قوات النخبة في عسيلان.. الجنوب يستنشق هواء الحُرّية

الجمعة 15 مارس 2019 20:03:00
قوات النخبة في عسيلان.. الجنوب يستنشق هواء الحُرّية
رأي المشهد العربي
التحرك الذي أقدمت عليه قوات النخبة الشبوانية بوصول تعزيزاتها إلى مديرية عسيلان، أمس الخميس، يسير على خطى النجاحات العديدة لتطهير الجنوب من الاحتلال الحوثي وحليفه الإخواني ليشكل خطوة مهمة لطرد جميع المكونات الإرهابية من محافظات الجنوب ليستنشق الجنوب هواء السعادة مجددا.
التحرك العسكري الناجح لقوات النخبة له أهمية خاصة، إذ أنه يعد مقدمة لتأمين مديرية بيحان وهي إحدى أهم مديريات محافظة شبوة تبعد عن عاصمتها عتق بحدود 200 كيلو متر يبلغ عدد سكانها 65 ألف نسمه وفيها من الثروات النفطية والمواقع الأثرية، وبالتالي فإن ذلك سيفتح الطريق لتكون محافظة شبوة خالية من الإرهاب بكل أطيافه، ليكون الدور بعدها للقضاء على ما تبقى من إرهاب في وادي حضرموت.
ما ذهبت إليه قوات النخبة الشبوانية أيضا يبرهن على أن الجنوب أصبح له ذراعين الأول سياسي والثاني عسكري يستطيع من خلاله تقرير مصيره، إذ أن العمل الدبلوماسي الذي قام به رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي والذي تمدد خارجيا ليصل مؤخرا إلى بريطانيا، يوازي في المقابل عمل عسكري يتمدد أيضا بالداخل، وهو ما يعني أن قضية الجنوب تسير في الطريق الصحيح.
على المستوى الخارجي فإن نتائج لقاءات لندن انتقلت بالقضية الجنوبية إلى مربع أكثر أهمية، يحميها من مؤامرات ومحاولات تجاوزها أو القفز عليها، لا سيما في ظل اقتناع العالم بوجود قوة سياسية وعسكرية لافتة يمثلها المجلس الانتقالي الجنوبي.
وهناك إجماع على أن الزيارة كانت ناجحة ومثمرة، وحققت نتائج على قدر عالٍ من الأهمية، ليس أقلها بدء انفتاح مراكز صنع القرار الدولي على الجنوب، وعلى القوة الأبرز فيه التي يمثلها بمسؤولية عالية المجلس الانتقالي الحامل السياسي للقضية الجنوبية، بعد سنوات من التجاهل، تحديدا وأن لندن لن تكون آخر المحطات التي أبدت رغبتها في فتح قنوات تواصل مع المجلس الانتقالي، وستكون هناك زيارات مقبلة، وفي وقت قريب لعواصم مهمة أبرزها موسكو.
على المستوى المحلي فإن التواجد في عسيلان يستهدف بالأساس إنهاء الاحتلال الإخواني لبيحان، بعد أن انتقلت قبل عامين تقريبا من الاحتلال الحوثي لتقع فريسة بيد المحتل الإخواني، ولعل ما يبرهن على ذلك أن مراكز النفوذ الإصلاحية بالشرعية عملت على إلغاء هوية بيحان وتغيير ديموغرافيتها، وأبعدوا بيحان كمحور عسكري عن عتق وضموها مباشرة  للمنطقة الثالثة بمأرب، ومنعوا فعاليات الانتقالي، وقمعوا حتى فعاليات الإشهار، وداسوا على إعلام الجنوب بكل عنجهية.
وجاء تحرك المقاومة الجنوبية لتأمين ظهر الجنوبي العربي من محاولات مليشيا الإصلاح والمنطقة العسكرية الثالثة في مأرب من استخدام بيحان منطلقا لزعزعة استقرار محافظات الجنوب .
وخلال الأشهر الماضية تدهورت الأوضاع في مديرية بيحان، الواقعة في الجزء الجنوبي الغربي، وذلك نتيجة لبلطجة وممارسات اللواء 26، التابع لمليشيا الإصلاح، والتي عملت على تمكين حزب الإصلاح من المديرية واستبعاد المقاومة الجنوبية حتى من التوظيف في المجال العسكري، ودأبت المنطقة العسكرية الثالثة على هذا الأسلوب، وحرمت كل منتسبي المقاومة الجنوبية من التوظيف واكتفت فقط بتوظيف عناصر مليشيا الإصلاح.
التعزيزات العسكرية الأخيرة، غالبية قوامها من أفراد اللواء 19 مشاة، وهم من أبناء مديريات عسيلان، بيحان وعين، وهي المديريات المستهدفة بالانتشار وهو ما يعني الحرص الكامل على أن يؤمن أبناء الجنوب لوطنهم، وكذلك فإن تلك التعزيزات التي يقدر حجمها بأكثر من 1500 جندي، تستهدف تأمين هذه المديريات التي تربطها حدود جغرافية مع محافظتي مأرب والبيضاء.
ووفقا للعلاقة التي أضحت علنية ما بين الإصلاح والحوثي، فإن الإمدادات استمرت إلى مليشيا الحوثي في صنعاء عبر شبوة بالرغم من تحريرها من مليشيا الحوثي، وبالتالي فإن هدف قوات النخبة سيكون بالأساس قطع الإمدادات النفطية والعسكرية أيضا والتي تصل إلى صنعاء من الجهة الجنوبية الشرقية.
ويرى مراقبون أن القوات الجنوبية أعادت ترتيب صفوفها وستفرض امرأ واقعًا على جميع محافظات الجنوب وستدفع الجميع للاعتراف به، بعيدا عن فساد وانتكاسات الشرعية، تحديدا في ظل رفض أبناء بيحان تواجد أي قوات شمالية على أرض جنوبية، لما تقوم به من استفزازات مستمرة وكان أخرها ما حصل للمناضل أحمد ناصر السوادي بوادي خر والذي حاول أفراد وضباط من (لواء 26) إنزال علم دولة الجنوب من فوق منزله.
واعتبر عضو الجمعية الوطنية الجنوبية، وضاح بن عطية، في تغريدة له على "توتير"، "السيطرة وانتشار النخبة الشبوانية في بيحان، ترجمة فعلية لمخرجات الدورة الثانية للجمعية الوطنية الجنوبية التي عقدت بالمكلا، إذ أنه كان من أهم مخرجاتها مطالبة قيادة المجلس بالسيطرة على ما تبقى من المناطق التي بها قوات الاحتلال اليمني".
وعلق الأكاديمي الجنوبي د حسين لقور على هذه الخطوة بالقول "جيل الحراك السلمي شكل طلائع المقاومة الجنوبية و أصبح المكون الأساسي لقوات نخب حضرموت وشبوة والمهرة وسقطرى قريبا، كذلك قوات الحزام الأمني (إسناد)عدن و لحج و أبين هم صورة الجنوب القادم.