صرخة وإتاوات وجرائم أخرى.. عدوان حوثي يدمر التعليم في صنعاء

الجمعة 29 مارس 2019 00:13:58
صرخة وإتاوات وجرائم أخرى.. "عدوان حوثي" يدمر التعليم في صنعاء
دفع التعليم في اليمن، ثمناً باهظاً في الحرب الحوثية التي أشعلتها المليشيات الانقلابية منذ صيف 2014، سواء بتعرض المنشآت التعليمية للقصف أو غرس بذور التطرف والإرهاب في عقول النشء الصغير، ما يهدّد الحاضر والمستقبل.
وقد تسبّبت السياسات الحوثية في امتناع عدد ملحوظ من أطفال صنعاء من التوجه لمدارسهم، سواء بسبب فرض إتاوات عليهم تستخدمها المليشيات الانقلابية كجزء ممول لممارساتها الإرهابية، أو إجبارهم على "الصرخة" التي في حالة رفضها فإنّهم يتعرضون لاعتداءات بالغة.
والصرخة الحوثية عبارة عن شعارات دينية تنتشر على الحوائط وفى كل المناطق التى يُسيطر عليها الحوثيون، وتزعم المليشيات إتباعها.
في صنعاء، تنقل صحيفة "الشرق الأوسط" عن مصادر مطلعة قولها إنّ المليشيات الانقلابية اقتحمت إحدى مدارس البنات بهدف فرض الصرخة، لكن الطالبات رفضن ترديدها فقام الحوثيون بالتهجم عليهن وإفزاعهن بإطلاق الرصاص الحي وملاحقتهن في فناء المدرسة.
إجمالاً، تتنوع الانتهاكات التي تمارسها المليشيات ما بين التهديد والترهيب والحبس والتحقيق والاعتداء والاختطاف، للمدرس والطالب معاً.
وتقول حسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، إنّ الحرب التي تشنها المليشيات تسبّبت في إغلاق أكثر من 3584 مدرسة، فيما تحوَّلت جميع المدارس المغلقة إلى ثكنات عسكرية ومخازن سلاح، وأصبح تعليم 4.5 مليون طفل يحتضر.
نبّهت المنظمة لخطورة الوضع الراهن على ‏مستقبل أطفال اليمن، وبخاصة مع تصاعد الحرب التي فرضتها المليشيات، واصفةً قطاع التعليم في البلاد بأنّه على حافة الانهيار، وأحد أكبر ضحايا الحرب.
ولا تختلف أساليب الترغيب والترهيب التي تمارسها مليشيا الحوثي مع المدرسين عنها مع الطلاب، ففيما تغري المدرسين بالسلال الغذائية والطلاب بالدرجات والنجاح، ترهبهم بالفصل من الوظيفة أو بالاختطاف للمدرس والرسوب للطالب.
ونقلت الصحيفة عن أحمد الشرعبي مدرس بمنطقة بني الحارث قوله إنّ حضور الطلاب الوقفات الاحتجاجية والمسيرات إلزامي وكذلك إحياء كل الفعاليات، حيث تجبر المليشيات المدارس على إحيائها ويتم تحميل مدير المدرسة المسؤولية إذا قصر في التوعية كما يرهبون الطلاب بالدرجات.
وأضاف: "تفرض المشاركة المالية الإجبارية لكل أنشطة وفعاليات الجماعة وحضور الدورات الثقافية المغلقة والمفتوحة والندوات والمحاضرات وبالمقابل تعطيل بعض الحصص لعمل أنشطة توعوية بهدف غسل عقول الطلبة بالقدسية المزعومة للحوثي وميليشياته".
كما تذكر سهام الحرازي وهي مدرسة بمديرية التحرير في صنعاء: "تم منع البازارات وحل مكانها أدعية الثغور وترديد الصرخة الخمينية في الطابور وبث فيديوهات للطلاب في المدارس عبر شاشات تعرض القتل وتفجير المنازل وهو ما يغتال براءة الطفولة".
وأوضحت: "المليشيات الحوثية منعت الأنشطة الرياضية وحصص الفن إلا فيما يساند الجبهات وأصبحت العملية التعليمية مجرد مراكز للتعبئة الآيديولوجية واستقطاب للطلاب وتجنيدهم في صفوفها والزج بهم إلى ميادين القتال".
كما حذّرت منظمة "إيسيسكو" من مخاطر التعديلات التي تجريها المليشيات الانقلابية على المناهج التعليمية في اليمن بغية غسل عقول الجيل الصاعد من اليمنيين، ما قد يخلف أثراً سلبياً طويل الأمد.
ولا يقتصر الوضع السيئ على المعلم فقط، بل يمتد أيضاً إلى الطالب حيث يلتقيان معاً في البحث عن عمل للبقاء على قيد الحياة ونتيجة عجز كثير من الآباء والأمهات عن تلبية أبسط الاحتياجات لأطفالهم، يضطر الأطفال إلى التهرب من الدراسة والبحث عن عمل، وبخاصةً مع إيقاف المليشيات صرف مرتبات موظفي القطاع الحكومي منذ الانقلاب.