اغتيال أطفال المياه.. ملائكة يروون عطش تعز والإرهاب الحوثي الإخواني يقصفهم
تعيش مدينة تعز اليمنية على مدار السنوات الأربع الماضية على وقع نقص حاد في مياه الشرب، وهو ما أجبر مئات النساء والأطفال على خوض رحلة كفاح يومية قاسية لنقل عبوات المياه من صهريج خارج المدينة، غير أن عناصر من مليشيا الحوثي وكذلك حزب الإصلاح كانوا لهم بالمرصاد.
ورغم الصمود الطويل للسكان الذي يقترب من الوصول لـ1500 يوم واستمرار وطأة الحصار الحوثي والدراما المأساوية للمدنيين، إلا أنها اشتدت خلال الأيام القليلة الماضية، إثر أزمة مياه حادة تضرب المدينة الواقعة جنوبي اليمن.
وتفيد تقارير حقوقية يمنية أن الأطفال الصغار في تعز تحولوا للعمل في جلب المياه، فيما تعرضت تجمعاتهم حول الصهاريج الخيرية المتنقلة باستمرار لهجمات حوثية إرهابية؛ حيث قتلت وأصابت العشرات منهم.
ومنذ أبريل 2015، تعرض العديد من الأطفال وهم في طريقهم للحصول على المياه، للقتل والإصابات برصاص قناصة الحوثيين أو بشظايا القذائف المدفعية التي تنهال على أحياء المدينة المحاصرة.
ويفتقر 50% من اليمنيين للمياه النظيفة، لكن تعز تعد أكبر مناطق اليمن ندرة في المياه؛ حيث عطّل حصار الحوثيين آبار المياه الجوفية التابعة للمؤسسة الحكومية.
كما كشف تقرير المؤشرات الاقتصادية في اليمن لعام 2017 إلى أن 85% من السكان يعيشون تحت خط الفقر، مشيرة إلى أن من يحتاجون إلى مساعدات إنسانية في عام 2018 نحو 22 مليون شخص، وهناك ستة من كل 10 أشخاص يعانون انعدام الأمن الغذائي.
وضمن أسلحتهم الفتاكة لإرهاب المدنيين وبشكل متعمد هاجم الحوثيون بالقذائف صهاريج المياه، وفي تكتيك حربي آخر منعت المليشيا وصول المياه من الآبار الواقعة في الأجزاء الشرقية لتعز إلى سكان المدينة المحاصرة.
الحصار الحوثي خلق أزمة خانقة في أحياء تعز المحررة، حيث ارتفعت صهاريج المياه التجارية أو ما يعرف بالـ”وايت”(سعة 6 آلاف لتر) لضعفي ثمنها؛ حيث وصل سعر الواحد منها لقرابة 50 دولاراً أمريكياً.
وفى سياق منفصل أفادت وزارة الدفاع اليمنية بأن مسلحا حوثيا اقتحم مسجد قرية “الكليبة” في مديرية الحداء شمالي شرق مدينة ذمار، ونفذ أمام جموع المصلين، جريمة بشعة بحق “محمد حسين محمد العزي الكليبي”.
وهزت الجريمة الأوساط الشعبية لأهالي منطقة الحداء، الذين وصفوها بالإرهابية والتي تماثل بشاعة عمليتي استهداف المسلمين في نيوزيلندا.
ولم تقتصر الجرائم فقط على مليشيا الحوثي، بل أنها امتدت لتشمل حزب الإصلاح أيضا، والذي يخطط لاستكمال ابتلاع محافظة تعز جنوب غربي اليمن عبر ترتيبات يضعها المحافظ الجديد نبيل شمسان، الذي وصل إلى المدينة، الأحد، بعد أكثر من شهرين من قرار تعيينه.
وطالب نائب الرئيس اليمني علي محسن صالح الأحمر، محافظ تعز المقرب من حزب الإصلاح، بضرورة وضع ترتيبات أمنية جديدة في المحافظة، سيكون قائد المحور، اللواء سمير الحاج، مسؤولا عن تنفيذها.
ويتحرك نائب الرئيس اليمني لمنح حزب الإصلاح مساحة كافية للقضاء على من تبقى من عناصر تابعة لكتائب أبي العباس في المدينة، واستكمال خطة ابتلاع مدينة تعز، التي بدأها الإصلاح العام الماضي، وسيطر على أحياء في الجبهة الشرقية تحت شعار مكافحة الإرهابيين والمطلوبين أمنيا.
ووصل محافظ تعز، جنوب غربي اليمن، نبيل شمسان، الأحد، إلى المحافظة المُحاصرة للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه قبل شهرين ونصف الشهر.