جرائم الحوثي عند الشرعية فوائد
رأي المشهد العربي
يمثل الكشف عن الاتفاق الذي وقَّعه محافظ الجوف أمين العكيمي والحوثيين غيث من فيض اتهامات، تقع كسهام حارقة تكشف مدى استفادة الحكومة من الحرب التي أشعلتها المليشيات الانقلابية.
المتحدث باسم المنطقة العسكرية السادسة عبدالله الأشرف قال إنّ المليشيات الحوثية لا تفجر منازل قادة الجيش والسلطة بمحافظة الجوف بل يتبركون بها، وأوضح: "ليس غريباً أن نخوض حرباً طاحنة لا هوادة فيها في أرضنا ومناطقنا مع الحوثيين خلال الثلاث السنوات لأننا نريد التحرير ولكن الغريب أن يعقد محافظ الجوف اتفاقية مع الحوثيين أن منطقته آمنة للطرفين وعندما يتقدم الجيش من منطقته يطعنون منها بالكمائن والألغام" .
قد ينظر كثيرون إلى أنّ الحوثيين مستفيدون بشكل كبير من استمرار الحرب وأن تظل الأزمة بشكلها المعقد في الوقت الراهن، إلا أنّه لا يمكن استثناء الحكومة أو بمعنى أدق أطراف نافذة بها تتستر تحت غطاء "الشرعية" لكنّها في الوقت نفسه تحقٌق الكثير من المكاسب المالية.
عند الحديث عن أمرٍ كهذا، فإنّ أول من يتصدر المشهد هو نائب الرئيس علي محسن الأحمر، الذي تتلخّص علاقته بالمليشيات بأنّها عداءٌ في العلن ومصالحٌ في السر والخفاء.
يملك "الأحمر"، منزلاً في قرية سيان بمديرية سنحان تبلغ مساحته 34428 متراً مربعاً، ومنزلٌ في شارع 45 قرب شارع الخمسين بأمانة صنعاء تبلغ مساحته 26864 متراً مربعاً، ومزرعةٌ على طريق الخوخة بمحافظة الحديدة وتقدر مساحتها بنحو 224 كيلو متراً مربعاً، وسلسلة أراضٍ ومنازل وفلل شمال وجنوب وغرب جامعة الحديدة تبلغ مساحتها الإجمالية 421 ألفاً و732 متراً مربعاً، وقد ظلّت كل هذه الممتلكات في مأمن بعيداً عن أي تعديات.
وفي ظل غياب الاستقرار الأمني الناجم عن الحرب الحوثية، فإنّ القائد العسكري الذي يُفترض أن يقود قواته في ميدان القتال، بدا وكأنّه يتصدر عناصره لكن في ساحة أخرى، هناك أمام براميل النفط، إذ يمثل الوقود جزءاً مما يمكن اعتبارها مؤامرةً من "آل الأحمر" على البلاد.
تقارير كشفت أنّ قواتٍ يقودها علي محسن تحصل على أموالٍ طائلة من شركات نفط بغية تأمينها، وهو ما يُفسّر رفض الأحمر لأن تخوض قواته حرباً مع المليشيات الحوثية لتحرير بقية محافظة مأرب ودخول صنعاء، وحرّف توجهاته إلى إبقاء وتوسيع احتلال قواته العسكرية لمناطق النفط في حضرموت وشبوة.
ويخصّص الأحمر جهوده للحفاظ على قواته في مأرب، وبحسب تقارير فإنّ الهدف من ذلك هو نهب الأموال التي تدفعها شركات النفط لغرض حمايتها.
ليس الأحمر وحده المتربح من الحرب الحوثية والذي يمثل استمرارها بعثها ووحشيتها أقصى ما يمكن أن يتمناه، فهناك يدٌ أخرى تطال أخضر اليمن ويابسها، وهو أحمد صالح العيسي مستشار الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي كوّن ثروةً هائلةً خلال الحرب ومكنته الحكومة من احتكار المشتقات النفطية عبر عقود مناقصة تنتهي كلها لصالحه.
ويمكن القول إنّ الفوضى الناجمة عن الحرب الحوثية منحت الفرصة لمن يمكن وصفهم بـ"تجار الحرب" لتحقيق الثراء الفاحش، من خلال التهريب وتجارة الأسلحة والذخائر واحتكار السلع ورفع أسعارها.
وظهر هذا أيضاً من خلال التراخي الحكومي في المفاوضات مع الحوثيين، إذ لم تبدِ حسماً أو تمسكاً بالبنود التي تنهي الحرب، بل وصل الأمر إلى اتهامها بأنّها تقوّض جهود التحالف في هذا السياق.
اللافت أنّ هذا كله يأتي بينما تركّز الحكومة فقط على ما يبدو بالهجوم على المجلس الانتقالي، في محاولة لمصادرة حق الجنوبيين في أن ينعموا بدولتهم المستقرة.
من أحدث الهجمات في هذا السياق، حرّض المدعو علي العمراني الذي عيّنه هادي سفيراً له في الأردن على استهداف المجلس الانتقالي، بل وزعم أنه يشكل خطراً لا يقل عن الدور الإيراني في اليمن.
سار "العمراني" على درب قادته في حكومة هادي، ففي الوقت الذي يُفترض فيه أن تهتم فقط بمواجهة المليشيات الحوثية الانقلابية إلا أّنّها بوصلتها بدا أنّها تغيّرت نحو اتجاه آخر، وهو استهداف الجنوب.