اقتحام قوات رئاسية لمستشفى أطباء بلا حدود يُفجّر عاصفة غضب ضد هادي

الجمعة 5 إبريل 2019 01:47:18
اقتحام قوات رئاسية لمستشفى أطباء بلا حدود يُفجّر عاصفة غضب ضد "هادي"

أثارت واقعة اقتحام قوات تابعة للحماية الرئاسية، المستشفى التابع لمنظمة أطباء بلا حدود في العاصمة عدن، الكثير من ردود الأفعال الغاضبة التي اعتبرت الأمر دليلاً على ما وصفوه بـ"الفساد المستشري" في حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي.

المنظمة الدولية قالت عبر الحساب الرسمي لفرعها في اليمن على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "أوقفت أطباء بلا حدود استقبال المرضى في مستشفاها في عدن بعد اختطاف أحد مرضاها في الثاني من أبريل، والذي عثر عليه ميتًا في وقت لاحق".

وأضافت: "نحن قلقون من تدهور الوضع الأمني في عدن وعواقبه على أنشطتنا الطبية، لكل من المرضى والموظفين الذين تتعرض حياتهم للخطر من جراء هذه الحوادث".

مصادر مطلعة كشفت مزيداً من التفاصيل، حيث قام أكرم اللحجي وأفرادٌ من الحرس الرئاسي باختطاف القتيل عقبة علي حيدرة أحد أبناء منطقة المحاريق من مستشفى أطباء بلا حدود التي تقع على مسافة ليست بالبعيدة من لواء النقل، وتم أخد "عقبة" فجراً واقتياده إلى حوش بجانب مدرسة إدريس حنبلة المقابلة لكود بيحان، وأطلق عليه الرصاص وفرّ هارباً بمعية رفاقه.

وتمثّلت ردود الأفعال في أنّ القوات التي اقتحمت المستشفى يُفترض أنّ مهامها تابعة للرئيس هادي، وبالتالي فإنّ الواقعة قد تكشف جانباً من الفساد والعبث باحتياجات المواطنين، بحسب منتقدين.

يقول المحلل السياسي سعيد عبد الله: "هذه العملية هي رسالة رئاسية للمنظمات الدولية والعالم.. منظمات المجتمع المدني في عدن وكل البلاد يجب أن ترفض هذا الجنون وقلة الحياء".

كما وصف الكاتب الصحفي أديب السيد، الواقعة بأنّها عمل جبان وغير أخلاقي، وقال: "اقتحام جنود معسكر تابع للشرعية لمكان عمل المنظمة لوحده جريمة يجب أن تتحول لرأي عام، فضلاً عن جريمة التصفية لجريح".

وأضاف: "لنقف جميعاً إلى جانب منظمة أطباء بلا حدود التي تقدم عملاً كبيراً وخدمات جليلة، وهذا الموضوع يهم كل إنسان شريف يقدر الخدمات الطبية التي تقوم بها المنظمة".

وكانت دائرة حقوق الإنسان في الأمانة العامة للمجلس الانتقالي الجنوبي، قد أدانت واقعة اقتحام المستشفى، وقالت إنّ هذه العمل يشكل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان، وخرقاً واضحاً لجميع المواثيق والاتفاقيات الدولية المعمول بها في جميع دول العالم، بل ومخالفة لنواميس الكون ومبادئ العدالة الطبيعية التي تضمن الحماية للنفس البشرية من أي اعتداء في أي رقعة جغرافية من الأرض .

واستنكرت اختطاف الشاب من داخل المستشفى، داعية الأجهزة الأمنية في العاصمة عدن من أمن عام وحزام أمني وقوات خاصة ومكافحة إرهاب لكشف وقائع هذا الحادث الإجرامي، وسرعة ضبط المعتدين وإحالتهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل ليكونوا عبرة لغيرهم من الخارجين عن القانون .

كما أجرى رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي اللواء أحمد سعيد بن بريك، اليوم الخميس، زيارةً للمستشفى، وأدان التصرفات غير المسؤولة في الاعتداء على حرمتها واختطاف المصاب، واصفا الواقعة بـ"غير الإنسانية".

وأشاد بن بريك بالدور الذي يضطلع به مستشفى أطباء بلاحدود والخدمات التي يقدمها لنزلائه من العاصمة عدن والمحافظات المجاورة، وإجرائه عمليات دقيقة أسهمت في إنقاذ حياة العديد من الأرواح.