قرار حوثي بشأن الخضروات.. المليشيات تعترف بمسؤوليتها عن تفشي الكوليرا

السبت 6 إبريل 2019 00:11:33
قرار حوثي بشأن الخضروات.. المليشيات تعترف بمسؤوليتها عن تفشي الكوليرا

اعترفت مليشيا الحوثي الانقلابية، بأنّها سبب تفشي وباء الكوليرا في المناطق الخاضعة لسيطرتها، لا سيّما في صنعاء.

قيادة "أمانة صنعاء"، المعينة من قِبل المليشيات الموالية لإيران، أصدرت تعميماً يقضي بمنع دخول الخضروات المروية بمياه المجاري والمياه الراكدة، وذلك بعد وفاة 29 شخصاً بهذا الوباء خلال العام الجاري.

يحمل التعميم الحوثي اعترافاً علنياً بمسؤوليتها عن كثير من الأوبئة التي شهدها اليمن وفي مقدمتها الكوليرا.

في الوقت نفسه، أفاد مصدرٌ بمكتب الصحة العامة والسكان بالأمانة بأنّ مستشفيات ومراكز أمانة صنعاء المخصصة لمعالجة الكوليرا استقبلت منذ بداية العام الجاري نحو 29 ألفاً و750 حالة مشتبه إصابتها.

وأظهرت الفحوصات المخبرية، وفق المصدر، أربعة آلاف و947 حالة سالبة بالفحص السريع "آر دي تي" من إجمالي الحالات المسجلة بكافة مديريات الأمانة.

و"الكوليرا" هي أشد الأسلحة الحوثية فتكًا وقتلاً، وهي تحمل الكثير من القصص التي لا تنتهي والمآسي التي لا تتوقف، مخلفةً وراء ذلك أرقاماً مروعةً، تكشف حجم الكارثة الإنسانية التي أحدثتها المليشيات.

وتزداد المخاوف من تفشي موجة ثالثة من الكوليرا خاصة بالتزامن مع هطول موسم الأمطار وتدهور الخدمات الصحية في البلاد، حيث سجّلت منظمة الصحة العالمية 2743 حالة وفاة بالكوليرا من أصل قرابة 1.4 مليون إصابة منذ انتشار الوباء في موجتيه الأولى والثانية في اليمن من أبريل 2017 وحتى نهاية عام 2018.

وتعتبر المياه الملوثة العامل الأكبر لانتقال الكوليرا، وذلك بنسبة 90%، و10% بسبب الطعام الملوث، حيث تزيد حالات الإصابة مع حلول موسم الأمطار وانهيار الخدمات الأساسية، بما فيها أنظمة التزويد بالمياه الصالحة للاستخدام، وشبكات المياه والأوضاع السيئة لأنظمة التخلص من مياه الصرف الصحي، واستخدام المياه الملوثة للزراعة، وعدم ضمان توفر الكهرباء لتخزين الطعام.

واتهم مصدرٌ مسؤولٌ في مؤسسة المياه والصرف الصحي القابعة تحت سيطرة المليشيات بصنعاء، الانقلابيين في انتشار الكوليرا والمتاجرة بحياة المواطنين، قائلاً: "عمدت مليشيا الحوثي إلى تعطيل محطة معالجة مياه الصرف الصحي شمال العاصمة صنعاء التي تعد البؤرة الرئيسية لتفشي وباء الكوليرا، إذ يتجاهلون إعادة تشغيلها رغم جاهزيتها وينقصها فقط مادة الديزل".

في الوقت نفسه، أرجعت مصادر طبية تردي الأوضاع الصحية وانتشار الأوبئة إلى الصلف واللامبالاة التي تمارسها مليشيا الحوثي في هذا القطاع، سواء عبر منع إيصال المساعدات والمعونات المقدمة من قبل المنظمات والمجتمع الدولي أو الاستحواذ عليها وبيعها في السوق السوداء، كما تقوم سياسة ميليشيا الحوثي في التعامل مع الأموال والمخصصات التي تقدمها المنظمات الدولية والمحلية بوضعها في المكان غير الصحيح.

وكانت منظمة الصحة العالمية، قد أعلنت الاثنين الماضي، ارتفاع الوفيات بمرض الكوليرا في اليمن إلى 291 حالة منذ بداية العام الجاري، وقالت في بيانٍ لها، إنّ عدد الإصابات بالمرض الذي تشمل أعراضه إسهالًا مائيًا حادًا بلغ 147 ألفاً و927 شخصاً منذ بداية العام حتى 28 مارس الماضي.