نهاية دولة داعش في سوريا والعراق.. هل يفقد الحوثي إحدى أذرعه الإرهابية؟
منذ الانقلاب الحوثي على الشرعية في اليمن بالعام 2014، وهو لا يتوانى عن التحالف مع التنظيمات الإرهابية المماثلة له لبث الفوضى في اليمن، وهو ما ظهر من خلال وجود علاقات وثيقة بينه وبين تنظيم القاعدة وداعش والإخوان، غير أن ضعف التنظيم الإرهابي الأكبر في العالم وسقوطه في معاقله بسوريا والعراق قد يجعل الحوثي بفقد أحد أذرعته التي يستخدمها لزعزعة الأمن والاستقرار في المحافظات المحررة.
وشهدت محافظة البيضاء، وسط اليمن، صباح اليوم الأحد، اشتباكات بين تنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين، وهو ما أدى إلى سقوط قتلى ومصابين من الطرفين، وقالت مصادر قبلية إن تنظيم القاعدة الإرهابي سيطر على عدة مواقع كانت تخضع لسيطرة داعش في منطقة قيفة فيما فر المسلحين المنتمين إلى داعش لمناطق جبلية أخرى.
وخلال شهر يناير الماضي انكشفت العلاقة ما بين الحوثي وداعش، بعد أن أعلن وزير الداخلية اليمني المهندس أحمد المسيري خلال شهر يناير الماضي وجود أدلة دامغة على وقوف المليشيا الانقلابية وراء تنفيذ عمليات إرهابية في العاصمة عدن وبعض المحافظات المحررة تحت اسم "تنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين" لزعزعة الأمن والاستقرار.
وخلال الشهر ذاته تمكنت قوات مكافحة الإرهاب في محافظة لحج جنوب اليمن من إلقاء القبض على خلية إرهابية تابعة لتنظيم داعش لتنفيذ اغتيالات وعمليات إرهابية استهدفت قيادات أمنية وعسكرية في العاصمة عدن ممولة من مليشيا الحوثي.
واعترفت الخلية الإرهابية بتلقيها تدريبات في محافظتي ذمار وصنعاء على أيدي قيادات حوثية لتنفيذ عمليات اغتيالات وتفجيرات في العاصمة عدن وبقية المحافظات اليمنية المحررة، بهدف زعزعة الأمن والاستقرار وإقلاق السكينة العامة للمواطنين واعترافها بتنفيذ عمليات اغتيالات وتفجيرات استهدفت قيادات عسكرية وأمنية في العاصمة عدن.
وفي مطلع العام الجاري تكشف للعالم أجمع خفايا العلاقات بين الحوثي وكل من تنظيمي القاعدة وداعش، خصوصًا بعد العملية الإرهابية التي أقدم فيها تنظيم داعش الإرهابي على قتل 4 شبان يمنيين في منطقة يكلا بمحافظة البيضاء، كانوا في طريقهم إلى محافظة مأرب للالتحاق بصفوف قوات الجيش الذي يواجه ميليشيات الحوثي الانقلابية، وهي العملية التي أكدت أن المستفيد الأول من تنفيذها هي الميليشيا الحوثية رغم اختلاف المرجعية المذهبية للطرفين.
واستغرب محللون في ذلك الوقت الظهور المفاجئ لداعش بعد غياب طويل وعدم القيام بأي عمليات في اليمن، وربطوا هذا الظهور بالتطورات الميدانية في اليمن، خاصة مع تقديم المبعوث الاممي مارتن غريفيث اليوم تقريره الى مجلس الأمن الدولي.
واتهم المحللون، الحوثيين أو أطرافاً إقليمية ودولية بالوقوف وراء هذا الظهور، لكونهم المستفيدين الوحيدين من ذلك، وتحديدا إيران الداعمة للمليشيا الحوثية، إذ أن العناصر الانقلابية عادة ما يعلنون وجود تنظيمات إرهابية في محافظة البيضاء، لتبرير تنفيذ عمليات عسكرية هناك.
المصالح المشتركة بين الحوثيين من جهة، وداعش والقاعدة من جهة أخرى، جعلت التحالف بين الطرفين أمرًا طبيعيًا؛ فمن جانب الحوثيين، فإن توطيد علاقاتهم مع التنظيمين الإرهابيين، يمكن أن يخدم مصالحها في تنفيذ هجمات إرهابية تستهدف المناطق المحررة ، وهو الأمر الذي سيخدم الحوثيين لتقديم أنفسهم كشركاء للمجتمع الدولي في الحرب على الإرهاب.
فضلًا عن توظيفها لتبرير إرهاب الميليشيات الحوثية وانقلابها وسيطرتها على البلاد ومؤسسات الدولة، بدليل أنه على مدار 4 سنوات من الأزمة اليمنية لم تشهد أي من المحافظات صدامات ومواجهات بين ميليشيا الحوثي مع القاعدة أو داعش، بالإضافة إلى عملهم جنبًا إلى جنب في البيضاء وتعز وبعض المحافظات الجنوبية.
ويرى مراقبون إنه بالنسبة لداعش والقاعدة، فمصلحتهما مع الحوثيين تكمن في سببين رئيسيْن: الأول هو استمرار الحصول على الدعم اللوجستي والمادي والتدريب العسكري الممول من إيران، مما سيرفع من خبراتهما القتالية والعسكرية التي ستساهم في توسيع نفوذهما في اليمن وتحقيق حلمهما بإعلان دولة الخلافة
أما السبب الثاني، فيكمن في مواجهة عدو المشترك وهو قوات التحالف العربي التي أصبحت هدفًا للإرهاب، بسبب تكثيف جهوده مع المجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب تزامنًا مع تحرير المحافظات اليمنية من الميليشيات الحوثية.
وتمكنت قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة على آخر جيب كان "داعش" يسيطر عليه في بلدة الباغوز السورية، مساء السبت، وبذلك تكون قد قطعت الرأس الأخيرة للتنظيم المتطرف من سوريا.
ويعني إعلان القوات المدعومة من واشنطن، انتهاء دولة "خلافة البغدادي" المزعومة، التي أعلنها قبل سنوات وامتدت في وقت من الأوقات إلى مساحة تصل إلى نحو ثلث العراق وسوريا، غير أن ثمة اتفاقا شبه عام على أن التنظيم لا يزال يمثل تهديدا.