مآسي الحوامل والأمهات.. جرائم حوثية تودي بالحق في الحياة
دفعت المرأة اليمنية على مدار السنوات الأربع الماضية، ثمناً باهظاً جرّاء الحرب العبثية التي أشعلتها مليشيا الحوثي، تكشف الوجه الإرهابي للانقلابيين الموالين لإيران.
تشير أرقام أممية حديثة، إلى أنّ ما يقرب من مليون امرأة حامل وأم يحتجن إلى مساعدات عاجلة في اليمن، وقال بيانٌ صادرٌ عن مدير صندوق الأمم المتحدة للسكان في الشرق الأوسط لؤي شبانة إنّ هناك ستة ملايين امرأة وفتاة في سن الإنجاب يحتجن إلى العناية الطبية في اليمن.
وأضاف البيان أنّه من المحتمل إصابة نحو 144 ألف امرأة بمضاعفات الولادة، التي تشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
في الشأن نفسه، أوضح الصندوق الأممي للسكان أنه يوفّر الدعم لـ235 منشأة صحية في اليمن، لتقديم خدمات رعاية الولادة وحديثي الولادة الطارئة، بما في ذلك المستشفى الرئيس الذي يدعمه الصندوق في مديرية المظفر بتعز.
وأشار إلى أنّه يعمل على ضمان توفير الأدوية والمستلزمات الأساسية للصحة الإنجابية مع توقف الخدمات في هذه المرافق عن العمل، داعياً جميع الأطراف إلى تجنيب المدنيين بموجب القانون الإنساني الدولي الذي يحظر بوضوح استهداف غير المقاتلين، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية.
وبالإضافة إلى تضرّرهن من الأمراض المزمنة، فإنّ السجون الحوثية ابتلعت كذلك حق الكثيرات من نساء اليمن في حق الحياة، إذ كُشِف النقاب عن ممارسة المليشيات أشد أنواع الانتهاكات بشاعة وفظاعة بحق النساء المختطفات والمخفيات قسرا في سجون سرية بصنعاء ومناطق سيطرتها.
المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر أعربت عن بالغ قلقها من استمرار تلك الجرائم المروعة، ومواصلة اختطاف النساء وإخفائهن، ليرتفع عدد النساء المخطوفات والمخفيات قسرياً إلى أكثر من (160) امرأة.
وكان التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان قد وثّق أكثر من 130 جريمة قتل لنساء، وإصابة 122 أخريات جراء قصف ميليشيات الحوثي والألغام التي زرعتها، علاوة على اختطاف 23 امرأة.
التحالف وصف في تقريرٍ أصدره قبل أشهر، ممارسات الحوثيين بـ"أبشع أنواع الانتهاكات"، وتشمل التشويه والتحرش الجسدي واللفظي واستغلال المرأة في الأعمال الأمنية وغيرها، وحرمانها من التعليم والعمل وإجبارها على الزواج المبكر.
كذلك، تعد الألغام المضادة التي يزرعها الحوثيون من أهم الوسائل التي تحصد أرواح النساء كما غيرهم من الشعب اليمني، كما تعرّضت نساء كثيرات لإعاقات دائمة جرّاء ذلك.
وبحسب تقرير حقوقي، فإنّ سيدات تعرضن من قِبل مليشيا الحوثي لحالات عنف وتحرش لفظي وجنسي وانتهاكات جسدية وصلت حد الاغتصاب والقتل وحالات زواج قاصرات، بالإضافة إلى حالات إصابات واحتجاز غير قانوني، وكذا الحرمان من التظاهر والوقفات الاحتجاجية، وإعاقة المرأة عن الحصول على حقوقها في التعليم والرعاية الصحية.
وبيّن التقرير ارتكاب نحو 20 ألف انتهاك ضد اليمنيات ارتكبتها مليشيا الحوثي بعد ثلاث سنوات من الانقلاب، وتضمّن ذلك عمليات قمع مروعة، وهدرًا لكرامة المرأة اليمنية، وحرمانها من أبسط الحقوق.
كما فرضت المليشيات، الإقامة الجبرية على مئات الناشطات والقيادات النسائية، وتهديدهن بالقتل في حال مخالفتهن لذلك، حيث يختطف الحوثيون، النساء ويُجبرون أسرهن على تزويجهن بالقوة لمقاتليهم، كما يتم استغلال النساء وغالبيتهن من الأرامل والزج بهن في أنشطة عسكرية تخالف تقاليد اليمنيين وأعرافهم.