إنجازات الجنوب تصنع تحالفاً شيطانياً بين الحكومة والإخوان
رأي المشهد العربي
لم يعد يشغل بال وتفكير حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المخاطر الهائلة الناجمة عن الانقلاب الحوثي، بقدر ما أصبح شاغلها الشاغل الهجوم فقط على المجلس الانتقالي، في محاولة "مفضوحة" أرادوا من خلالها مصادرة حق الجنوبيين في أن ينعموا بدولتهم المستقرة.
بين حين وآخر، تشعل حكومة هادي هجوماً سياسياً على القوى الوطنية الجنوبية؛ما يكشف على ما يبدو مدى التوجس من أن يستعيد الجنوب دولته التي تعرضت للغزو بشقيه السياسي والعسكري من قبل دولة الشمال.
يتصدّر المشهد في هذه الأثناء ما يسمى "مؤتمر الائتلاف الجنوبي" الذي حاول أعداء الجنوب عقده في القاهرة؛ انطلاقاً نحو تأسيس ذلك الكيان المعادي.
لاحق هذا المؤتمر فشلٌ ذريع كشف المخطط الذي يستهدف الجنوبيين، حيث لم يحضره أحد من الجنوب كما تمت الاستعانة ببعض العناصر الشمالية التي تحركها الحكومة على ما يبدو كقطع الدومينو في محاولة لصنع واقع مزيف عن الجنوب.
المؤتمر "الفاشل" - بحكم ما جرى - وقف وراءه اثنان، أحدهما مخطط وهو نائب الرئيس علي محسن الأحمر وهو موالٍ لجماعة الإخوان (المصنفة إرهابية) والآخر ممول وهو رجل الأعمال أحمد العيسي المتهم دولياً بجرائم فساد.
وإزاء هذا الفشل الذريع، لجأ المنظمون إلى اختلاق رواية كاذبة، زعمت أن الأمن المصري هو الذي منع المؤتمر بعد تدخل إماراتي لعرقلة هذا التحرك، وهي رواية فُضح كذبها عبر أحد الذين كان يُفترض أن يشاركوا في المؤتمر عندما قال إن الأمن المصري لم يمنع المؤتمر، وأكد أن السبب في ذلك هو عدم حضور أحد للاجتماع باستثناء أولئك الذين يمكن وصفهم ب"قطع الدومينو".
ولأنّ الجنوب يشكل هاجسا مرعبا لحكومة هادي، ظهر أحد مساعديه متفوها بما يمكن اعتباره جريمة تحريض على إسالة الدماء.
المدعو علي العمراني الذي عيّنه هادي سفيرا له في الأردن حرض على استهداف المجلس الانتقالي، بل وزعم أنه يشكل خطراً لا يقل عن الدور الإيراني في اليمن.
سار "العمراني" على درب قادته في حكومة هادي، ففي الوقت الذي يُفترض فيه أن تهتم فقط بمواجهة المليشيات الحوثية الانقلابية إلا أّنّها بوصلتها بدا أنّها تغيّرت نحو اتجاه آخر، وهو استهداف الجنوب.
ويرتبط كل هذا التصعيد بزيارة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواءعيدروس الزبيدي إلى بريطانيا،في يوم الاثنين الماضي، كشف المتحدث الرسمي باسم المجلس سالم العولقي، عن محاولات لأطراف في الحكومة ومليشيا الحوثي إعاقة هذه الزيارة.
وقال العولقي في تغريدة عبر حسابه على "تويتر": "مهم أن يعرف شعب الجنوب أنّ أطرافاً في الشرعية ومليشيا الحوثيين حاولا إعاقة زيارة رئيس المجلس الانتقالي إلى بريطانيا وقبله زيارة نائبه إلى فرنسا وبريطانيا.. السمعة الطيبة التي بات المجلس الانتقالي يحظى بها دوليا كانت كفيلة بفتح كل الأبواب والقادم أفضل"، مذيلاً التغريدة بهاشتاج "الدبلوماسية الجنوبية تنتصر".
ويمكن القول إنّ زيارة اللواء الزبيدي إلى بريطانيا بدعوة رسمية وُجّهت إلى المجلس الانتقالي شكّلت صدمةً لأعداء الجنوب سواء في "الشرعية" أو بين صفوف جماعة الإخوان الإرهابية وعناصر النافذين في الحكومة، والدليل على ذلك أنه فور بدء الزيارة وتسليط الضوء على مستقبل القضية الجنوبية، والتي تخطو خطوات ثابتة نحو الاعتراف الدولي بها، وفق استراتيجية دقيقة، بدأت قوات المنطقة العسكرية الأولى بقيادة علي محسن الأحمر (نائب هادي)، في التحرك لإثارة الفتنة في الجنوب من بوابة العاصمة عدن ويظهر ذلك من خلال نوع الأسلحة التي يستخدمها المخربون ضد قوات الأمن وأبناء الجنوب.
وتسعى جماعة الإخوان الإرهابية ومن ورائها تركيا وقطر وإيران، لضرب استقرار الجنوب تمهيداً للسيطرة عليه، وهو ما ظهر من خلال جملة من الخطوات التي جاءت جميعا متزامنة في وقت واحد، وبدأت بتصعيد الأوضاع الأمنية على مقتل الشاب الشهيد رأفت دمبع.