سفاح نيوزيلندا في ذمار.. حوثي يقتحم مسجداً ويطلق النار
"إدانة في نيوزيلندا، جريمة في ذمار".. في الوقت الذي مثّلت فيه مليشيا الحوثي التنديد بالهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدين في نيوزيلندا، كان الانقلابيون على موعدٍ مع جُرم شبيه في محافظة ذمار، وإن قلّ عدد الضحايا.
أمس الجمعة، وبالتزامن مع بيان الإدانة الساعي إلى تجميل صورة الحوثيين، كان أحد مسلحي المليشيات، يُدعى "أبو صريمة" يقتحم مسجداً في قرية الكليبة بمديرية الحداء وأطلق النار على خطيب وإمام المسجد فأسقطه قتيلاً.
مصادر محلية كشفت أنّ المسلح الحوثي اقتحم المسجد، وقتل الخطيب والإمام محمد العزي الكليبي بثلاث رصاصات أثناء قراءته للقرآن الكريم قبيل خطبة الجمعة.
اللافت أنّ هذه الجريمة الحوثية تزامنت مع إصدار المليشيات بياناً حاولت من خلاله تجميل صورتها بإدانة مزعومة للهجوم الإرهابي على مسجدي نيوزيلندا، بينما في الوقت نفسه ارتكبت المليشيات جرائم شبيهة وربما أكثر فداحةً ضد المساجد.
فالمليشيات عملت على استهداف الأئمة والخطباء من خلال تجنيد بعضهم في صفوفها للحشد لها تحت غطاء الدين أو اعتقال من يرونه يُشكّل خطراً على وجودهم.
وفي فبراير الماضي، كشف وزير الأوقاف والإرشاد الدكتور أحمد عطية أنَّ المليشيات الحوثية هجّرت أكثر من 1200 عالم دين واعتقلت 170 خطيباً، وفي المقابل عملت على دخول 70 شخصاً من الجنسيتين اللبنانية والإيرانية إلى الأراضي اليمنية بشكل مخالف للأنظمة ومن خلال التهريب بهدف غرس الأفكار الإيرانية بين شرائح المجتمع.
وشدَّد على أن المليشيات الحوثية لم تأت بمشروع سياسي بل جاءت بمشروع عقائدي لا يرتبط بما سار عليه اليمنيون منذ نحو ألف عام، وأن ما يحدث من قِبل المليشيات هو تجريف لمناهج التعليم وغزو لبث الأفكار والمعتقدات الإيرانية خصوصاً مع رصد نقل بعض الحوزات الإيرانية إلى اليمن.
وفي مطلع مارس الجاري، شهدت مديرية مذيخرة جنوب غربي محافظة إب انتهاكاً حوثياً مروّعاً، حيث اندلع اشتباك مسلحٌ بين عناصرها داخل مسجد بمنطقة الضباري.
اندلعت المواجهة الحوثية - الحوثية، بسبب خلاف فيما بينهم على حول ملكية مزرعة "قات" تطوّر إلى إطلاق نار، ما أسفر عن مقتل شخص، أوضحت مصادر أنّه يدعى قائد بن أحمد، وهو ليس عضواً في المليشيات، فيما أصيب خمسة من عناصر الانقلابيين.
تزامن ذلك مع انتهاك شبيه لحرمة بيت الله، إذ اعتقلت المليشيات إمام مسجد في صنعاء أثناء إلقائه خطبة الصلاة وتمّ الاعتداء عليه ثم أنزل من المنبر بالقوة ونقل إلى مكان مجهول، ثم تم تفريق المصلين بالقوة.
حدث كل ذلك لأن خطيب الجمعة أعلن تأييده الانتفاضة المسلحة، التي قامت بها قبائل حجور بمحافظة حجة ضد المليشيات الحوثية، فما كان من الانقلابيين إلا كالوا إليه الشتائم وأنزلوه من المنبر، ثم الاعتداء عليه.
وبحسب شهود عيان، فإنّ الخطيب قال إنّ الممارسات الحوثية بحق أبناء حجر وكل اليمنيين يجب أن يوفقها الشعب بأي طريقة حتى وإن كانت بحمل السلاح، عقب ذلك، داهم خمسة مسلحين حوثيين المسجد وقاموا بضرب الخطيب بألقاب البنادق وكل من حاول اعتراضهم من المصلين، فيما انتشر خارج المسجد عشرات المسلحين الحوثيين.