موالاة الشرعية للإصلاح.. خنجر يطعن عاصفة الحزم في عامها الرابع
تحل، الذكرى الرابعة لعاصفة الحزم التي قادتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لاستعادة الشرعية في اليمن منذ 26 مارس 2015، لإنقاذ هذا البلد من براثن المليشيا الإيرانية، يوم الثلاثاء المقبل، محققة العديد من الانجازات على المستوى العسكري والتنموي أيضا، غير أنها تتعرض لخنجر موالاة أطراف في الحكومة الشرعية إلى مليشيا حزب الإصلاح.
ويرى مراقبون أنه لا يوجد سبب لطول أمد الحرب في اليمن، أكبر وأصدق من كون الأطراف المتصارعة، وتحديداً الشرعية والحوثيين، لا يريدون لهذه الحرب أن تضع أوزارها وتنتهي، ولا يرغبون لأصوات المدافع أن تصمت، وان رددوا وكرروا ذلك في إعلامهم وأحاديثهم الممجوجة عن رغبتهم في السلام، وأن ذلك يجري بسبب موالاة عناصر عدة في الشرعية إلى تنظيم الإخوان التي لا يتوقف عن عقد الصفقات الحقيرة مع مليشيا الانقلاب الحوثي.
ويمثل الكشف عن الاتفاق الذي وقَّعه مؤخرا محافظ الجوف أمين العكيمي والحوثيين غيث من فيض اتهامات، تكشف مدى استفادة الحكومة من الحرب التي أشعلتها المليشيات الانقلابية، وخيانة التحالف العربي الذي يقود عاصفة الحزم لإنهاء الانقلاب الحوثي في اليمن.
المتحدث باسم المنطقة العسكرية السادسة عبدالله الأشرف قال إنّ المليشيات الحوثية لا تفجر منازل قادة الجيش والسلطة بمحافظة الجوف بل يتبركون بها، وأوضح: "ليس غريباً أن نخوض حرباً طاحنة لا هوادة فيها في أرضنا ومناطقنا مع الحوثيين خلال الثلاث السنوات لأننا نريد التحرير ولكن الغريب أن يعقد محافظ الجوف اتفاقية مع الحوثيين أن منطقته آمنة للطرفين وعندما يتقدم الجيش من منطقته يطعنون منها بالكمائن والألغام".
ولا يمكن استثناء الحكومة أو بمعنى أدق أطراف نافذة بها تتستر تحت غطاء "الشرعية" لكنّها في الوقت نفسه تحقٌق الكثير من المكاسب المالية، ولعل أبرز مثال على ذلك جرائم وخيانات على محسن الأحمر نائب الرئيس هادي التي يتعاون مع العناصر الانقلابية في الخفاء والعلن أيضا، ولكنه يعد أحد أركان الشرعية الفاسدين والذي يطعنون عاصفة الحزم بخيانتهم للأمانة التي تحملون مسؤوليتها.
وعند الحديث عن خيانة الشرعية ، فإنّ أول من يتصدر المشهد هو نائب الرئيس علي محسن الأحمر، ويملك "الأحمر"، منزلاً في قرية سيان بمديرية سنحان تبلغ مساحته 34428 متراً مربعاً، ومنزلٌ في شارع 45 قرب شارع الخمسين بأمانة صنعاء تبلغ مساحته 26864 متراً مربعاً، ومزرعةٌ على طريق الخوخة بمحافظة الحديدة وتقدر مساحتها بنحو 224 كيلو متراً مربعاً، وسلسلة أراضٍ ومنازل وفلل شمال وجنوب وغرب جامعة الحديدة تبلغ مساحتها الإجمالية 421 ألفاً و732 متراً مربعاً، وقد ظلّت كل هذه الممتلكات في مأمن بعيداً عن أي تعديات.
وفي ظل غياب الاستقرار الأمني الناجم عن الحرب الحوثية، فإنّ القائد العسكري الذي يُفترض أن يقود قواته في ميدان القتال، بدا وكأنّه يتصدر عناصره لكن في ساحة أخرى، هناك أمام براميل النفط، إذ يمثل الوقود جزءاً مما يمكن اعتبارها مؤامرةً من "آل الأحمر" على البلاد.
تقارير كشفت أنّ قواتٍ يقودها علي محسن تحصل على أموالٍ طائلة من شركات نفط بغية تأمينها، وهو ما يُفسّر رفض الأحمر لأن تخوض قواته حرباً مع المليشيات الحوثية لتحرير بقية محافظة مأرب ودخول صنعاء، وحرّف توجهاته إلى إبقاء وتوسيع احتلال قواته العسكرية لمناطق النفط في حضرموت وشبوة.
وفي معركة حجور الأخيرة، أعاد يوم 10 مارس 2019 وسقوط العبيسة في محافظة حجة بيد الحوثيين إلى الأذهان، المؤامرة القذرة التي نفذها علي محسن الأحمر، نائب الرئيس هادي وتسليم الفرقة الأولى مدرع بصنعاء بيد الانقلابيين في 21 سبتمبر 2014.
خيانة علي محسن الأحمر والإخوان في حجور مختلفة عن تسليم صنعاء للحوثيين، فسنجد في «العبيسة» أن الجنرال تصدر المشهد وحمل لواء البطولة المزيفة بتصريحات عنترية «فشنك» كسلاحة الشخصي الذي لم تخرج منه طلقة واحدة في وجه أعداء اليمن، وأعطى الأوامر بعدم تحريك الألوية العسكرية المرابطة في حيران لفك الحصار عن حجور والقبائل التي كانت تعاني الأمرين «الحوثي» كعدو خارجي مرابط على الجبهات وداخلي يتمثل في مليشيات الإخوان التي ترعرعت على الخيانة والرقص فوق دماء الوطن من أجل المناصب.
ويبدو أن علي محسن الأحمر كان يتمنى إطالة الحرب الطاحنة في حجور أكثر من ذلك ويكتفي بمقعد المشاهد، إلا أن التكهنات التي تصدرت المشهد اليمني والحديث عن إقالة رفيق دربه في الخيانة اللواء يحيى صلاح، قائد المنطقة العسكرية الخامسة من منصبه، عجلت بالأمر وأعطى الإشارة لمليشيات الإخوان بالوقوف مع مليشيات الحوثي في وجه القبائل حتى يحرز الحوثي نصره وتسقط حجور بعد شهرين من الكر والفر بين الانقلابيين وشرفاء القبائل.
الخطة الممنهجة بين قائد المنطقة الملقب بـ«ظل الأحمر» ونائب هادي، هي استنزاف مجهود القبائل وجهود التحالف العربي، الذي لبى النداء ودعم أهالي حجور الشرفاء بكافة سبل الدعم لمواجهة مليشيات الحوثي الانقلابية، وتجلى الفشل في عدم قدرة أو «رغبة» قائد المنطقة في فك حصار مليشيا الحوثي الانقلابية عن مديرية حجور بمحافظة حجة.