هكذا يكون التحرير.. الجنوب يواجه الإرهاب على أربع جبهات

الاثنين 8 إبريل 2019 19:03:00
هكذا يكون التحرير.. الجنوب يواجه الإرهاب على أربع جبهات

رأي المشهد العربي 

إذا أرادت الحكومة الشرعية أن تتعرف على كيفية مجابهة الإرهاب وتحرير الأرض فعليها أن تنظر إلى بطولات القوات الأمنية بمحافظات الجنوب خلال هذه الأيام، بعد أن حققت نجاحات كبيرة وتمكنت من انتزاع مواقع إستراتيجية هامة عبر خططها العسكرية المحكمة التي تنفذها على أربع جبهات في آن واحد لدحر عناصر القاعدة والحوثي، بالتزامن مع تحركات دبلوماسية يقوم بها اللواء عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي.

وبالنظر إلى الجبهات الأربع، فأولها كانت من خلال إطلاق قوات النخبة الشبوانية لعملية "الجبال البيضاء"، في 26 مارس الماضي، والتي مازالت مستمرة لملاحقة العناصر المتطرفة في مناطق مازالت تشهد تواجدا ضعيفا لتنظيم القاعدة، خاصة “مرخة، وخورة، ونصاب” الحدودية لمحافظة البيضاء.

ونجحت هذه القوة المدعومة من القوات المسلحة الإماراتية، في اقتحام معاقل فلول التنظيم وضبط أسلحة ثقيلة وتأمين المناطق المستهدفة بالعملية، وغامرت القوات برجالها وضباطها في سبيل أمن الجميع، تحديدا وأن شبوة صعبة المسالك الجغرافية، ومعقل حصين للجماعات المتطرفة، وتكون مهمة المواجهة مع هذه الجماعات مهمة محفوفة بالمخاطر والصعاب، وهذه المهمة هي ما تقوم بها النخبة الشبوانية التي أخذت على عاتقها تحمل المسئولية.

الجبهة الثانية التي لا تقل خطورة عن ما يجري في شبوة وترتكز بشكل أساسي أيضا على مواجهة فلول تنظيم القاعدة، تجري حاليا في أبين، إذ أطلقت وحدات التدخل السريع التابعة لقوات الحزام الأمني بقيادة عبدالرحمن الشنيني حملة واسعة لتطهير الجبال والوديان التابعة لمديرية المحفد، والتي كانت من أهم أوكار للتنظيم الإرهابي، وفرضت الحملة سيطرتها على عدد من المواقع التي كان يتحصن فيها إرهابيو القاعدة، وضبطت بداخلها قنابل يدوية وهواتف وشرائح وبيانات خاصة بهوية العناصر الإرهابية.

واستطاعت الحملة الأمنية المحكمة في أن تسيطر على مستودع تموين لعناصر التنظيم الإرهابي التي لاذت بالفرار، مخلفة وراءها عددا من الأسلحة والمواد التي تستخدمها لتنفيذ عملياتها الإجرامية، وذلك في الوقت التي لا تتوقف فيه جهود الحزام الأمني من مكافحة الإرهاب والقبض على المجرمين، في محاولة لخفض معدلات الجريمة بشكل عام.

أما الجبهة الثالثة  فتخوضها  قوات ألوية العمالقة ضد مليشيا الانقلاب الحوثي،في الساحل الغربي، وتعد جبهة الحديدة الأكثر شراسة، وتقوم ألوية العمالقة هناك بصد هجمات المتمردين الرافضين لتطبيق اتفاق إعادة الانتشار بشكل يومي، بل أنها نجحت في أن تلحق بهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد على مدار الأشهر الماضية.

وتواجه ألوية العمالقة في تلك الجبهة مليشيا الحوثي الانقلابية ومن خلفها الأمم المتحدة التي تعطي الشرعية لعناصر الانقلاب من أجل الاستمرار في جرائمهم ضد المدنيين الأبرياء، وبالتالي فمن صعوبة المواجهة تكمن في أن هناك دعم دولي غير مباشر للعناصر الانقلابية، وهو ما يجعل المعركة تدور بالأساس مع قوى دولية هدفها استمرار الحوثي في جرائمه.

الجبهة الرابعة والأخيرة ترتبط بجبهة مريس في محافظة الضالع، والتي اشتدت فيها المعارك خلال الأسبوع الماضي ومازالت مستمرة حتى الآن، واستطاعت قوات الحزام الأمني خلال الأيام الماضية تحقيق انجازات عسكرية وأمنية عدة بالتعاون مع المقاومة الجنوبية ضد العناصر الانقلابية.

وتمكنت القوات من إسقاط جبل حصن شداد الاستراتيجي والجبال المجاورة شمال مريس بمحافظة الضالع بعد تمهيد مدفعي كثيف، ونتجت الحملة عن مقتل أكثر من 80 حوثياً، كما تمكنت مدفعيه قوات الحزام الأمني من تدمير عدد كبير من عتاد مليشيات الحوثي.

واستطاعت قوات الحزام الامني والمقاومة الجنوبية في جبهة مريس، أن تستهدف قيادات بارزة دفعت بها مليشيا الحوثي بها إلى تلك الجبهة، بينهم القيادي الميداني المدعو "يحيى سريع"، والذي لقي مصرعه، اليوم الاثنين، بالإضافة إلى 10 مسلحين آخرين، كما أن قوات الحزام الأمني تواجه في تلك المعركة أيضا عناصر حزب الله التي تطلق صواريخها الحرارية ما بين الحين والآخر.

ما قمنا برصده يشكل رغبة حقيقة في تحرير الأرض واستعادة الكرامة والدولة، وهو يختلف كليا عن الذي تقوم به الشرعية في المحافظات الشمالية التي تكتفي بمشاهدة عناصر الانقلاب وهم يتمكنون في مواقع تستطير عليها في خيانة واضحة للدور الذي من المفترض أن تقوم به.

لا تتوقف سلبية الشرعية عند هذا الحد، بل أنها تشاهد انتصارات محافظات الجنوب من دون أن يكون لها دور فاعل في المعارك التي تجري، فيما يتفرغ نائب الرئيس اليمني "علي محسن الأحمر" لمساندة مليشيا الحوثي بتسليم المواقع التي يسيطر عليها تارة وبالسلاح تارة أخرى.

أما محافظات الجنوب فإن رجالها لا يتوقفون عن المواجهة، فهناك هدف واضح وأساسي أمام الجميع يتمثل في تحرير الأرض واستعادة دولة الجنوب، وهو ما يكون عنصرا فارقا في جميع الانتصارات التي حققها الجنوب على مدار السنوات الماضية.