كيف استغل تنظيم داعش الإسبانيات بتجنيدهم للقتال في سوريا؟
الاثنين 8 إبريل 2019 15:38:53
ارتكزت دراسة دولية على النساء الإسبانيات اللاتي جُنِّدن للانضمام إلى «داعش»، من هن؟ وكيف كان تجنيدهن؟ وما دوافعهن ومحفزاتهن للانضمام لمثل هذه التنظيمات الإرهابية؟
حيث اتجهت العديد من الإسبانيات إلى سوريا وانضممن إلى تنظيم داعش، ووفقا لصحيفة "الموندو" الإسبانية فقد غادر 27 امرأة من إسبانيا للقيام بأعمال إرهابية بعد انضمامهم إلى التنظيم الإرهابى مع أطفالهن، ويتلقى الجميع تدريبات عسكرية، وهو ما يعتبره الخبراء يشكل خطرا محتملا للغاية عند عودتهم إلى إسبانيا، حيث أن تصورهم للواقع أصبح "مشوه".
وأشارت الدراسة إلى أن الأطفال يتلقون فى المقام الأول الدروس بشكل نظرى فى المدارس التى يديرها التنظيم الإرهابى، تتركز على التعرف على أنواع السلاح إلى كيفية استخدامه.
وأبرز التقرير، عددا من الأمثلة للنساء الإسبان اللاتى غادرن البلاد مع أطفالهن والانضمام إلى داعش، ومن بينهن "يولى" وهى فتاة إسبانية من حى سالامنكا التى انتهى بها المطاف فى خلافة داعش مع أربعة أطفال، تلقوا تدريبات عسكرية بناء على أوامر التنظيم.
ونوه التقرير، إلى أن "يولاتدا مارتينيز" التى تبلغ 33 عاما، من مدريد، غادرت مع ابنها بلال، الذى يبلغ من العمر 4 سنوات، وفى الوقت الحالى لديها 4 أطفال، والدهم عمر الحارشى، وهو مغربى منتمى لداعش أيضا، ولكنها عادت إلى إسبانيا وتم القبض عليها والتحقيق معها من قبل المحكمة الوطنية العليا.
ولبنى محمد ملودى، الإسبانية الثالثة، وخدعها زوجها للذهاب إلى سوريا، وعلى الرغم أنها قالت إنها تبلغ من العمر 40 عاما إلا أنها فى الحقيقة تبلغ 26 وتنتمى إلى عائلة ثرية ودرست لتكون معلمة، وتزوجت من إرهابى فرنسى، ولديها ثلاثة أطفال، وهم لا يزالون فى سوريا التى انتقلت إليها منذ 5 أعوام.
ولكن هل يمكن استعادة هؤلاء النساء وأطفالهن، فوفقا للتقرير، فإن الأمر شديد الصعوبة، حيث أنهن حين عودتهن إلى البلاد سيمثلون خطرا كبيرا لاحتمالية عزمهم القيام بعمليات إرهابية، خاصة أن إسبانيا لا تثق فى نواياهم.
وأضاف التقرير، أن العديد من الخبراء أكدوا أن الأطفال الذين يبلغون من العمر 10 سنوات، فإن أمر عودتهم إلى البلاد أصبح أمرا مستحيلا، حيث إن الأطفال الذين يبلغ عمرهم عامين يتلقون الدروس الدموية.
ومع حلول صيف عام 2014، عرف العالم تنظيم «داعش» بعد إعلانه تأسيس ما يُسمى «دولة الخلافة الإسلاميَّة في العراق وسوريا»، وكانت هذه نقطة التحول الأكثر دراماتيكية في تطور حركة الجهاد العالمية، والتي اتسمت بالمنافسة على النفوذ بين تنظيمى «داعش» و«القاعدة».
وفي أول خطاب لأبي بكر البغدادي، زعيم «داعش»، من مدينة «الموصل» العراقية، دعا إلى «الهجرة لدولة الخلافة»، وجاء تحقيق التنظيم مكاسب عسكرية ميدانيًّا، ليحفز الآلاف من الشباب -ذكورًا وإناثًا- حول العالم للسفر والعيش في المناطق التي يُسيطر عليها التنظيم.
ولم تنجح أي حركة إرهابيَّة - قبل «داعش»- في جذب هذا العدد من الشباب، خاصة من دول أوروبا الغربية؛ حيث يقدر عدد الذين انضموا للجماعات الإرهابية في سوريا والعراق، من أصول أوروبية بأكثر من خمسة آلاف شخص.
وفي إسبانيا، قُدّر عدد الذين سافروا بـ 208 أشخاص تقريبًا منذ عام 2013 (10% منهم نساء) بالإضافة إلى 23 امرأة قامت السلطات الإسبانية بتوقيفهن لمشاركتهن في أنشطة مرتبطة بــ«داعش».