احتلال حوثي - إخواني لمساجد اليمن.. منابر تروّج لإرهاب المليشيات
عندما تطأ أقدام مليشيا الحوثي الانقلابية أو عناصر حزب الإصلاح (الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية) في بيت من بيوت الله لا يذكرون فيه اسمه أو يسبّحونه بالغدو والأصال، لكنّهم يعتلون المنابر لخدمة سياساتهم المتطرفة.
على مدار السنوات الماضية، لطالما اعتلت المليشيات الحوثية و"شبيهتها" الإخوانية منابر المساجد مستخدمةً خطاباً سياسياً، متستراً بغطاء الدين، في انتهاك صارخ لحرمات بيوت الله.
من جانب الحوثيين، كثّفت المليشيات استخدام المنابر لحشد أكبر قدر ممكن في تظاهرة تعتزم تنظيمها يوم الثلاثاء المقبل، تزامناً مع الذكرى السنوية الرابعة لعملية عاصفة الحزم التي أطلقها التحالف العربي في مارس 2015 دفاعاً عن الشرعية ودحر الانقلاب.
مصادر مطلعة في صنعاء، أبلغت "المشهد العربي"، بأنّ مكتب الأوقاف الذي تسيطر عليه المليشيات وزَّع تعميماً على خطباء المساجد للضغط على المواطنين وإجبارهم على المشاركة في تظاهرة الثلاثاء، وهو ما ساد في المساجد خلال خطبة اليوم الجمعة.
وبيّنت المصادر أنّ مليشيا الحوثي تعمل بكل أساليب الترهيب والترغيب لحشد المواطنين للمشاركة في التظاهرة التي اعتاد الانقلابيون على تنظيمها سنوياً.
وبحسب مصلين تحدّثوا لـ"المشهد العربي"، فإنّ خطباء مواليين للمليشيات الحوثية دعوا للمشاركة في التظاهرة مستخدمين في ذلك خطاباً دينياً, حيث زعموا أنّ الحضور في هذه الفعالية هو جهادٌ في سبيل الله, وأنّ التخلف عن المشاركة يمثل نفاقاً وتخاذلاً.
استخدام المليشيات الحوثية للمساجد لخدمة سياساتها وأجنداتها مشهدٌ دائم التكرار، ففي فبراير الماضي كشف وزير الأوقاف والإرشاد الدكتور أحمد عطية أنَّ المليشيات الحوثية هجّرت أكثر من 1200 عالم دين واعتقلت 170 خطيباً، وفي المقابل عملت على دخول 70 شخصاً من الجنسيتين اللبنانية والإيرانية إلى الأراضي اليمنية بشكل مخالف للأنظمة ومن خلال التهريب بهدف غرس الأفكار الإيرانية بين شرائح المجتمع.
وقبل نحو أسبوع، اقتحم أحد مسلحي المليشيات، يُدعى "أبو صريمة" مسجداً في قرية الكليبة بمديرية الحداء بمحافظة ذمار وأطلق النار على خطيب وإمام المسجد فأسقطه قتيلاً.
مصادر محلية كشفت أنّ المسلح الحوثي اقتحم المسجد، وقتل الخطيب والإمام محمد العزي الكليبي بثلاث رصاصات أثناء قراءته للقرآن الكريم قبيل خطبة الجمعة.
على الجانب الآخر، لم تسلم منابر المساجد من توظيفها سياسياً من قِبل مليشيا حزب الإصلاح الإخواني، لخدمة أجنداتهم، لا سيّما فيما يتعلق بمحاولة النيل من الجنوب وكذا الإساءة لدولة الإمارات العربية المتحدة رغم دورها الملهم في التصدي للأزمة الإنسانية في اليمن.
ودائماً ما يلجأ حزب الإصلاح إلى المراوغة بما يخدم أجنداته الإرهابية، عبر التظاهر بتأييده للحكومة تارة، وانتقادها تارة أخرى، بينما يستمر في الخفاء وسراً في دعم مليشيا الحوثي عسكرياً واستراتيجياً، والقاسم المشترك في كل ذلك هو استخدام المساجد وتوظيفها لتحقيق هذه السياسات.
ففي محافظة مأرب، أقدمت مليشيا الإصلاح مؤخراً على اختطاف عدد من خطباء المساجد الذين يعارضون سياساتها؛ في مسعى من أنصار الجماعة الإرهابية لفرض سياسة الخوف وتحسباً لظهور أصوات معارضة تفضح أجنداتهم المتطرفة، كما سيطرت على المنابر في محافظة تعز بقوة السلاح.