حقول الموت.. مفخخات حوثية تصنع جحيماً في الحديدة
الأربعاء 20 مارس 2019 21:09:00
إداراكاً لخطورة هذا الملف على وجه التحديد، لم يتضمّن اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد استثناءً يتيح لاستخدامها في أي ظرف، لكنّ مليشيا الحوثي الانقلابية لم تقرأ ذلك، لتواصل زراعة حقول النار التي تفرض موتاً حتمياً على المدنيين.
واصلت المليشيات الموالية لإيران في تنفيذ بنود أجندتها الإرهابية، والتي تتضمّن انتهاكات صارخة ضد المدنيين، في محاولة بالتأكيد لإطالة أمد الأزمة لنحو أكبر قدر ممكن، وأحد هذه البنود هو زراعة الألغام التي تهدّد حياة مئات الآلاف.
ولأن الحوثيين عبارة عن مليشيات خارجة عن نظام السلطة والدولة، فمن المنطقي ألا تلتزم ببنود اتفاقية حظر استعمال وتخزين وإنتاج ونقل الألغام المضادة للأفراد وتدمير تلك الألغام "أوتاوا 1997"، التي تحظر بشكل قاطع وبدون استثناءات استعمال الألغام المضادة للأفراد، وتمنع استحداث أو إنتاج الألغام المضادة للأفراد أو حيازتها بأي طريقة أخرى، أو تخزينها أو الاحتفاظ بها أو نقلها إلى أي كان، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، كما تلزم بتدمير هذا المخزون.
تقول منظمة "رصد" للحقوق والحريات في إحصائية جديدة، إنّ عدد المدنيين المعرضين للخطر المباشر (الموت الحتمي) بمحافظة الحديدة يزيد على 330 ألف مدني، كما عرضت الألغام الحوثية حياة أكثر من 140 ألف أسرة للخطر، وذلك في فترة ما بعد اتفاق السويد الموقع في ديسمبر الماضي.
زرعت المليشيات الحوثية 37 حقلاً من الألغام، كل حقل يضم الآلاف من الألغام الفردية والجماعية والمركبة، المنتشرة في 251 منطقة ضمن نطاق 16 مديرية من مديريات المحافظة البالغة 26 مديرية.
ومنذ 18 يناير من العام الماضي، بلغ عدد قتلى الألغام 56 شخصاً، بينهم 20 طفلاً و7 نساء، فيما أصيب 31 شخصاً، من بينهم 9 أطفال، كما أجبرت المليشيات عشرات الأسر على النزوح من منازلها في المدينة، وفخختها بألغام ومتفجرات، خصوصاً في حي 7 يوليو والزهور، بمديرية الحالي.
يُضاف إلى ذلك سياسة "إحياء الألغام" التي انتهجتها المليشيات، وهي عملية زراعة ألغام جديدة في أماكن الألغام نفسها التي انفجرت، وأوقعت ضحايا بين المدنيين.
وبحسب المنظمة، فإنّ المليشيات كثَّفت عمليات زراعة الألغام في الحديدة، عقب دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ (في ديسمبر)، ولا يستطيع المزارعون والصيادون في الحديدة الوصول إلى مزارعهم وقواربهم بفعل حقول الألغام الحوثية التي تحاصر مساحات شاسعة على امتداد سواحل المحافظة.
وأفادت إحصاءات بأنّ خسائر القطاع الزراعي والاقتصادي جرَّاء حقول الألغام الحوثية تبلغ ملياري دولار، كما أنّ هناك 93 منشأة صناعية مفخخة في الحديدة.