الأحمر ووزير الأوقاف يسرقان منابر سيئون.. خطبة جمعة في خدمة إرهاب الجنرال
السبت 6 إبريل 2019 21:43:00
عندما صعد وزير الأوقاف أحمد عطية ( القيادي الاخواني في حزب الاصلاح ) منبر الجمعة ليلقي الخطبة في المسجد الكبير بسيئون، لم يتطرق إلى شؤون دينية أو جوانب توعوية كما المفترض، لكنّه ألقى على مسامع المصلين حديثاً سياسياً، يرتقي إلى أن يكون من كتبه هو اللواء علي محسن الأحمر، ذلك الإخواني النافذ في الحكومة الشرعية باعتباره نائب الرئيس.
"عطية" صاحب التحركات، البعيدة شكلاً ومضموناً عن مهام وزير أوقاف، تحدّث في خطوة الجمعة عن ضرورة الوقوف خلف حكومة منصور هادي، ودعمها بكل السبل، قائلاً إنّ هذا النوع من الاصطفاف هو المخرج من الانقلاب الحوثي.
ولا يختلف استخدام حزب الإصلاح لا سيّما من قِبل أطرافه النافذة في الحكومة، للدين وتحديداً المساجد في خدمة سياساتهم عما تقترفه مليشيا الحوثي الانقلابية في هذا الصدد، فكلا الأمرين يمثل جرماً في حق الدين والمواطنين على السواء.
وتندرج "الخطبة السياسية" للوزير في إطار تحركات محسن الأحمر، فالرجل الذي يتستر بغطاء الشرعية للحفاظ على مصالحه أثار الكثير من الريبة في حضرموت الوادي والصحراء برغبته الحثيثة في إكمال السيطرة عليها، بغية الحفاظ على مصالحه التي تدر عليه الكثير من الأموال، رفقة إخوانه في حزب الإصلاح.
وتشكل حضرموت الوادي والصحراء جبهة مهمة لدى محسن الأحمر الذي يحاول استقطاب المواطنين بها للحصول على تأييد له، بإجراءات أمنية تارة أو استخدام الدين في تارة أخرى، فمدينة سيئون كانت قد شهدت في مارس الماضي عصياناً مدنياً شاملاً تحت شعار"وادي حضرموت ينزف فهل من مغيث" من قبل تنظيم شباب الغضب.
وشمل الإضراب كافة القطاعات العامة والخاصة، عدا طوارئ المياه والكهرباء والقطاع الصحي، فيما أغلق المحتجون شوارع رئيسية ومنعوا حركة المرور فيما تمّ شل الحركة في المدينة.
حدة الغضب تصاعدت بسبب المنطقة العسكرية الأولى وحالة الانفلات الأمني الذي تعانيه المحافظة، وتحديداً مديرية سيئون، بالإضافة إلى وجود معلومات مدعومة بالوثائق ولقطات فيديو وثَّقت دخول وخروج عناصر إرهابية من معسكرات تتبع المنطقة العسكرية الأولى بالإضافة إلى عمليات شحن سلاح للمليشيات الحوثية من مواقع تابعة للمنطقة ذاتها، كما يطالب الأهالي بإسناد أمن الوادي والصحراء لقوات النخبة الحضرمية.
ويثير الوجود العسكري لقوات الأحمر العديد من التساؤلات، فهذه المنطقة العسكرية تضم أسلحة ثقيلة ومدرعات ومدفعية يُفترض أن توجّه سهامها صوب التنظيمات الإرهابية مثل مليشيا الحوثي الانقلابية أو تنظيم القاعدة، وهو ما لم يحدث مطلقاً.
وعندما سقطت المكلا ومديريات ساحل حضرموت في 2015 في قبضة تنظيم القاعدة، قامت قوات النخبة الحضرمية التي تمّ تشكيلها لمكافحة الإرهاب بأدوار بطولية ضد العناصر الإرهابية، بينما لم تتدخَّل قوات الأحمر في هذه المواجهات واكتفت بتعزيز سلطتها في الوادي والصحراء.
وبات في نظر أهالي الوادي والصحراء، أنّ قوات النخبة الحضرمية هي الأولى لتولي زمام الأمور لا سيّما أنّ عناصرها من أبناء المنطقة، خلافاً لقوات المنطقة العسكرية التي أغلب أعضائها من خارج المنطقة وقد اكتفت بتمثيل محدود من أبنائها كغطاء لاستمرار وجودها هناك.
يُضاف إلى ذلك مدى النجاحات الكبيرة التي حقّقتها "الحضرمية" في الساحل ما يؤهّلها لتلعب دوراً بارزاً في الوادي والصحراء يحفظ أمن المواطنين هناك، فيما يتوجب أن تتوجّه قوات الأحمر بأسلحتها الثقيلة ومدفعيتها صوب ساحات المعارك مع المليشيات الحوثية ودعم انتفاضات القبائل ضدها.