكال بربرية" من التعذيب، يتعرض لها نحو 2200 مختطف من مختلف المحافظات، وكشفت أنّ 79% من المعتقلين الذين لا يتعرضون لأشعة الشمس, و82% من السجون تفتقر إلى مرافق الصرف الصحي, 89 % تفتقر إلى الإضاءة. 
الرابطة أوضحت أنّ هؤلاء المختطفين يتعرضون لأشد التعذيب الجسدي والنفسي وبخاصةً خلال فترة الاختفاء القسري, والتي عادةً ما تمتد لمدة أشهر دون السماح لأقاربهم بالتعرُّف على مكان الاحتجاز. 
ورصدت الرابطة 1690 حالة من سلسلة عمليات الاختطاف في عام 2015، تم رصدها من خلال مقابلات مع الأشخاص المفرج عنهم أو الشهادات التي كتبتها المختطفون وأرسلت بطرق إلى أقاربهم. 
تختلف أساليب التعذيب في السجون وأماكن الاحتجاز من الإيقاف إلى الجلد, والضرب بالأسلاك الكهربائية والأدوات الثقيلة والأجسام الحادة, وضغط الدبابيس تحت الأظافر وفي الركب والأنف, والصعق بالكهرباء. 
كما تمارس مليشيا الحوثي إزالة الأظافر وسلخ الجلد عن طريق النار، وهي جزء من أشكال وحشية من قِبل الحوثيين في السجون وأماكن الاحتجاز التي تفتقر إلى أبسط حقوق الإنسان. 
ويشكو المختطفون من عدم التهوية والإنارة والصرف الصحي والنظافة في أماكن الاحتجاز الخاصة بهم، فضلاً عن عدم وجود رعاية صحية، ومعظم المختطفين لا يسمح لهم بالأدوية أو الخضوع لفحص طبي حتى في الحالات الصعبة. 
ورصدت الرابطة، ظروفاً معيشية سيئة للمعتقلين الذين لديهم الماء الملوث والخبز الفاسد والطعام الفقير الذي بالكاد احتفظ بهم على قيد الحياة، وقد منع العديد من المختطفين من التواصل مع آبائهم. 
وفي إحصائية سابقة، وثّقت رابطة أمهات المختطفين في اليمن أكثر من ألف حالة تعذيب في شبكة من السجون السرية تابعة للمليشيات الحوثية. 
وفي ديسمبر الماضي، كشفت وكالة "أسوشيتد برس" أنّها وثّقت عمليات تعذيب وحشية ضد معتقلين احتجزوا في سجون يديرها الانقلابيون الحوثيون. 
وبحسب التقرير، تحدّثت الوكالة مع 23 شخصاً نجوا من عمليات تعذيب أو كانوا شهوداً عليها في مواقع خاضعة للمليشيات الحوثية، كما التقت ثمانية من أقارب المعتقلين وخمسة من المحامين ونشطاء حقوق الإنسان ومسؤولين أمنيين عن السجون. 
تقول الوكالة إنّ أحد المعتقلين عُثر عليه "بعد عام" ملقى في جدول مائي وعليه آثار تعذيب وحشي وحروق جراء الأحماض وسترته ملتصقة بشدة بجلده الذائب. 
كما وثّق التقرير أنّ هناك 126 معتقلاً على الأقل قد لقوا حتفهم جراء التعذيب الشديد منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية الحرب في البلاد 2014. 
وسبق أن استخدمت المليشيات الحوثية، المساجد والقلاع القديمة والكليات والنوادي، وغيرها من المنشآت المدنية كمراكز استقبال مبدئية لآلاف المعتقلين قبل نقلهم إلى شبكة السجون الرسمية لدى المليشيات، بحسب شهادات الضحايا وإفادات وكالات حقوق الإنسان. 
وفي 2016، اعترفت المليشيات بارتكاب وقائع تعذيب، وشكّل يحيى الحوثي، شقيق قائد الحوثيين، لجنة للتحقيق في ارتكاب انتهاكات وتعذيب واحتجاز مفتوح المدة. 
كما نالت النساء نصيباً مروعاً من الانتهاكات في سجون المليشيات، ففي نوفمبر الماضي، وثّق التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن اعتداء على المعتقلات بالتشويه والتحرش الجسدي واللفظي والاغتصاب. 
وفرضت المليشيات، الإقامة الجبرية على مئات الناشطات والقيادات النسائية، وتهديدهن بالقتل في حال مخالفتهن لذلك، حيث يختطف الحوثيون، النساء ويُجبرون أسرهن على تزويجهن بالقوة لمقاتليهم، كما يتم استغلال النساء وغالبيتهن من الأرامل والزج بهن في أنشطة عسكرية تخالف تقاليد اليمنيين وأعرافهم.