قصة مأساوية.. الطفلة عفاف التي حوّلتها الحرب الحوثية إلى لحم على عظم

السبت 23 مارس 2019 03:38:57
قصة مأساوية.. " الطفلة عفاف " التي حوّلتها الحرب الحوثية إلى " لحم على عظم "
"لحم على عظم".. هكذا وصف الطبيب المعالج لطفلة يمنية تدعى عفاف من محافظة حجة، تبلغ من العمر عشر سنوات، حالتها الصحية حيث التهمتها المجاعة الناجمة الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي الانقلابية.
يقول الطبيب المعالج لعفاف التي يبلغ وزنها 11 كيلوجراماً فقط، إنّها تعاني عفاف من سوء التغذية الحاد بسبب عدم توفر الغذاء الكافي في سنوات النمو، ومن الالتهاب الكبدي ومن المرجح أنها التقطت العدوى من المياه الملوثة، كما توقفت عن الذهاب للمدرسة قبل عامين بسبب ضعفها.
ولا يرى حسين عبده والد عفاف، أملاً يذكر أن يتمكن من إتاحة ما تحتاجه ابنته التي تتضور جوعاً من الغذاء أو الرعاية الصحية مع دخول الحرب عامها الخامس وجمود مساعي السلام، بحسب حديثه لوكالة "رويترز".
يقول حسين - صاحب الـ40 عامًا والذي ينتمي لقرية الجرايب الزراعية الصغيرة في تلال محافظة حجة: "قبل الحرب كنا نتمكن من الحصول على الطعام لأن الأسعار كانت مقبولة وكان الشغل متوفراً.. أمّا الآن فقد زادت زيادة كبيرة وأصبحنا نعتمد على اللبن والخبز في التغذية".
ويضيف الرجل الذي فقد والدة عفاف هذا العام لإصابتها بداء السل: "لم يعد معنى الشبع هو نفسه ما كان عليه قبل الحرب.. إذا وجدت أن ما تبقى من الأكل بعض الفتات أنهض حتى لا يجوع الأولاد، فبإمكاني تحمل الجوع لكنهم لا يقدرون على ذلك".
ويعمل "عبده" في رعي أغنام الغير ويتلقى راتبه في صورة منتجات ألبان إذ ليس له مصدر دخل آخر يعول به زوجته الثانية وأطفاله الستة، وإدراكاً منه لخطورة حالة "عفاف" فقد دبَّر ما استطاع تدبيره لأخذ ابنته في رحلة طويلة إلى مركزين صحيين بمدينة أسلم في حجة وفي صنعاء.
إلا أنّ العلاج الذي استطاع المركزان تقديمه كان محدوداً، فقد انهار نظام الرعاية الصحية كما أن العيادات التي يدعمها المانحون الدوليون واقعة تحت ضغوط شديدة، وفق الوكالة.
وتقول مكية الأسلمي الممرضة ورئيسة عيادة سوء التغذية الحاد في "أسلم"، حيث تلقت عفاف بعض العلاج: "إذا رجعت عفاف إلى بيتها فحتما ستزداد المشكلات .. المياه والمسكن سيكون لهما تأثير على صحتها خلال يومين".
فيما أوضح الأب أنّ الأطباء قرروا أن تتناول عفاف الفاكهة والخضر فقط دون أي منتجات من القمح، وأضاف: "والله لو كان عندي أي شيء لاشتريت لها الخضر والفاكهة لكني لا أملك شيئاً"، لافتاً إلى أنّه إذا استمر وضعه المزري فلن يتمكن من توفير النظام الغذائي أو نقلها للفحص الطبي بعد شهر.
وقد أدّت الحرب الحوثية المشتعلة منذ صيف 2014، إلى وضع اليمن على حافة المجاعة، بعدما ارتكبت الميليشات صنوفاً مختلفة من الانتهاكات استهدفت تعميق الأزمة الإنسانية، تمثّلت في قطع طرق نقل المساعدات والوقود والغذاء وقللت الواردات كما تسببت في ارتفاع حاد في التضخم.
وبحسب الوكالة، فقدت أسرٌ مصادر دخلها لعدم صرف أجور العاملين في القطاع العام، كما أرغمت الحرب الناس على النزوح عن بيوتهم وترك أشغالهم.