حصاد زيارة موسكو.. الانتقالي طرفاً فاعلاً في العملية السياسية اليمنية

الاثنين 25 مارس 2019 00:06:36
حصاد زيارة موسكو.. الانتقالي طرفاً فاعلاً في العملية السياسية اليمنية

اختتم اليوم الأحد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، والوفد المرافق، زيارة رفيعة المستوى لموسكو شملت اجتماعات مع نائب وزير الخارجية، السيد ميخائيل بوغدانوف، وأعضاء من الجمعية الاتحادية الروسية، بما في ذلك السيد ليونيد سلوتسكي رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما. حيث تزامنت الزيارة مع لقاءات في عدن بين قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي والسفير الروسي لدى اليمن فلاديمير ديدوشكين.

وبالنظر إلى حصاد هذه الزيارة، والتي تعد زيارة دبلوماسية متعددة المميزات، إلا أن أبرزها تتمثل في أن المجلس الانتقالي الجنوبي أصبح، طرفا فاعلا في القضية السياسية اليمنية، ولا يمكن تجاهله في أي من المفاوضات المستقبلية بشأن اليمن، وذلك بعد أن حصل على تأييد أكبر قوى فاعلة في هذا الملف وهما بريطانيا وروسيا.

ولعل ذلك ما أكده اللواء عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي خلال تصريحاته التي أدلى بها، قبل ساعات من نهاية زيارته، إذ أشار إلى أنه أوضح إلى أن الوقت الحالي يقتضب ضرورة وجود تمثيل حقيقي للجنوب على الطاولة لتشكيل النتائج ذاتها التي ستضمن نجاح السلام والتي من خلالها سيحدد الجنوبيين مستقبلهم.
وأوضح أن هذا يتضمن وضع الضمانات الدولية على الطاولة التي تضمن مصالح شعب الجنوب وتكتسب ثقتهم في العملية السياسية، لافتا إلى أن قضية تحديد ماهية هذا المستقبل ويجب أن تترك لشعب الجنوب، وإن مسؤوليتنا كممثلين له هي تأمين طريق للقيام بذلك.

وأشار إلى أن هذه هي الطريقة الوحيدة لتحقيق سلام مستدام، ونتطلع مع اصدقائنا الروس لقيادة الدفعة لضمان حضورنا في العملية السياسية ودعم مطالب الجنوب. وأخيراً، نتطلع إلى اليوم الذي يمكننا فيه إعادة تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين دولتينا في عاصمتنا عدن".

وتابع الزبيدي :"نحن نقدر تقديراً عظيماً الاستقبال الحار الذي حظي به وفدنا من وزارة الخارجية الروسية وأعضاء الجمعية الاتحادية، لقد سررنا بتلبية دعوة أصدقائنا الروس ونحن نتطلّع إلى تطوير علاقة إستراتيجية مع موسكو لضمان حق شعب الجنوب في حل قضيته وتلبية إرادته، وكذلك من اجل الاستقرار الإقليمي.

وأضاف:"خلال اجتماعاتنا في موسكو، كان هناك اتفاق جماعي على هدف التوصّل إلى حل سياسي ذي مصداقية، بما في ذلك وقف دائم لإطلاق النار بناءً على اتفاق ستوكهولم مشيرا إلى أنه كان هذا هو موقف المجلس الانتقالي الجنوبي منذ البداية. وتابع: سنواصل التفاعل مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث والمجتمع الدولي كجزء من هذا الالتزام موضحا أنهم اتفقوا في موسكو على أهمية معالجة القضية الجنوبية لنجاح العملية السياسية في اليمن واستقرار المنطقة؛ مشيدا بقيادة روسيا لهذا الواقع ونتطلع إلى العمل سوياً لضمان ذلك".

وأكمل حديثه قائلاً:"قد كانت أحد أهم القضايا في مناقشاتنا هو خطة المجلس الانتقالي الجنوبي للمحافظات التي تشكّل جنوب اليمن لافتا إلى أن الوضع الراهن لم يعد من الممكن تطبيق أفكار وسياسات ما قبل 2015م عليه، لقد قدمنا تصورنا ورؤانا حول دورنا في مختلف القطاعات، بدءاً بوصول المساعدات الإنسانية، ومكافحة الإرهاب، وترتيبات الأمن والحوكمة".

وأكد أن المجلس الانتقالي الجنوبي يقود بالفعل الكثير من هذا العمل على الأرض، ونحن على استعداد لأن نكون شريكاً مع المجتمع الدولي لدعم انجاح عملية سياسية عادلة ومعقولة من شأنها ان تعيد الاستقرار إلى المنطقة وتقضي على التهديدات والمخاطر الموجودة".

ويرى مراقبون أن زيارة الرئيس القائد اللواء عيدروس الزبيدي ووفد الانتقالي الجنوبي المرافق له إلى روسيا تعد تطورا سياسيا نوعيا ونقلة دبلوماسية غيرمسبوقة في تاريخ العمل الدبلوماسي الجنوبي سيكون لها بكل تأكيد مابعدها من آثار إيجابية فارقة في فتح آفاق جديدة وتفعيل قنوات تواصل خارجي تعزز حضور الانتقالي على المستويين العالمي والإقليمي وتجعل منه حاضرا بقوة في إطار أي مساع أممية أو تحركات دولية لإيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية وإيقاف الحرب المستعرة للعام الخامس على التوالي.

ولعل ذلك ما دفع اللواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي للتأكيد على أن استبعاد الجنوب وقضيته من أي مفاوضات سيفشلها بالتأكيد ؛ موضحاً أن الحرب الحالية اندلعت بسبب انقلاب الحوثيين ومخرجات الحوار .

وأضاف الزبيدي ي مقابلة مباشرة على قناة روسيا اليوم RT: "نحن اتينا لروسيا لشرح قضيتنا ، فروسيا قريبة جدا للجنوب ، لقد بنينا مع روسيا دولة نظام وقانون منذ العام 70 حتى 90م ، وهناك تفهم كبير من روسيا . وقال الزبيدي ان المسألة حساسة في مدينة الحديدة ؛ وأن الحوثيين يحاولون أن يكسبوا وقت لإعادة ترتيب أوراقهم في الحديدة .

وأكد الحرب الحالية هي تراكم منذ العام 1994 ، وبالنسبة لمخرجات الحوار فكان هناك فصيل لا يمثل الحراك الجنوبي شارك فيه وانسحب لاحقا؛ اما الانتقالي فهو مؤسسة جنوبية كاملة، ونحن لا ندعي الكمال ونعبر عن ارادة شعب الجنوب وفتحنا حوار مع كافة المكونات الجنوبية .