رأي المشهد العربي
يوما تلو الآخر تثبت مليشيا الإصلاح أنها سلاح قطري داخله ذخيرة عسكرية إيرانية يسعى للفوضى في اليمن على غرار مليشيا الحوثي، بعدما أثبتت الجرائم التي ترتكبها عناصر الإصلاح المدعومة من الدوحة في تعز وغيرها من المناطق التي تتواجد بها تسير بنفس الخطط التي ترسمها طهران لتدمير اليمن.
وإذا نظرنا إلى جرائم الإصلاح في تعز، فإنها تنوعت ما بين افتعالها حرب عسكرية ضد المكونات السياسية في المحافظة، بالإضافة إلى ارتكانها إلى مرجعية الدين كواجهة لتحسين صورتها، ومرورا بسعيها إلى الفوضى وعدم الاستقرار الأمني بأي ثمن، ونهاية بتشكيل مليشيا عسكرية علنية خاصة بها وتشبه في مسماها المليشيات الشيعية في سوريا والعراق وهي "الحشد الشعبي".
مليشيا الإصلاح في تعز تستخدم نفس الخلطة الإيرانية لإثارة الفوضى، بدءا من ترويع المدنيين وانتهاك ممتلكاتهم، ومرورا بتفجير المنازل وحرق المقرات، والتوسع في السجون السرية لإرهاب المعارضين، والدخول في صراعات عسكرية مع المكونات الشعبية والسياسية، وهو نفس الإجراءات التي عهدت عليها مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من طهران في صنعاء وعدد من المناطق التي تسيطر عليها.
ما ذهبت إليه مليشيا الإصلاح في تعز من جرائم عدة ارتكبتها، خلال هذا الأسبوع، في تعز يبرهن على أن العقل المدبر للفوضى في اليمن هو شخص واحد يقبع في طهران ويحرك دمى عسكرية حسبما شاء داخل اليمن، وكذلك فإنه يثبت أن الدوحة وطهران أصبحا لديهما إستراتيجية تخريبية واحدة وأن العدو هو واحد فقط وليس أكثر من ذلك، وهو ما ينبغي على اليمنيين التنبه له.
وهناك العديد من الدلائل التي تبرهن على ذلك، كان أبرزها احتفال قيادات عسكرية تنتمي إلى تنظيم الإخوان الإرهابي مؤخرا، بتخرج عدد من الدفع العسكرية تحت مسميات الحشد الشعبي، في محافظة تعز، وهي تشبه إلى حد كبير احتفالات المليشيا الانقلابية بتجنيد الشباب في صفوفها.
بل أن خطط تدريب هذه الدفعة تعد في نفسها خطط المليشيا التي تطبقها على أرض الواقع، وبحسب ما أكده أحد المتخرجين منها أنها كانت الأمنية أكثر منها عسكرية وشملت (مداهمات، وتسلق مبانٍ، وإنقاذ، وحماية وتعقب شخصيات)، بالإضافة إلى دورات ثقافية (دينية، وحزبية) وأفلام وثائقية تمجد تضحيات تنظيم الإخوان في اليمن وفلسطين، وتثني على دور قطر وتركيا وعُمان، وتعادي الأحزاب اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي ودولة الإمارات.
وتأسست مليشيات الحشد الشعبي الإخوانية سراً نهاية العام الماضي بدعم من دولة قطر، ومعسكراتهم التدريبية بمنطقة يفرس في مديرية جبل حبشي، ومعسكر 11 فبراير في جبل صبر ومعسكر الأصابح، ويتم تجميع أفراد من ألوية الجيش الوطني، منتمين للإخوان، وآخرين من أعضاء وأبناء قيادات التنظيم وحزب الإصلاح، ويرسلون معاً إلى المعسكرات الثلاثة بهدف إعادة تدريبهم عسكرياً وعقائدياً على يد ضباط إخوان، كما يتلقون دورات ثقافية دينية وحزبية.
ويبلغ عدد الأفراد المنخرطين في هذا البرنامج السري المليشياوي يزيدون عن 5000 فرد من أعضاء تنظيم الإخوان، وتخرج منهم 2500 فرد (دفعتان في اللواء 17 مشاة، ودفعتان باللواء 22 ميكا، دفعتان في اللواء الرابع مشاة جبلي، ودفعة في اللواء 170 دفاع جوي)، وتقام حفلات تخرجهم بغطاء رسمي برعاية قيادة المحور.
كتيبة الحشد الشعبي الإخوانية والتابعة لمرشد الإخوان في تعز، عبده فرحان سالم، المعروف في الوسط السياسي والشعبي باسم سالم، تتطابق مع مليشيات إيران في العديد من البلدان العربية والتي تسعى من خلالها لتخريبها ، فلا فرق بين الحشد الشعبي في تعز والحشد الشعبي الإيراني في العراق.
الأمر الثاني الذي يثبت تنفيذ الإصلاح للمخططات الإيرانية، هو قيامه بشن عمليات سلب ونهب ضد المكونات السياسية الموجودة في تعز، وهو ما ذهبت إليه مليشيا الحوثي بعد أن حرقت مقرات العديد من الأحزاب ودخلت في معارك عسكرية مع الأحزاب الأخرى.
وهاجمت مليشيا حزب الإصلاح، فجر أمس الخميس، مقر المؤتمر الشعبي وعدد من الأحزاب الأخرى في مدينة تعز، وقامت بإحراقه، كما شنت في الوقت ذاته هجوما مسلحا واسعا على عدد من مقرات الأحزاب المعارضة.
وشنت مليشيات حزب الإصلاح في مدينة تعز، هجومًا جديدا على منزل القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام «يوسف الحياني» واندلعت اشتباكات عنيفة بين مرافقي «الحياني» ومليشيات الإخوان، وتمكنت الأخيرة من إحراق منزل وسيارة القيادي المؤتمري.
وانتقلت المواجهات بعد ذلك للاعتداء على أفراد من كتائب أبي العباس واستهداف مقر الكتائب بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة ومحاصرة المدينة القديمة من كل الاتجاهات مع انتشار لقناصة حزب الإصلاح على أسطح المباني.
وهناك العديد من التشابهات الأخرى ما بين الإصلاح والحوثي، ويرتبط أغلبها بارتكابهم جرائم حرب تحت غطاء الدين، فمليشيا الإصلاح التي فضحتها منظمة العفو الدولية بتقرير اغتصاب الأطفال الأسبوع الماضي، تكرر ما قامت به العناصر الانقلابية بحق أطفال صنعاء، وكذلك فإن تعذيب المواطنين وترويعهم وانتهاكات خصوصيات الإفراد حدثت في صنعاء وتعز أيضا، وهو ما يثبت أن مليشيا الإصلاح هي سلاح قطري بصبغة إيرانية لتخريب اليمن.