موجات نزوح هائلة.. البطش الحوثي يحوّل منازل الحديدة إلى كهوف خاوية
في الوقت الذي أعلنت فيه مليشيا الحوثي انقلابها على اتفاق السويد، تشير أغلب التحليلات والتوقعات، بأنّ محافظة الحديدة ينتظرها انفجاراً ميدانياً من قِبل "الموالين لإيران"، سيدفع المدنيون جرّاءه أثماناً فادحة.
اليوم الخميس، شوهدت موجات نزوح جديدة في الحديدة في أعقاب افتضاح نوايا الحوثيين في إلهاب تفجير المنطقة من جديد، نسفاً لاتفاق ستوكهولم، بحسب صحيفة "البيان" التي أشارت إلى أنّ المليشيات استقدمت تعزيزات من خمس محافظات استعداداً لموجة جديدة من القتل والتدمير.
ولم يمنع توقف المواجهات في الفترة الراهنة عن استمرار نزوح عشرات الأسر من الحديدة، وذلك بسبب المخاوف من تفاقم الأمر في الفترة المقبلة.
وبحسب سكان محليين، فإنّ كثيراً من الأسر غادرت المدينة خشية على حياتهم، بعد القناعة بأنّ المليشيات الحوثية ستعمد إلى تفجير الوضع، وهو ما يكبّدهم خسائر هائلة.
ويخشى المدنيون على حياتهم جرّاء القصف العشوائي الذي ينتهجه الحوثيون والذي يخطف أرواحهم وُيسقطهم قتلى تحت أنقاض منازلهم المنهارة.
كما تمثّل الألغام الحوثية حقول موت تحصد أرواح الأبرياء، وبحسب منظمة "رصد" للحقوق والحريات، فإنّ عدد المدنيين المعرضين للخطر المباشر (الموت الحتمي) بالحديدة يزيد على 330 ألف مدني، كما عرضت الألغام الحوثية حياة أكثر من 140 ألف أسرة للخطر، وذلك في فترة ما بعد اتفاق السويد الموقع في ديسمبر الماضي.
وقد زرعت المليشيات الحوثية 37 حقلاً من الألغام، كل حقل يضم الآلاف من الألغام الفردية والجماعية والمركبة، المنتشرة في 251 منطقة ضمن نطاق 16 مديرية من مديريات المحافظة البالغة 26 مديرية.
ومنذ 18 يناير من العام الماضي، بلغ عدد قتلى الألغام 56 شخصاً، بينهم 20 طفلاً و7 نساء، فيما أصيب 31 شخصاً، من بينهم 9 أطفال، كما أجبرت المليشيات عشرات الأسر على النزوح من منازلها في المدينة، وفخختها بألغام ومتفجرات، خصوصاً في حي 7 يوليو والزهور، بمديرية الحالي.
يُضاف إلى ذلك سياسة "إحياء الألغام" التي انتهجتها المليشيات، وهي عملية زراعة ألغام جديدة في أماكن الألغام نفسها التي انفجرت، وأوقعت ضحايا بين المدنيين.
وبحسب المنظمة، فإنّ المليشيات كثَّفت عمليات زراعة الألغام في الحديدة، عقب دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ (في ديسمبر)، ولا يستطيع المزارعون والصيادون في الحديدة الوصول إلى مزارعهم وقواربهم بفعل حقول الألغام الحوثية التي تحاصر مساحات شاسعة على امتداد سواحل المحافظة.
وفي هذا السياق، صرح محافظ الحديدة الحسن طاهر بأنّ الخروقات الحوثية لم تعد محصورة على خرق أو اثنين في اليوم بل تحدث كل دقيقة وهناك عشرات المدنيين الذين سقطوا ضحايا لها.
وطالب الحسن المجتمع الدولي بالتعامل بحيادية والوقوف على الجرائم الكبيرة التي ترتكبها الميليشيات داخل الحديدة والمديريات المحررة والتي وصفها بأنها جرائم حرب تفضح الجهة المعرقلة للسلام.
التحرك الحوثي العسكري سبقه إعلان سياسي صريح، وقد جاء ذلك على لسان محمد علي الحوثي رئيس ما تُسمى باللجان العليا للثورة إذ قال إنّ المليشيات لن تتخلى عن مدينة الحديدة، التي كانت محور أشهرٍ من المحادثات التي توسطت فيها الأمم المتحدة مع الحكومة، متهماً الأخيرة بسوء تفسير الاتفاق.