هادي وعفريت المجلس

يصر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي المعترف به دوليّا على جلب شريك يقاسمه الشرعيّة الوطنية والشرعيّة الدوليّة في قادم الأيّام .

إن إضفاء المشروعيّة على مجلس النوّاب المنتهي للصلاحية ومحاولات نفخ الروح فيه سترتد على هادي وسترتد كذلك _ وبأثر رجعي _ على كل الخطوات الاستثنائية التي أقدم عليها المجتمع الدولي لإعادة ترتيب منظومة الحكم في اليمن منذ 2011 م .

إستعادة مجلس النوّاب لممارسة صلاحياته الدستورية ( رغم عدم مشروعية ذلك لأسباب عدة ) تعني تمتّع كل الأعضاء المنتخبين عام 2003 م بهذا الحق ...

فماذا لو صوّت أغلبيّة الأعضاء بعدم مشروعيّة بقاء هادي على رأس هرم السلطة ؟
والأخطر من ذلك ما ذا لو استمال الحوثي _ ترهيبا او ترغيبا _ أكثر من نصف أعضاء المجلس ( وهذا أإمر ممكن جدا نتيجة لوجود أعداد كبيرة من الأعضاء في مناطق سيطرة الحوثي ) ؟

ماذا لو اجتمع هؤلاء واصدروا بيانا يطعن في شرعيّة هادي ويؤيد ويشرعن الإنقلاب الحوثي ؟

يسعى الحوثيّون منذ فترة لنفخ الروح في موميا مجلس النوّاب المتفسّخة عبر تنظيم ما أسموها بالانتخابات التكميلية لسد الشغور .. ولم ولن تكون لهذه الخطوة قيمة اذا أقدم عليها الحوثيّون ... . لكن المستجدات الأخيرة وإصرار هادي على إخراج العفريت من القمقم ستجعل لخطوة الحوثيين قيمة وعائد سياسي يفوق العائد السياسي الذي سيجنيه هادي وفريقه من هذه الخطوة . ..

الخطوة ارتجالية وغير محسوبة العواقب والأيّام بيننا