تحرك حكومي جديد لإعادة إحياء الائتلاف الميت.. نجاحات الجنوب تستفز أعداءه
تحت صورة معلقة على حائط مكتبه للرئيس عبد ربه منصور، جلس وزير الداخلية ونائب رئيس الحكومة أحمد المسيري، متستراً بغطاء الشرعية، وعن يمينه وشماله جلس مجموعة من الأشخاص لم يناقشوا الحرب على الحوثيين ووقف انتهاكاتهم والتصدي لعدوانهم.. فقط كان شاغلهم الشاغل، كيف يرى ما يُسمى الائتلاف الجنوبي النور.
الميسري التقى بمقر مكتبه في العاصمة عدن، أعضاء اللجنة التحضيرية للائتلاف المثير للريبة بحضور الأمين العام للمجلس المحلي لمحافظة عدن بدر معاون، حيث تحدّث نائب رئيس الحكومة، خلال اللقاء، عن دعمه للاجتماع الخاص بإشهار الائتلاف من عدن، زاعماً أنّ الائتلاف يمثل إضافة للعمل الوطني السياسي الجنوبي.
يتضح من هذا اللقاء المساعي نحو إتمام خطوة إشهار هذا الائتلاف الذي انتهت محاولة انعقاده في العاصمة المصرية القاهرة بالفشل الذريع قبل أسابيع.
هذا الائتلاف "المذكور" أثار الريبة منذ الإعلان عن تشكيله، وبدا أنّه لا يشغله إلا استهداف المجلس الانتقالي تنفيذاً لأجندات أخرى على ما يبدو، تحركها الحكومة بغية إجهاض تطلعات وتحركات شعب الجنوب نحو تشكيل دولته، وهنا برز دورٌ واضح لمحسن الأحمر في هذا السياق.
ينقسم هذا التحرك الإخواني المتلفح بغطاء الشرعية إلى جانبين، أحدهما "ممول" ويؤدي هذا الدور رجل الأعمال أحمد المتهم العيسي المتهم بقضايا فساد، والآخر صاحب سيناريو هذا التحرك، وهو نائب الرئيس علي محسن الأحمر، الذي رسم المخطط من خلال ضم شخصيات موالية لجماعة الإخوان الإرهابية وقيادات من الشمال تتستر تحت غطاء الحكومة، مع تمثيل ضئيل للغاية من شخصيات الجنوب؛ في محاولة لإضفاء صبغة شرعية على هذه التحركات.
ويعتبر "الأحمر" و"العيسي" من أبرز رجال المال في تنظيم الإخوان، وكانا يسيطران مالياً وعسكرياً على الحديدة، حيث كان الأحمر يوفر الحماية العسكرية لتاجر النفط الشهير (العيسي)، فيما كان الأحمر يمتلك قوات عسكرية يدين قادتها له بالولاء، وهي القوات التي لم تطلق طلقة رصاص واحدة صوب الحوثيين الذين احتلوا الحديدة دون أي مقاومة.
حاولت هذه الأطراف عقد مؤتمرها في القاهرة إلا أنّ ضعف الحضور قاد إلى فشل الذريع، حاولت جماعة الإخوان وذراعها السياسي (حزب الإصلاح) التغطية عليه بإدعاء أنّ دوراً إماراتياً بالتسنيق مع القاهرة لعب دوراً في هذا السياق، وهي رواية فُضِح كذبها عبر أحد الذين كان يُفترض أن يشاركوا في المؤتمر عندما قال إن الأمن المصري لم يمنع المؤتمر، وأكد أن السبب في ذلك هو عدم حضور أحد للاجتماع باستثناء أولئك الذين يمكن وصفهم بـ"قطع الدومينو".
التحركات الجديدة نحو محاولة إشهار هذه الائتلاف تتماشى مع هجمات توجه إلى الجنوب عبر أطراف محسوب على الحكومة، وهي تحركات يمكن فهم أنّها تأتي رداً على النجاحات الخارقة التي حقّقها المجلس الانتقالي الجنوبي في الفترة الأخيرة، والتي تجلّت في زيارة رئيس المجلس اللواء عيدروس الزبيدي إلى بريطانيا وروسيا، وهو ما يخدم مستقبل دولة الجنوب بشكل كبير، ويمنحها رقماً مهماً على الساحة السياسية إقليمياً ودولياً، وما يزيد من الأمر قوة أنّ هذه الزيارات جاءت بدعوات رسمية تُوجّه إلى قادة المجلس وليس بطلب منها.
وأثمرت زيارة اللواء الزبيدي إلى روسيا نجاحاً كبيراً، حيث عقد لقاءً مهماً مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بجدانوف في مقر الخارجية الروسية، وتمّت مناقشة العديد من القضايا، وعلى رأسها القضية الجنوبية، وبما يخدم تطلعات الشعب الجنوبي التواق إلى استعادة دولتة كاملة السيادة، وقدّم اللواء الزُبيدي شرحاً مفصلاً لجملة من القضايا ذات العلاقة باستقرار الوضع في المنطقة وإمكانية التعاون المشترك في مجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك.
ويمكن القول إنّ السبب الرئيسي في الهوس الكبير الذي أصاب أعداء الجنوب هو زيارة قادة المجلس الانتقالي لدول عظمى لها ثقلها على الصعيد السياسي دولياً، وهو ما يخدم مستقبل دولة الجنوب بشكل كبير، ويمنحها رقماً مهماً على الساحة السياسية إقليمياً ودولياً، وما يزيد من الأمر قوة أنّ هذه الزيارات تأتي بدعوات رسمية تُوجّه إلى قادة المجلس وليس بطلب منها.