ألغام الحوثي.. جرائم ثمنُها رخيص وآثارُها بالغة (أرقام)

الأربعاء 13 مارس 2019 00:14:25
ألغام الحوثي.. جرائم ثمنُها رخيص وآثارُها بالغة (أرقام)

"تفرض اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد - التي تسمى أيضاً اتفاقية أوتاوا (ويسميها البعض معاهدة حظر الألغام) - حظراً شاملاً على الألغام المضادة للأفراد".. هذا العُرف الدولي لا تأبه به مليشيا الحوثي الانقلابية وتواصل إجرامها البشع المتمثل في زرع الألغام التي تستهدف المدنيين.

منذ أن أشعلت المليشيات حربها العبثية في البلاد، صيف 2014، يسقط بشكل شبه يومي ضحايا مدنيون جرّاء الألغام التي يرزعها الانقلابيون الحوثيون.

قد لا يكلف زرع لغم إلا بضع دولارات لكن نتائجه وخيمة، إذ تستمر هذه الألغام في القتل وتدمير الحياة والأرزاق حيث تقوم المليشيات بتطويق مناطق واسعة بشبكات الألغام والعبوات الناسفة، إضافة إلى زراعتها في القرى وطرقات المزارعين ورعاة الغنم في عدد من المديريات مما أودى بحياة عدد من المدنيين أو فقد أطرافهم وهم يطأون إحداها.

وبحسب مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لنزع الألغام في اليمن (مسام)، فإنّه تمّ خلال الأسبوع الأول من شهر مارس الجاري، انتزاع 15 لغماً مضاداً للأفراد و966 لغماً مضاداً للدبابات و1065 ذخيرة غير متفجرة و49 عبوة ناسفة، ليبلغ إجمالي ما تم نزعه خلال الأسبوع الأول 2095 لغماً.

بذلك، يبلغ إجمالي ما تم نزعه منذ بداية المشروع حتى الآن 48 ألفاً و225 لغماً زرعتها المليشيات الحوثية المارقة في الأراضي والمدارس والبيوت في اليمن وحاولت إخفاءها بأشكال وألوان وطرق مختلفة راح ضحيتها عدد كبير من الأطفال والنساء وكبار السن سواء بالموت أو الإصابات الخطيرة أو بتر للأعضاء.

هذا الكشف السعودي ينضم إلى سلسلة من التقارير التي فنّدت الكثير من صحفاتها لتكشف مدى الجرائم الحوثية في حق المدنيين لا سيّما بإتباع أسرع الطرق نحو الموت، لمجرد فقط "دب" القدم على الأرض.

وكان تقريرٌ صدر عن التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان (رصد)، قبل يومين، كشف أن ألغام الحوثيين حصدت 900 مواطن يمني، وتسببت في إصابة وإعاقة ما يزيد على 11 ألفاً في مختلف المناطق والمدن اليمنية منذ عام 2015.

وأشار التقرير الذي تمَّ عرضه خلال ندوة حول الإخفاء القسري وزراعة الألغام في اليمن، والتي نظمها التحالف على هامش انعقاد الدورة الـ40 لمجلس حقوق الإنسان بمدينة جنيف، إلى أنّ اليمن أصبح أكبر دولة مملوءة بالألغام بعد الحرب العالمية الثانية؛ بسبب الألغام التي زرعتها المليشيات الحوثية.

وأوضح التقرير أنَّ مليشيا الحوثي زرعت أكثر من مليون لغم في مختلف المحافظات، منها ألغام مضادة للأفراد؛ ومضادة للعربات؛ ومضادة للدبابات والسفن والمراكب البحرية منذ عام 2014 وحتى عام 2018.

وبحسب التقرير، فإنَّ الحوثيين يستخدمون ألغاماً على شكل صخور ملونة وأسطوانية وألعاب أطفال ومواد بناء ومجسمات، وأصبحت هذه الألغام تهدد حياة الآلاف من اليمنيين، وتشكل خطراً يتربص بهم في كل مكان، وخاصة النساء والأطفال.

الألغام المضادة للأفراد التي تستخدمها المليشيات على نطاق واسع، تعد سلاحاً محرَّماً دولياً، ولا يجوز الاحتفاظ بها أو استخدامها حتى لو كان ضد العدو، وأكثر الفئات الاجتماعية تأثراً بالألغام هم البدو الرحَّل والرعاة والفلاحون.

وتتطلب عملية نزع الألغام الكثير من الجهد والوقت، بسبب اتساع رقعة حقول الألغام، وغياب الخرائط التي وضعت على أساسها حقول الألغام وقت الحروب.

وكان القائد السابق للقوات البريطانية الجنرال سير مايكل جاكسون، قد حذّر من الآثار المروعة التي ستخلفها مئات الآلاف من الألغام الأرضية التي زرعتها مليشيا الحوثي الانقلابية في اليمن.

وقال الجنرال جاكسون في صحيفة "فايننشال تايمز"، إنّ آثاراً مروعة ستخلفها الألغام الأرضية التي زرعتها مليشيا الحوثي، معتبراً إياها "محنة طويلة الأمد"، لافتاً إلى أنَّ الإرث الأكثر ديمومة للحرب هو الخسائر البشرية المروعة لهذه الألغام مما يجعل حجم التحدي هائلاً، وأضاف أنّ الإرث الأكثر ديمومة للحرب هو الخسائر البشرية المروعة لهذه الألغام التي خلفها الحوثيون هناك.

وأشار إلى أنّ حجم التحدي هائل، بسبب وجود عدد كبير جداً من الألغام الأرضية والعبوات الناسفة التي تم زرعها هناك، إلى جانب بقايا الذخائر غير المتفجرة، التي يتبين من كثير منها أنها من إيران وحزب الله.

وأوضح أنّ الأمر الأكثر قلقاً أنّ هذه الألغام تستهدف المدنيين، مع وجودها داخل المنازل والحقول والموانئ، لكن بعيداً عن تسببها في وقوع خسائر بين صفوف المدنيين والجيش، وهذه الاستراتيجية جعلت العودة إلى الحياة الطبيعية أمرا بالغ الصعوبة في تلك المنطقة التي تحررت من سيطرة الحوثيين، وستكون عملية إعادة بناء البنية التحتية الأساسية التي دمرتها الحرب، أكثر صعوبة وأبطأ وأكثر إيلاماً.

وأكد أنَّه يجب مساءلة المسؤولين عن ذلك يوماً ما، حيث أنّ الآثار الضارة لتلك الألغام الأرضية ستمتد لأجيال قادمة.

وسبق أن كشف برنامج "ACLED" الدولي المختص، عن خطر أوسع متمثل في الألغام المجهولة والأجهزة المتفجرة البدائية، وبحسب البرنامج فقد قدر عدد القتلى بـ267 مدنياً على الأقل بفعل الألغام الحوثية فيما تشير تقديرات إلى أن عدد المقتولين يتجاوز 920 مدنياً فضلاً عن آلاف الجرحى.