الإصلاح يغازل الإمارات بعد الفضائح الأربعة.. رقصٌ إخواني على كل الحبال

السبت 30 مارس 2019 21:57:16
"الإصلاح" يغازل الإمارات بعد الفضائح الأربعة.. رقصٌ إخواني على كل الحبال

"الثلاثاء 26 مارس: الإصلاح يضع يديه في يد مليشيا الحوثي الإيرانية.. تظاهرا ضد الإمارات، هتفا ضد التحالف العربي".. "السبت 30 مارس: الإصلاح يرفع صور شيوخ الإمارات.. هاجم إيران، وأثنى على عاصفة الحزم وتدخل التحالف".

عندما قال نيكولو مكيافيلي قبل أكثر من خمسة قرون إنّ "الغاية تبرر الوسيلة"، كان يُفترض أن "يحشر" في وسط تلك المقولة الشهيرة حزب الإصلاح (الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية)، فالمفكر الإيطالي الذي برّر القسوة والوحشية في صراع الحكام على السلطة، جاء "إخوان اليمن" ليثبتوا جانباً مما قاله، عبر الرقص على كل الحبال السياسية.

اليوم السبت، نظّم حزب الإصلاح في محافظة تعز ما اتفق على وصفها بـ"المسرحية الهزلية"، حيث رفع نشطاؤه في تظاهرة لهم، صورة كبيرة لشيوخ الإمارات، إلى جانب صورة للرئيس عبد ربه منصور هادي، قائلين إنّ "عاصفة الحزم أفشلت المشروع الفارسي".

نالت هذه المسرحية الإخوانية الكثير من الانتقادات، لا سيّما أنّها تكشف تناقضات وازدواجية حزب الإصلاح، الذي يهاجم الإمارات ليل نهار من جانب، كما فُضِح تحالف مع المليشيات الحوثية من جانب آخر.

الأسبوع الماضي كان فاضحاً لهذا التحالف الشيطاني بين الحوثي - الإخوان، فيوم الثلاثاء الماضي ظهرت عناصر بحزب الإصلاح في تظاهرة نظّمتها المليشيات الانقلابية في ذكرى عملية عاصفة الحزم، وبحسب صورةٍ نشرها عضو الجمعية الوطنية الجنوبية وضاح بن عطية، عبر حسابه على "تويتر"، شوهد القيادي في الإصلاح "فرع تعز" غالب سلطان، بجوار يحيى بدر الدين الحوثي شقيق مؤسس جماعة الحوثي ووزير الترببة والتعليم في حكومة الانقلاب (غير المعترف بها).

قبل التظاهرة بساعات، خرج القيادي الحوثي مهدي المشاط رئيس ما يُسمى المجلس السياسي الأعلى بتصريح لافت سواء في مضمونه أو توقيته، عندما كشف أنّ المليشيات الانقلابية تتلقَّى ما دعاها "رسائل إيجابية"، قائلًا إنّ "الإخوان نادمون على الانخراط في صفوف التحالف".

أمس الأول الخميس أيضاً، استقبل القيادي بالإصلاح فتحي العزب رئيس قطاع الطلاب والشباب في الحزب، في منزله بصنعاء قيادات بمليشيا الحوثي منهم القيادي محمد البخيتي، المكلف من الانقلابيين بإجراء حوار مع حزب الإصلاح، وذلك امتداداً للقاءات سابقة عقدت بين الطرفين.

ربما لن يكون هناك دليلاً فاضحاً أكثر مما فعله نائب الرئيس علي محسن الأحمر، فالرجل الإخواني (النافذ في الحكومة) أصدر أوامره لمليشيا الإصلاح أمس الجمعة، بتسليم عددٍ من المواقع للمليشيات الحوثية في جبهة دمت.

مصادر "موثوقة" كانت قد كشفت لـ"المشهد العربي"، أنّ الخيانة الإخوانية التي قادها الأحمر، تضمّنت تسليم أهم مرتفعات استراتيجية في المنطقة للحوثيين، وتحديداً جبال مضرح وناصة والذاري التي تطل على محافظتي إب والضالع، وكذلك جبال العود ومريس.

وقالت المصادر إنّ سقوط مواقع مضرح وناصة والذاري تغير مجرى الحرب لصالح المليشيات الحوثية بكل المناطق الوسطى.

هذه الأدلة التي كُشفت في غضون أيام قليلة، تمثل خيانةً للجميع، سواء الحكومة، أو التحالف العربي وعلى رأسها الإمارات والسعودية، وبالتالي فإنّ أي مغازلة إخوانية للإمارات وشيوخها ستُفهم في سياق مسرحية هزلية، تقوم على رقص "الإخوان" على جميع الحبال، بغية تحقيق أهدافهم ومصالحهم، التي تعادي اليمن.