خالد الزعتر يكشف لـ المشهد العربي أسرار الدور القطري الخبيث في اليمن (حوار)
كشف الكاتب الصحفي السعودي خالد الزعتر، اليوم، الدور القطري الخبيث في اليمن، مؤكدًا أن هناك تحالف (قطري – إيراني) لدعم مليشيات الحوثي في اليمن.
وأضاف خلال حواره لـ"المشهد العربي"، أن قطر تسعى لضرب الجهود المصرية في التهدئة داخل قطاع غزة، مشددًا على أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يتبع سياسة تصدير الأزمات مؤخرًا، مستطردًا: "ما يحدث في السودان والجزائر لا يرقى إلى مسمى الربيع العربي".
وإلى نص الحوار:
- ماذا تفعل قطر في اليمن ؟
هناك تحالف قطري – إيراني وهناك تقاسم أدوار فيما بينهما لدعم الميليشيات والأذرع التابعة لإيران، بينما توفر إيران الذخيرة الأيدولوجية الإرهابية للجماعات التابعة لها حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، وغيرها، نجد أن الدوحة تقدم الدعم المالي والإعلامي، كما حدث بدعم ميليشيات الحشد الشعبي في العراق تحت ستار تحرير الرهائن القطريين، والأمر كذلك في اليمن، فمن يتابع تغطية قناة الجزيرة، يجد أنها لا تختلف عن القنوات التابعة للحوثيين كقناة المسيرة والقنوات الإيرانية، العلاقة بين قطر والأذرع التابعة لإيران ليست علاقة جديدة.
- ما هي العلاقة بين قطر وأذرع إيران باليمن؟
العلاقة قديمة في اليمن دعمت الدوحة الحوثيين منذ العام 2000 ، وكانت تدعم المعهد الديني الشيعي التابع لحسين بدر الدين في صعده بمبلغ 50 ألف دولار شهريا ومن ثم رفعت مبلغ الدعم العام 2003 إلى 100 ألف دولار، ودخلت عدة مرات لإنقاذ الحوثيين في حروبهم مع الدولة اليمنية تحت مسمى الوساطة وإعادة الإعمار، بإختصار ما تفعله قطر في اليمن هو ما تريده إيران أو ما يصب في مصلحة إيران وميليشياتها.
- ما رأيك في التصرفات القطرية الأخيرة، وبخاصة أبواقها الإعلامية وعلى رأسهم الجزيرة؟
التصرفات القطرية الأخيرة وأبواقها الإعلامية هي تعكس حالة الإفلاس لدى النظام القطري، فعلى سبيل المثال ذهبت الدوحة لتقديم شكوى إلى المنظمة الدولية للطاقة الذرية تعتبر فيها زوا وبهتانا أن محطة براكة النووية الإماراتية تهديد للاستقرار في خطوة لا تستند إلى إثباتات بل تستند على أكاذيب، وهي تعكس حالة الإفلاس لدى النظام القطري الذي يحاول خلق مثل هذه المزاعم في محاولة لإعادة تسليط الضوء على أزمته وإعادتها للواجهة ولذلك هو يحاول اللجوء إلى مثل هذه الأساليب لتحريك المياه الراكدة في أزمتها وإعادتها للواجهة السياسية والإعلامية ، كما أنها تأتي من منطلق الحقد والكراهية في العقلية السياسية القطرية تجاه الإمارات والتي تكشف التناقض الحاصل لدى النظام القطري فعندما يتعلق الأمر بالإمارات التي تلتزم بأعلى مستويات السلامة النووية والأمن نجد أن قطر ذهبت لتقديم شكوى للوكالة الدولية للطاقة الذرية حول ما وصفته بمخاطر تمثلها محطة براكة النووية الإماراتية للاستقرار، ولكن عندما يتعلق الأمر بالبرنامج النووي الإيراني الغامض وغير السلمي نجد أن الدوحة تسعى إلى دعم إيران وتأييدها.
- لماذا صعد أردوغان من أزمة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي ؟
المتابع للسياسات التركية يجد أن (سياسة تصدير الأزمات) كانت جزء رئيسي في سياساتها، ولذلك فإن تركيا تتعامل مع أزماتها الداخلية عبر محاولات تصديرها للخارج، هناك تدهور لليرة التركية وهناك أزمة اقتصادية متصاعدة وصلت لإعلان بعض الشركات إفلاسها، ولذلك فإن أردوغان تعامل مع هذه الأزمات الاقتصادية المتصاعدة عبر تصديرها للخارج بإعادة الحديث المتكرر بين الفينة والأخرى عن قضية مقتل جمال خاشقجي، وكما أن تعامل أردوغان مع قضية خاشقجي والتصعيد في هذه القضية كانت محاولة للتغطية على الكم الهائل من الصحفيين في السجون التركية وبخاصة عقب مسرحية الانقلاب في العام 2016، ولذلك كان محاولة من قبل أردوغان لتبييض صفحته لدى الدول الغربية وذك عبر تقديم نفسه بأنه مدافع عن حرية الصحافة وحرية الصحفيين ، كما ذهب للكتابة في صحيفة الواشنطن بوست وذلك في محاولة لتلميع صورته أمام الرأي العام الأمريكي والغربي.
- ما ردك على واقعة عزف النشيد الإسرائيلي في قطر؟
عزف النشيد الإسرائيلي في قطر أحد التناقضات التي تعد سمة رئيسية في السياسة القطرية قبل فترة غرد حمد بن جاسم الذي يعتبر عراب التطبيع مع إسرائيل مهاجمًا قمة وارسو بسبب الحضور العربي للمؤتمر والذي كان يحضره رئيس الوزراء الإسرائيلي، ولم يمضي قرابة الشهر إلا ويعزف النشيد الإسرائيلي في الدوحة، في الحالة القطرية يعتبر الحضور الرياضي الإسرائيلي مكملا للحضور السياسي الإسرائيلي الذي بدأ منذ العام 1995 عندما كانت قطر تنظر لإسرائيل بأنها بوابة العبور للبيت الأبيض نظر لما تحظى به إسرائيل من مكانة في السياسة الأمريكية وما تمتلكه من جماعات ضغط داخل أروقة السياسة والراي العام في الولايات المتحدة الأمريكية، فالدوحة لديها اهتمام في الحفاظ على علاقات قويه مع إسرائيل فهي تلجأ لها لتخفيف الضغط الأمريكي، وهذا ليس بالأمر الخفي فقد سبق وصرح حمد بن جاسم أنه إذا زاد الضغط علينا، إسرائيل تخفف علينا الضغط.
- ما تعليقك على ما يحدث في الجزائر والسودان وهل سنشهد ربيعًا عربيًا آخر في المنطقة العربية؟
ما حدث في المنطقة العربية العام 2011 لم يكن ربيعًا عربيًا، بل كان ربيعًا فوضويًا، وما يحدث في السودان والجزائر لا يرقى إلى مسمى الربيع العربي ولن يكون له تأثير خارج الحدود الجغرافية للسودان والجزائر، في السودان كانت الأزمات الاقتصادية التي يعيشها السودان هي المحرك الرئيس لهذه التظاهرات، وأما في الجزائر فقد كان ترشح بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة هو المحرك الرئيسي للاحتجاجات، في الجزائر نجد أن استمرارية الاحتجاجات والانتقال من مرحلة الشعارات الرافضة (للعهدة الخامسة) إلى الشعارات الرافضة (لتمديد العهدة الرابعة) نجد أن الخطوات التي اتخذها بوتفليقة مؤخراً ومن بينها (عدم الترشح لولاية خامسة) لم تنجح في تهدئة الشارع، وفي ظل التطورات الحاصلة في الجزائر وبخاصة في موقف الجيش الجزائري الذي طالب بتفعيل المادة 102 التي تعلن خلو منصب الرئيس لوجود مانع صحي ، نجد أن كفة النظام الجزائري بدأت تتضاءل بينما أصبحت الكفة تميل لصالح الشارع الجزائري.
- حدثنا عن أفعال حماس في قطاع غزة، وما وراء التصعيد الأخير مع الكيان الصهيوني؟
يعاني الشعب الفلسطيني في قطاع غزه من الاضطهاد والظلم والاستبداد والتردي المعيشي طوال 13 عاما من سيطرة حركة حماس، عندما خرج الشعب في غزة تحت شعار (بدنا نعيش) في وجه الغلاء والتدهور الاقتصادي ونهب حركة حماس للمساعدات، قوبل هذا الحراك الشعبي السلمي بشتى أنواع القمع وانتهاك البيوت ووصل الأمر إلى ضرب الأطفال ، تقول حماس في شعاراتها (أن العزة والكرامة للشعب الفلسطيني) وهذا لا يتطابق مع الواقع الذي شاهدناه والإرهاب الذي تعاملت به حركة حماس مع حراك الشعب في قطاع غزة.
التصعيد الأخير في قطاع غزة يخدم أطراف عديدة، من جهة في ظل الحراك الشعبي الحاصل في قطاع غزة والدعوات للإضراب العام نجد أن التصعيد الأخير بين قطاع غزة والكيان الصهيوني يوفر فرصة لحركة حماس لصرف الأنظار وكذلك التغطية على الحراك الشعبي المتصاعد، ومن جهة نجد أن التصعيد الأخير بين قطاع غزة والكيان الصهيوني يوفر فرصة لبنيامين نتنياهو الذي يواجه منافسة قوية في الانتخابات وتلاحقه ملفات الفساد، والذي من مصلحته أن يصدر الأنظار باتجاه القطاع.
وكذلك لا يمكن الإغفال عن دور الأموال القطرية التي دخلت القطاع مؤخرا، فهذا التصعيد الأخير بين غزة والكيان الصهيوني يوفر فرصة للدوحة لمواصلة جهودها في ضرب الجهود المصرية التي تسعى لتحقيق التهدئة لتثبيت وقف إطلاق النار.