أكرم ومحسن ووسام.. تمزيق لوحات يُغيِّب الثالوث الطفولي في غياهب سجون المليشيات
الجمعة 29 مارس 2019 03:46:54
لم يكن يدري "أكرم، ومحسن، ووسام"، أنّ مجرد تمزيق لافتات مليشيا الحوثي سيقود بهذا الثالوث الطفولي في غياهب سجون الانقلابيين.
الحكاية "الغريبة" حطّت برياحها الغريبة في صنعاء، حيث كشفت مصادر محلية أنّ عناصر مليشيا الحوثي اقتادت الأطفال أكرم هبة، ومحسن الحرازي، ووسام الصيادي، إلى قسم شرطة سوق نقم، وتم احتجازهم هناك.
ولم تُبِح المصادر بمزيدٍ من التفاصيل في هذا الشأن، لكنّها تنضم إلى سلسلة مطولة من الانتهاكات التي ترتكبها المليشيات الحوثية ضد الأطفال منذ إشعالها الحرب في البلاد منذ صيف 2014، تتمثل أكثرها فداحةً في تكثيف تجنيدهم قسراً للزج بهم في المعارك.
وكان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالأطفال والنزاعات المسلحة فرجينيا جامبا قد صرّحت الاثنين الماضي، بأنّ الأمم المتحدة تُطلِع مجلس الأمن دورياً على وضع أطفال اليمن، مؤكدةً أنّ المليشيات الحوثية وعلى مدى سنوات لم تتخذ إجراءات لحماية الأطفال، بل ارتكبوا انتهاكات كبيرة بحقهم.
وتحدّثت "جامبا" عن تجنيد الحوثيين للأطفال في الصراع، موضحةً أن الأرقام حول هذا الموضوع متغيرة وليست ثابتة.
في الوقت نفسه، تحدّث تقريرٌ لمجلس حقوق الإنسان فى الأمم المتحدة، عن أنّ مليشيا الحوثى تعمل على خطف الأطفال من عائلاتهم، وتُدرِّبهم على استخدام السلاح، مع الزجِّ بهم فى المعارك ضد قوات التحالف العربي؛ بهدف تحسين وضعهم الميدانى والعسكرى فى أرض المعركة.
وقبل أيام، أنشأت مليشيا الحوثي أربع معسكرات لتدريب الأطفال والمختطفين من محافظات الحديدة وريمة والمحويت وصنعاء وذمار.
مصادر عسكرية كشفت أنّ هدف إنشاء المعسكرات هو تدريب الأطفال على عمليات التفخيخ والقتال، موضحةً أنّ المعسكرات تضم مخازن أسلحة وقواعد لإطلاق الصواريخ، وأكدت أنّ المعسكرات التي أنشئت تخضع لإشراف خبراء من إيران ومليشيات حزب الله اللبناني، وهي أنها من المعسكرات الحديثة السرية التي نقلت إليها أسلحة متطورة وقواعد إطلاق صواريخ.
يقع المعسكر الأول في مزارع منطقة العرج بمديرية الضحى شمال الحديدة ويجري فيه تدريب قوات بحرية يطلق عليها الضفادع تتولى عملية تفخيخ الممرات البحرية والسواحل وصناعة الزوارق المفخخة، كما توجد فيها مخازن للصواريخ البحرية وصواريخ سكود مع قواعدها التي نهبتها من مخازن الجيش اليمني عقب الانقلاب.
فيما يقع المعسكر الثاني في مزارع منطقة عبال بمديرية باجل، وهو معسكر مشاة لتدريب الأطفال القادمين من المحويت وذمار وصنعاء وريمة، ويضم مخازن أسلحة وقاعدة إطلاق صواريخ، ويشرف عليه رئيس جهاز الاستخبارات أبو علي الحاكم، وبه غرفة عمليات وجمع معلومات، إلى جانب خبراء من حزب الله.
أمّا المعسكر الثالث فيقع في محمية برع ويعد من المعسكرات الجديدة التي أنشأها الحوثيون عقب إطلاق معركة الساحل الغربي، ويجري فيه تدريب الأطفال من مختلف مديريات الحديدة، وبه قاعدة إطلاق صواريخ ومخازن أسلحة وصواريخ جرى نقلها من معسكرات الحديدة تخوفاً من أي تقدم لقوات العمالقة العام الماضي.
بينما المعسكر الرابع في شارع المواصلات الذي استحدث الأحواش والهناجر التابعة للمواصلات الممتدة من خلف المبنى وحتى جوار مستشفى العلفي وسط الأحياء، ويعد معسكراً متقدماً يجري نقل الأطفال والمسلحين إليه من معسكرات أخرى لتعزيز الجبهات في الداخل.