بعد الصمت المروّع.. هل انتقل دور الأمم المتحدة في اليمن إلى الابتزاز؟

الجمعة 5 إبريل 2019 03:03:00
بعد الصمت المروّع.. هل انتقل دور الأمم المتحدة في اليمن إلى "الابتزاز"؟

بلغ الصدام السياسي بين الحكومة والأمم المتحدة إلى طريق "مسدود"، بتوجيه الحكومة اتهامات جديدة للمبعوث الأممي مارتن جريفيث.

عضو الفريق الممثل عن الحكومة في لجنة الانتشار بالحديدة عسكر زعيل اتهم جريفيث بأنّه يمارس الابتزاز ضد الحكومة والتحالف العربي.

وقال في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "سنظل كل يوم نكتب أن الحوثيين لم ينفذوا اتفاق الحديدة وأن الامم المتحدة لم تحدد موقفها من المعرقل، وبالمختصر المفيد كما يقال من الآخر لن ينفذ الحوثيين لا اليوم ولا غداً ولن يعلن المبعوث من المعرقل لا اليوم ولا غداً، وهذه مرحلة ابتزاز سياسي من الحوثيين والمبعوث للشرعية وللتحالف".

يتماشى هذا الاتهام الحكومي، مع انتقادات حادة تُثار حول تعاطي الأمم المتحدة مع الأزمة في اليمن، والتي تكشف فيما يبدو نوايا لتحقيق أجندات خاصة بهم، يُقال إنّها لا تعطي أولويةً لوقف معاناة المدنيين.

الصمت الأممي لم يتوقف عند الخروقات الحوثية على اتفاق السويد الموقّع في ديسمبر الماضي، بل وصل إلى استهداف مباشر لرئيس فريق المراقبة الأممي الجنرال مايكل لوليسجارد، وقد حدث ذلك أكثر من مرة خلال هذا الأسبوع.

آخر هذه الهجمات كانت أمس الأول الثلاثاء، عندما منعت المليشيات الحوثية الجنرال لوليسجارد من الوصول إلى مدينة الحديدة، حيث كان في طريقه لاجتماع مع وفد الحكومة هناك.

ورغم أنّ لوليسجارد وصل في وقتٍ لاحق إلى مقر الاجتماع في الحديدة، لكنّ الحوثيين أرادوا فيما يبدو توجيه رسالة، مفادها عدم رغبتهم في تنفيذ الاتفاق، وتوجّههم نحو التصعيد العسكري الذي يدفع المدنيون ثمنه الأفدح.

الصمت الأممي المروع وعدم التعاطي مع الحوثيين بشكل رادع منح المليشيات الحوثية فرصة سانحةً نحو تصعيد عسكري، تجيد فيه العدوان على المدنيين لإفساح الطريق أمام نحو تحقيق انتشار أكبر.

"الابتزاز" الذي تتهم الحكومة، الأمم المتحدة بممارسته ضدها وكذا ضد التحالف يمكن أن يُفهم في سياق سعيها للتوصل إلى اتفاقٍ، بغض النظر عن انتهاكه أو إجهاضه أو مضاعفة معاناة المدنيين مع إدعاء الالتزام بها، والحديث هنا تحديداً عن المليشيات الحوثية التي فاقت انتهاكاتها لاتفاق السويد الألف مرة لم تتحرك تجاهها الأمم المتحدة، بل لم تغير مجرد لهجتها مع الانقلابيين، وبالتالي فإنّ استهداف المسؤول الأممي (لوليسجارد) ربما يستمر الصمت تجاهه، كون الاعتداء لم يسفر عن شيء إلا عن تأخير الالتزام بالاتفاق.