في عامها الرابع.. الحوثي ليس العدو الوحيد أمام عاصفة الحزم
رأي المشهد العربي
مرت أربع سنوات على إطلاق عاصفة الحزم في اليمن بقيادة التحالف العربي، والتي نجحت في كسر شوكة إيران ومنعتها من السيطرة على الجنوب واليمن، وأفشلت مخططها الجهنمي الذي قام على تمجيد مليشيا الحوثي للوصول إلى هدفها، ولكن بالنظر إلى الوضع الحالي فإن الانقلاب الحوثي لم يعد هو العدو الوحيد للتحالف العربي باليمن، في ظل التنسيق العلني ما بين العناصر الانقلابية ومليشيا الإصلاح.
بل أن الوضع الراهن على أرض الواقع يشير إلى وجود أعداء آخرين يتمثلون في بعض العناصر الإخوانية التابعة للشرعية التي يعد ضعفها عنصرا مساعدا للانقلاب الحوثي ومعوقا لعمل التحالف العربي، وهو ما يظهر من خلال الكثير من أشكال التعاون بين قيادات في الشرعية وعناصر المليشيا الحوثية وبالتالي فإن التحالف العربي عليه مواجهة هذه الجيوب التي تهدد استقرار اليمن، وتسعى لإطالة أمد الحرب أطول فترة ممكنة.
استطاع التحالف العربي أن يحقق نجاحات عديدة ضد مليشيا الحوثي لأن العدو كان واضحا ومعروفا وهناك هدف واحد يلتف حوله الجميع وهو استعادة الشرعية من الانقلاب الحوثي، أما الآن فإن حكومة الرئيس اليمني هادي بحاجة أيضا إلى استعادتها من مليشيا حزب الإصلاح الذي أضحى مهيمنا عليها، ولن يستطيع التحالف العربي أن ينهي الخطر الحوثي من دون أن يتعامل بجدية مع حليفه الأول داخل اليمن والمتمثل في مليشيا الإصلاح.
وأفصح مهدي المشاط، رئيس ما يعرف بالمجلس السياسي الأعلى التابع لمليشيا الحوثي، أمس الاثنين، عن العلاقة بين العناصر الانقلابية وحزب الإصلاح مشيرا إلى أنه تلقى إشارات إيجابية مؤخرا للتعاون مع الحزب الذي ينتمي لتنظيم الإخوان الإرهابي.
وارتدى على محسن الأحمر لواء البطولة المزيفة بتصريحات عنترية ولكنه أعطى الأوامر بعدم تحريك الألوية العسكرية المرابطة في حيران لفك الحصار عن حجور وهو ما ساهم في هزيمتها، بل أن ذلك القرار أعاق قوات التحالف العربي التي كانت بحاجة إلى وجود قوات عسكرية على أرض الواقع بجانب قبائل حجور لإلحاق الهزيمة بالعناصر الانقلابية.
ولم يختلف الوضع كثيرا في تعز والتي تشهد اشتباكات وسيطرة مليشيات الإخوان على الأوضاع في المدينة، حيث يعمل صادق سرحان قائد اللواء 22 ميكا التابع لنائب الرئيس اليمني هادي "علي محسن الأحمر"، على قتل كل من يعارضه وهي تعليمات تبدو في ظاهرها أنها تستهدف فرض الأمن بالمحافظة ولكن باطنها يمهد لإعادة الحوثي للسيطرة على الاجزاء المحررة من تعز مرة أخرى في ظل الفوضى التي تشهدها وانشغال قوات الجيش بمواجهة المدنيين.