خيانة في الجنوب وفشل بالشمال.. الغضب الشعبي يحاصر الشرعية

الجمعة 29 مارس 2019 20:01:00
خيانة في الجنوب وفشل بالشمال.. الغضب الشعبي يحاصر الشرعية

رأي المشهد العربي

وصلت شعبية الشرعية إلى أقل مستوياتها داخل اليمن خلال الأيام الماضية، وذلك بفعل فشلها في تحقيق أي إنجاز ملموس على أرض الواقع، بالإضافة إلى خيانتها للأمانة التي حمًلها اليمنيون لها، والمرتبطة بإنهاء الانقلاب الحوثي، ومرورا بتسليم مفاصلها إلى مليشيا حزب الإصلاح الذي أضحي يسيًرها كيفما يشاء، ونهاية بارتكاب جرائم لا تقل خطورة عن التي يقدم عليها مجرمي المليشيا الحوثية.

الرفض الشعبي للشرعية أضحي متفقا عليه جميع اليمنيين من مختلف اتجاهاتهم ومكوناتهم السياسية على خيانة الشرعية لأبنائها و ترى أمام أعينها فشل الشرعية في جميع المجالات.

وبالنظر أولا الى خيانة بعض أطراف الشرعية للجنوب, إذ حاولت بشتى الطرق أن تحدث مزيدا من الفوضى الأمنية لصالح عدم استقرار محافظات الجنوب تحت قيادة موحدة تدافع عن مصالحها، وقامت بتحريك أذرعها الإصلاحية الفوضوية لإثارة القلائل والعنف بين الحين والآخر، كما أنها لا تتوقف عن محاولات التحرش بالقوى الأمنية الجنوبية التي نجحت في القضاء على الإرهاب المنتشر منذ سنوات بمحافظات الجنوب، وانكشف هذا الأمر لجميع المواطنين.

ولعل آخر جوانب الخيانة التي أقدمت عليها الشرعية في الجنوب، من بين آلاف المواقف الدالة على ذلك، تمثل في اللقاء الذي عقده وزير الداخلية ونائب رئيس الحكومة أحمد الميسيري والذي تستر بغطاء الشرعية ليضفي مزيدا من الرسمية على حواره مع مجموعة من المرتزقة الذين يسعون إلى تشكيل ائتلاف موازي في الجنوب بهدف إفشال المجلس الانتقالي ووقف النجاحات الأمنية والسياسية والدبلوماسية التي حققها على مدار الأشهر الماضية.

وبدلا من أن يناقش هذا اللقاء كيفية تحقيق الاستقرار السياسي والأمني بالجنوب، وكيفية مواجهة الخطر الحوثي الذي يسعى للتمدد ارتكانا على ضعف الشرعية، كان هدفه الأول والأخير البحث عن مخرج مناسب ليرى هذا الائتلاف النور بعد أن فشلت محاولاته السابقة من القاهرة.

وهو ما يبرهن على أن هناك ترصد من قبل الشرعية لاستهداف الجنوب وعدم الحفاظ على حالة الاستقرار النسبي التي يعانيها حاليا، من دون أن يكون هناك أي مبرر لذلك سوى أن هناك عناصر من داخل الشرعية تنفذ مخطط خاص بها لصالح أطراف إقليمية وداخلية لا تريد للجنوب أن يتقدم على جميع المستويات، وأن هذه الأطراف معروفة للجميع سواء كانت مليشيا الإصلاح بالداخل، أو قطر وإيران بالخارج، وجميعها أطراف تسعى للهيمنة والسيطرة داخل اليمن على حساب المواطنين الأبرياء، وللأسف فإنهم وجدوا من يساعدهم على تنفيذ مخططهم.

وإذا كان هذا موقف الشرعية من الجنوب، فإن موقفها من الشمال لا يختلف كثيرا، فبقاء الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي على رأس الشرعية منذ أربع سنوات وفشله في تحقيق أي إنجاز يذكر، وبقاء عدد من المحافظات الشمالية تحت سيطرة العناصر الانقلابية، وانكشاف التعاون الخفي بين أطراف في الشرعية ومليشيا الحوثي، ضاق ذرعا بالمواطنين الذين بدءوا في الخروج في تظاهرات رافضه لها في مشهد لم يتكرر كثيرا على مدار السنوات الماضية.

وكشفت تظاهرات تعز التي كانت على مدار الثلاث أيام الماضية، وقابلة للاستمرار خلال الفترة المقبلة، عن أن هناك إدراك ووعي من قبل المواطنين العاديين بأن الأطراف المهيمنة على الحكومة الشرعية لا يشغلها مصلحة جموع الشعب وإنما تسعى لعقد الصفقات هنا وهناك للبقاء في السلطة أكبر فترة ممكنة، كما أن خيانة هذه الأطراف للشعب اليمني أضحت معروفة وواضحة أمام الجميع، وهو ما ظهر من خلال الشعارات التي رفعتها هذه المظاهرات وكان أبرزها "أسد على المدنيين ونعامة على الحوثيين".

المواطنون الأبرياء في المحافظات الشمالية أضحوا على يقين بأن ما تذهب إليه الشرعية في الشمال يصب مباشرة لصالح العناصر الانقلابية وليس ضدها، سواء كان ذلك من خلال سلبيتها في مواجهة المليشيا في عدد من المعارك وكان آخرها حجور، أو كان ذلك من خلال الصفقات التي يعقدها علي محسن الأحمر نائب الرئيس اليمني هادي مع العناصر الانقلابية لتهريب السلاح والنفط والبترول إلى مناطقهم، وكذلك من خلال السعي لإثارة الفوضى في تعز القديمة بما يمكن الحوثي من هدفه الساعي للسيطرة عليها مرة أخرى.

ويعًبر خروج الآلاف من مواطني تعز، أمس الخميس، وانضمام عدد كبير من السياسيين والناشطين والصحافيين ومنظمات المجتمع المدني إليهم، عن وجود بوادر انتفاضة شعبية ضد الشرعية بعد جرائم الإبادة التي أقدمت عليها قوات أمنية تابعة في العلن للحكومة الشرعية وتسيرها من تحت الستار مليشيا حزب الإصلاح، كما أن استمرار هذه التظاهرات لفترات طويلة قد يؤدي إلى انتقالها في أماكن ومواقع أخرى شاهدة على فشل وخيانة المليشيا الانقلابية.

ويبقى ما حصل في شوارع وأزقة وإحياء المدينة القديمة بتعز جريمة منظمة وإرهاب فاشي كشف الستار عن وجه الشرعية القبيح والحاقد والساعي لتمكين الإصلاح ومن ورائه الحوثي للسيطرة على تعز مهما كلف ذلك من ثمن، وهو ما وضح من خلال تشكيل مليشيا ظاهرها تنتمي لحزب الإصلاح فيما أن اسمها "الحشد الشعبي"، وباطنها تابع مباشرة للمليشيا الإيرانية، وهو ما كشف أمر الشرعية ويهدد بتصاعد الغضب ضدها خلال الفترة المقبلة.