بـ«مناهج طائفية وصرخة».. استراتيجية إيران لـ«حوثنة التعليم» في اليمن

الخميس 28 مارس 2019 15:38:44
بـ«مناهج طائفية وصرخة».. استراتيجية إيران لـ«حوثنة التعليم» في اليمن

تسعى المليشيات الانقلابية إلى «حوثنة التعليم» وفرض كتب «الملالي» التي تحمل الأفكار المتطرفة والتي تهدف إلى تغيير الهوية اليمنية واستقطاب غير المتعلمين إلى صفوفهم من أجل الزج بهم في جبهات المعارك العبثية التي تشنها المليشيات على أبناء الشعب من المواطنين المعارضين لسياستها.

وتواصل المليشيات الانقلابية تنفيذ مخططات إيران في اليمن من خلال «الصرخة» التي تُريد فرضها على الأطفال داخل المدارس أو تغيير الملازم طبقًا لسياسة طهران، رغم تحذيرات المنظمات العالمية والإقليمية والمحلية عن تردي وتدهور العملية التعليمية نتيجة ممارسات المليشيات بقيادة المدعو يحيى الحوثي شقيق زعيمها الذي استمر في تسييس التعليم وتحويله إلى تعبئة وثكنات عسكرية.

واقتحمت المليشيات الحوثية مدرسة للبنات بصنعاء بهدف فرض الصرخة بعد أن رفضت الطالبات ترديدها وقاموا بالتهجم على الطالبات وإفزاعهن ورمي الرصاص الحي وملاحقتهن في فناء المدرسة، وتتنوع الانتهاكات التي تمارسها المليشيات ما بين التهديد والترهيب والحبس والتحقيق والاعتداء والاختطاف، للمدرس والطالب معاً.

كما اعتمدت مليشيا الحوثي في مخططها لتغيير ثقافة الطلاب اليمنيين على بثِّ الأفكار الطائفية من خلال المناهج التعليمية التي تُدرّس والتي من خلالها تُمَرَّر مبادئ الثورة الخمينية؛ حيث غيرت المليشيا مناهج مقررات اللغة العربية والتربية الإسلامية والتاريخ؛ لتخريج جيل موالٍ للعقيدة الحوثية.

ناقوس خطر

حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف»، من خطورة الوضع التعليمي على ‏مستقبل أطفال اليمن، خاصة مع تصاعد الحرب التي فرضتها المليشيات.

و‏تصف «يونيسيف» عبر ناطقها الرسمي كريستوف بولياك بـ«أن قطاع التعليم في اليمن على حافة الانهيار، وأحد أكبر ضحايا الحرب الدائرة في البلاد»، ويكتفي خِيرْت كابالاري المدير الإقليمي لليونيسيف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالقول، إن «وضع قطاع التعليم في اليمن مروع».

ولا تختلف أساليب الترغيب والترهيب التي تمارسها ميليشيات الحوثي مع المدرسين عنها مع الطلاب، فيما تغري المدرسين بالسلال الغذائية والطلاب بالدرجات والنجاح، ترهبهم بالفصل من الوظيفة أو بالاختطاف للمدرس والرسوب للطالب.

وتحذر منظمة «إيسيسكو» من مخاطر التعديلات التي تجريها الميليشيات الانقلابية على المناهج التعليمية في اليمن بغية غسل عقول الجيل الصاعد من اليمنيين، ما قد يخلف أثراً سلبياً طويل الأمد.

ولا يقتصر الوضع السيئ على المعلم فقط، بل يمتد أيضاً إلى الطالب حيث يلتقيان معا في البحث عن عمل للبقاء على قيد الحياة ونتيجة عجز كثير من الآباء والأمهات عن تلبية أبسط الاحتياجات لأطفالهم، يضطر الأطفال إلى التهرب من الدراسة والبحث عن عمل، خاصة مع إيقاف المليشيات صرف مرتبات موظفي القطاع الحكومي منذ الانقلاب.

وكشفت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتورة ابتهاج الكمال في تقرير حكومي أن «الإحصائيات تشير إلى وجود أكثر من مليوني طفل يمني عاملين» جراء ظروف الحرب الهمجية التي فجرتها مليشيات الكهنوت الحوثي «وأن المليشيات حرمت أكثر من 4.5 مليون طفل من التعليم».


استقطاب الطلاب

وتتعدد أساليب المليشيات في استقطاب الطلاب، وتقول أم عبد الله (ربة بيت): «يتم تسجيل أسماء الطلاب وأرقام هواتفهم بعد إغرائهم بالحصول على سلة غذائية ثم يتم دمج تلك الأرقام في مجموعات جهادية عبر (واتساب) ومن ثم يرسلون الرسائل والشعارات الحماسية والمقاطع والزوامل بهدف التأثير على الطلاب وتهيئتهم للمشاركة في الأنشطة التي تمهد فيما بعد لنقلهم إلى جبهات للقتال».

وتستنكر أم أحمد (ربة بيت) فرض الحوثيين الإتاوات على الطلاب بحجة دعم المجهود الحربي وتقول: «لقد نقلت ابني من المدارس الأهلية إلى الحكومية لعدم قدرتنا على دفع الرسوم فإذا بهم يفرضون مبالغ شهرية تصل لألفي ريال على كل طالب كما يتم فرض رسوم إجبارية للمشاركة في احتفالات الحوثيين في الوقت الذي لا يملك الطلاب أنفسهم ما يسد رمق جوعهم» - بحسب الشرق الأوسط.

ويسرد مدير مدرسة أهلية بحي النهضة فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية «أن مكتب التربية الخاضع للحوثيين يمارس على المدرسة ضغوطا كثيرة إذ تلزم الجماعة المدارس الخاصة بحجز مقاعد مجانية لأبناء مقاتليها من دون دفع أي مبالغ مالية».

ويضيف: «في الوقت الذي يتم منح تراخيص وتسهيلات لشخصيات تابعة للحوثي لفتح مدارس أهلية يتم تهديد مدارس أخرى بسحب التراخيص في حالة عدم دفع أموال للمليشيات وتبرعات لدعم المجهود الحربي، أو عدم إقامة فعاليات ومهرجانات وتوريد مبالغ مالية طائلة مقابل تكلفة طباعة الكتاب المدرسي فضلا عن الإتاوات التي تجبر المدرسة على دفعها».

وكثير من أولياء الأمور - بحسب قول مدير المدرسة - امتنعوا عن تدريس أطفالهم إما لعجزهم عن تسديد الرسوم في المدارس الأهلية، أو خوفا من التغرير بأطفالهم والزج بهم في جبهات القتال، خاصة أن كثيرا من الأطفال فارقوا أسرهم دون علم آبائهم وأمهاتهم وتركوا الدراسة ولم تعد منهم غير جثث هامدة.