صخور وألعاب ومجسمات.. كيف حوّلتها المليشيات إلى قاتل خفي؟

السبت 30 مارس 2019 20:14:28
"صخور وألعاب ومجسمات".. كيف حوّلتها المليشيات إلى قاتل خفي؟
"صخور ملونة وأسطوانية وألعاب أطفال ومواد بناء ومجسمات تحاكي الأرض والطبيعة".. هذه الأشياء حوّلتها مليشيا الحوثي الانقلابية إلى "قاتل خفي"، عبر نشر مليون لغم، تستهدف المدنيين في المقام الأول.
قبل أربع سنوات، أطلق التحالف العربي عملية عاصفة الحزم، كان الهدف تفكيك "لغم سرطاني"، إيراني الهوية، متمثل في مليشيا الحوثي الانقلابية.
هذا اللغم الحوثي - الإيراني استهدف تفخيخ اليمن، وقد انفجر في وجه المواطنين مستخدماً كل أشكال العنف ووسائل التدمير والقتل المحرمة دولياً، وظلت إيران تمد ميليشياتها بقطع وخبرات صناعة الموت وتنويع أساليب القتل الخفي.
تقول صحيفة "الرياض"، اليوم السبت، إنّ المليشيات الحوثية دأبت على توسيع زراعة الألغام وتلغيم كل منطقة يمنية يتمكنون من احتلالها كوسيلة فعالة لإبادة اليمنيين وتقييد حركتهم وتعطيل حياتهم وجعلهم مكبلون بخطر الموت المتربص بهم، موضحاً أنّه عندما انطلقت عاصفة الحزم في 26 مارس 2015 كانت مليشيا الحوثي قد حولت اليمن إلى أكبر حقل ألغام في الشرق الأوسط وجعلت اليمن يعج بالألغام.
وتضيف أنّ "عاصفة الحزم" سعت إلى إزالة الألغام التي تعد الخطر الأكبر على حياة المدنيين، وفي حين تقوم إيران بتدريب عناصر مليشياتها الحوثية على إنتاج وزرع الألغام بشكل عشوائي، بادرت قيادة التحالف منذ انطلاقها على العمل لنزع وإزالة تلك الألغام، وتنفيذ مشروعات دعم مراكز تأهيل المصابين والأطراف الصناعية.
وكانت منظمة "أطباء بلا حدود" أصدرت تقريراً بعنوان "الناس في اليمن محاصرون بالألغام"، قالت فيه إنّ مليشيا الحوثي زرعت آلاف الألغام والعبوات المتفجرة بين الطرقات والحقول في الحديدة، وأكدت أنّ الضحايا الرئيسيين الذين طالتهم هذه الألغام لم يكونوا سوى المدنيين الذين تعرضوا للقتل أو فقدان الأطراف أو التشوهات التي ستبقى تلازمهم مدى الحياة، كما أشارت إلى أن الجيش اليمني قام خلال الفترة بين 2016 و2018 بنزع 300 ألف لغم.
كما اتهمت منظمة "هيومان رايتس ووتش" المليشيات باستخدام ألغام أرضية مضادة للأفراد محظورة أدت إلى مقتل وتشويه مئات المدنيين وأعاقت عودة النازحين إلى منازلهم، واعتبرت استخدام الحوثيين للألغام الأرضية المضادة للأفراد جرائم حرب وانتهاك لقوانينها.
وفي مواجهة ارتفاع خطر هذا "القاتل الخفي" ومع زيادة انتشار زراعة كميات كبيرة من الألغام، بأشكال متطورة ومبهمة على شكل صخور ملونة وأسطوانية وألعاب أطفال ومواد بناء ومجسمات تحاكي الأرض والطبيعة اليمنية، وإزاء تعمّد الميليشيا بتوسيع نطاق زرع الألغام في قلب المدن والأحياء السكنية والقرى المأهولة بالسكان والطرقات والمنازل والمدارس والمرافق العامة والمزارع وأماكن الرعي والمساجد، على نحو أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا في صفوف المدنيين غالبيتهم من الأطفال والنساء، أطلقت السعودية في يونيو 2018 مشروع "مسام" المتخصص بنزع الألغام في اليمن، بتنفيذ من كوادر سعودية وخبرات عالمية.
ويهدف هذا المشروع إلى تطهير الأرض اليمنية من جرائم المشروع الإيراني التفخيفي وإزالة الألغام الأرضية بمختلف أشكالها وصورها وتدريب كوادر وطنيه يمنية على نزع الألغام ووضع آلية تساعد اليمنيين على امتلاك خبرات مستدامة لنزع الألغام للتخفيف من معاناة وآلام المصابين ومساعدة الشعب اليمني على التغلب على المآسي الإنسانية الناجمة عن انتشار الألغام.
ومنذ 2014 حتى 2018، زرعت المليشيات أكثر من مليون لغم في مختلف المحافظات، وأسفرت عن سقوط ما يقارب 12 ألف قتيل وجريح غالبيتهم من النساء والأطفال منذ عام 2015 بحسب تقرير للتحالف لرصد انتهاكات حقوق الإنسان "رصد" الذي أكد أن اليمن أصبح أكبر دولة ملغومة بعد الحرب العالمية الثانية.
وتورطت إيران بانتهاك اتفاقية حظر الألغام أوتاوا الدولية من خلال تزويد الحوثيين بألغام إيرانية الصنع وضلوعها في تدريب عدد من عناصر الانقلابيين على صناعة ألغام محلية بأعداد كبيرة بحسب تقارير دولية وثقت عدداً من الأدلة والوثائق الدامغة على تورط إيران بذلك.