فسادٌ في الحكومة وخللٌ مع التحالف.. اعترافات نادرة لوزير الخارجية خالد اليماني

الجمعة 5 إبريل 2019 00:57:15
"فسادٌ في الحكومة وخللٌ مع التحالف".. اعترافات نادرة لوزير الخارجية خالد اليماني

"نعم، الفساد ينخر في عظام الحكومة".. اعترافٌ استُخلص من حوار كاشف، أجراه وزير الخارجية خالد اليماني مع صحيفة "إندبندنت عربية"، تطرق فيه إلى قضايا، نادراً ما اقترب منها مسؤول حكومي.

اليماني في حديثه للصحيفة، أقرَّ بأنّ قيادات مدنية وعسكرية في الحكومة متورطة في جرائم فساد، وقال إنّ ذلك يشوِّه صورة الحكومة سواء في الداخل أو الخارج، كما يعيق عملهم.

وبينما أكّد اليماني أنّ مليشيا الحوثي الانقلابية استثمرت في الحرب وحقّقت من ورائها مكاسب طائلة، ففي الوقت نفسه استفاد بعض المحسوبين على الشرعية من تلك الحرب، دون أن يُسمي الوزير أياً من هؤلاء المتورطين في هذه الجرائم.

"الخارجية" نفسها، بحسب اعتراف اليماني، اعتراها الفساد، حيث قال للصحيفة: "لا تخلو وزارة الخارجية من الفساد، أنا أتحدث عن نفسي، إذا ثبت فساد على خالد اليماني أي تهم فساد أو أنّ أحد أقاربي استفاد من الوزارة فأنا مستعد للتنازل عن منصبي".

وتواجه الحكومة اتهامات بالتسبّب في الأزمة الاقتصادية، ويتمثل ذلك - برأي محللين - في قرار البنك المركزي بتعويم قيمة الريال، وتوجُّه الحكومة نحو طباعة النقود بالشراكة مع الحكومة الروسية دون وجود تغطية حقيقية لهذه الأموال.

وتسبّب الانهيار الاقتصادي في تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن حتى أصبحت الأكثر فداحةً على مستوى العالم، إذ تشير إحصاءات أممية إلى أنّ 17.8 مليون شخص بحاجة إلى للحصول على مياه آمنة وخدمات الإصلاح البيئي، و24.1 مليون شخص بحاجة للمساعدات الإنسانية، و3.3 مليون نازح غير قادرين على العودة لديارهم، و20.1 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي.

الفساد لا يقتصر على شقه المالي بل يصل أيضاً إلى الجانب الإداري، وهنا تحدّث اليماني عن وضع البعثات الدبلوماسية اليمنية في الخارج، معترفاً أنّ ليس كل هذه الجهات تؤدي دورها على النحو المطلوب، قائلاً: "هناك من يعمل بشكل جيد وهناك من يعمل على طريقة رفع الملامة والعتب، بدلاً من القيام بواجباتهم بالتخاطب المباشر مع المسؤولين في الدول المختلفة، وتكثيف النشاط الدبلوماسي لإيصال قضية بلادهم إلى مختلف دوائر صنع القرار".

وواصل اليماني هجومه على بعض هذه البعثات، قائلاً: "هناك من المسؤولين في البعثات الدبلوماسية اليمنية من يظن أنَّ السفارة هي شهادة استحقاق نهاية خدمة، وأنها مكافأة له ليذهب ليستريح كما يستريح المتقاعدون بعد خدمة عمل لسنوات طويلة".

اعترافات اليماني بلغت حد العلاقات مع التحالف العربي، حيث أقرَّ بوجود "خلل"، وقال: "نحن في الحكومة لم نستطع إقامة شراكة حقيقية مع التحالف في المناطق المحررة، هذا الخلل من المسؤول عنه؟ هل نحن؟ هل التحالف؟ يجب أن نبحث عن مكامن الخلل لإصلاح العلاقة وإقامة شراكة حقيقية تمكن من ظهور المناطق المحررة بمظهر أفضل، لكي نقدم نموذجاً جيداً ومغايراً للمناطق التي لا تزال تحت سيطرة الحوثيين".

في الوقت نفسه، هاجم اليماني عدداً من الأطراف داخل الشرعية التي تطالب بإنهاء عمليات التحالف في اليمن، وقال: "هذا طرْح متطرف يفتقر إلى بعد النظر، ثم إنَّ هؤلاء الذين ينادون بمثل هذه الدعوات لا يملكون بديلاً حقيقياً ، عدا عن أن هناك من يدفعهم لإحداث مثل تلك البلبلة.. تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية ومشاركة متميزة من دولة الإمارات العربية المتحدة وجد ليبقى، وسيشكل فارقًا استراتيجياً في مستقبل اليمن والمنطقة".

وأضاف: "التحالف العربي قدَّم دعماً كبيراً لا يمكن إنكاره للشرعية في اليمن، وفيما لو حدث نوع من الخطأ فنحن مطالبون بدراسة مواضع القصور لتجاوزها، غير أن تسرع البعض في الاتهامات هنا وهناك ليس في مصلحة الشرعية، ولا مصلحة الشعب اليمني بشكل عام".