يرتكب الجرائم ويلصقها بالتحالف.. خدعة الحوثي لن تنطلي على المجتمع الدولي
الثلاثاء 12 مارس 2019 00:38:34
على مدار الأيام الماضية، ارتكبت المليشيا الانقلابية جميع أجمع الجرائم ضد قبائل حجور، وبدأت بقصف المدن وقتل المدنين واقتحام المنازل وقتل من فيها ثم تفجيرها، غير أنها لجأت إلى خدعة اعتادت عليها كثيرا من قبل وهو تصوير هذه الخسائر التي تلقتها المناطق التي تهاجمها ثم تلصقها بقوات التحالف زاعمة بأنها من ارتكبتها.
هذه الخدعة لم تنطلي هذه المرة على العديد من المنظمات الحقوقية الدولية والتي أصدرت تقارير أكدت فيها قيام المليشيا الانقلابية بارتكاب جرائم حرب ممنهجة ضد المدنيين في حجة، وقالت منظمة سام للحقوق والحريات إن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الحوثي بحق المدنيين في كل من "الحشا" و"حجور" أدت إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين بينهم نساء وأطفال وهدم أكثر من 17 منزلاً.
وحذّرت المنظمة، التي تتخذ من جنيف مقراً لها، من جرائم حرب يرتكبها الحوثيون ضد المدنيين في كل من منطقتي "حجور" بمحافظة "حجة" شمال غرب اليمن، و"الحُشا" شمال محافظة "الضالع" وسط البلاد، عبر عمليات قنص وقصف عشوائي حوثي وتهجير للسكان وتفجير للبيوت.
وفضح الناشط السياسي، محمد جميح، عن مخطط الحوثي الإرهابي ضد قبائل حجور، قائلا: "ظل مرتزقة الحوثي يقصفون قرى حجور بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة من دبابات ومدفعية وهاونات وصواريخ، ولما دخلوها فجروا البيوت بالديناميت، ثم صوروا آثار كل ذلك ونسبوه للتحالف".
وزعمت وسائل إعلام تابعة للعناصر الانقلابية، أن طيران التحالف هو من ارتكب هذه الجرائم في وقت يخوض فيه التحالف حربا بالشراكة مع قبائل حجور ضد الحوثيين في حجة، وهو ما يشي بأن الحوثي لجأ إلى كذبة لا يمكن أن يصدقها أحد للتغطية على جرائمهم التي ارتكبوها على مدار الأيام الماضية.
وقالت منظمات حقوقية دولية، إنّ العمليات العسكرية المستمرة للحوثي أدت إلى تعطيل الحياة العامة، حيث توقفت الحركة التجارية في أغلب أسواق المنطقة، مما ضاعف من معاناة السكان، إضافة إلى تعطل العملية التعليمة في أغلب مدارس المنطقة.
حيث توقفت أكثر من 100 مدرسة عن التعليم، إما بسبب القصف أو تحويلها إلى مراكز إيواء للنازحين، مما أضاف أكثر من 2000 طالب إلى قائمة الأطفال اليمنيين المحرومين من التعليم ، وإتلاف ما يزيد عن ١٥٠ مزرعه تعود ملكيتها للمدنيين.
وبحسب شهود عيان التقت بهم "منظمة سام"، فقد منعت ميليشيا الحوثي إسعاف بعض المصابين جراء القصف، ما أدى إلى وفاتهم كـ "وضاح ربيان"، ومارست القتل المتعمد بدم بارد ضد كل من يقف في طريقها، حيث قتلت الميليشيا بتاريخ 20 فبراير، المواطن "محمد علي قاسم" داخل منزله، أثناء محاولته منعهم من إدخال دبابة إلى فناء منزله على طريق "دوبع النيد" بـ"أفلح الشام" جنوب مديرية "كشر"، إضافة إلى مقتل 4 من كبار السن وجرح العديد من الأطفال والنساء.
ولفتت المنظمة الحقوقية الدولية إلى أنّ انتقام مليشيا الحوثي بشكل واسع من الخصوم من خلال تفجير منازلهم، وإحراق مزارعهم ومواشيهم، واستهداف منازلهم بالقصف العشوائي، يشي بوجود سياسة ممنهجة ومتعمدة ضدهم، ما يجعل هذه السياسات ترقى إلى أن تكون جرائم حرب تستوجب محاسبة مرتكبيها والآمرين بها.
وذكرت "سام" أنها رصدت تفجير 16 منزلاً في منطقة "حجور"، وتضرر أكثر من 1500 منزل منذ بدء العملية في المنطقة، مما يعقد الوضع الإنساني بصورة كبيرة، ويعرقل عملية عودة النازحين إلى قراهم في القريب العاجل.
وبينت "سام" أنّ منطقة "الحُشا" في محافظة "الضالع" وسط اليمن، تتعرض هي الأخرى لهجوم بالأسلحة المتوسطة والثقيلة، حيث قتل 8 مدنيين، وجرح أكثر من 30، بينهم أطفال ونساء، إضافة إلى تفجير منزلين تعود ملكيتهم لـ محمد حميد عمير بعد مقتله ومقتل زوجته ، والاخرل امين عبدالله النشمه في منطقة العبيسة فيما أغلقت 4 مدراس، وهو ما حرم 1500 طالب وطالبة من الدراسة، بينما أجبر القصف 700 عائلة من قرى "سناح"، "قعطبة"، "الفاخر" و"الزقمة" على ترك منازلهم والنزوح إلى مناطق أقل خطرا.