هل تعتبر مفاوضات المبعوث الأممي مع الحوثيين مضيعة للوقت؟

الثلاثاء 9 إبريل 2019 16:58:36
هل تعتبر مفاوضات المبعوث الأممي مع الحوثيين مضيعة للوقت؟
تواصل مليشيات الحوثي الانقلابية استهداف مواقع قوات ألوية العمالقة في مناطق متفرقة من محافظة الحديدة تزامنا مع وصول مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث إلى صنعاء.
ووصل مارتن غريفيث لصنعاء حاملاً في جعبته عدداً من الأفكار التي يأمل أن تؤدي إلى موافقة المليشيات الحوثية على اتفاق الحديدة بشأن إعادة الانتشار في موانئها في المرحلة الأولى بموجب خطة الجنرال الأممي مايكل لوليسغارد.
وعلى الرغم من الإصرار الأممي الذي يقوده غريفيث لإنعاش اتفاق ستوكهولم الذي مضى عليه أربعة أشهر دون تنفيذ، لا تزال حالة التشاؤم تخيّم على أغلبية مسؤولي الحكومة الشرعية لقناعتهم بأن الجماعة الموالية لإيران لم تقدِم على التنفيذ وستستمر في المماطلة.
وقال رئيس الفريق الحكومي في لجنة تنسيق إعادة الانتشار اللواء صغير بن عزيز، أمس: «معروف عن مليشيات الحوثي أنها لم تخرج من أي منطقة احتلتها إلا بالقوة»، ويتساءل: «هل سمعتم أنهم خرجوا من موقع واحد بصلح أو اتفاق؟».
وفي تغريدة أخرى على «تويتر»، قال بن عزيز: «من المؤكد أن المبعوث الأممي السيد مارتن غريفيث لن يذهب إلى صنعاء إلا إذا حصل على وعد مؤكد من المليشيات الحوثية بتنفيذ المرحلة الأولى من الانتشار من موانئ الحديدة»، وعاد للقول جازماً: «لن ينفذوا وإن وعدوا» في إشارة إلى المليشيات الحوثية.
وذكرت مصادر ملاحية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن غريفيث وصل إلى المطار على متن طائرته الأممية دون أن يدلي بأي تصريحات، وكان في استقباله موظفون حوثيون في وزارة خارجية الانقلاب في الحكومة غير المعترف بها.
وتتهم الحكومة والقوات الموالية لها المليشيات الحوثية باستمرار التصعيد الميداني، بما في ذلك قيامها أخيراً بقصف مكان اجتماعات لجنة إعادة تنسيق الانتشار والفريق الحكومي في «مجمع إخوان ثابت» شرقي المدينة، إلى جانب قيامها بإطلاق النار وعرقلة مرور موظفي برنامج الأغذية العالمي إلى مخازن القمع في مطاحن البحر الأحمر.
وأدت خروق الجماعة الحوثية في الحديدة منذ سريان الهدنة الهشة في 18 ديسمبر الماضي إلى مقتل نحو 120 شخصاً وجرح قرابة 700 آخرين.
وأفادت القوات الحكومية باستمرار التصعيد الحوثي في أكثر من منطقة من مناطق الحديدة الساحلية عبر القصف بمختلف أنواع الأسلحة وعبر ترهيب سكان الحديدة في الأحياء الجنوبية.
وقال المركز الإعلامي لقوات ألوية العمالقة: إن المليشيات استهدفت مواقع قوات ألوية العمالقة في مناطق متفرقة من محافظة الحديدة منذ ساعات الصباح الأولى ليوم الاثنين.
وأضاف المركز في بيان رسمي: «استخدمت مليشيات الحوثي في عمليات الاستهداف والقصف على مواقع العمالقة مختلف أنواع القذائف والأسلحة المتوسطة والرشاشة في مديرية حيس ومناطق التحيتا والجبلية».
ويرى المبعوث الأممي غريفيث – بحسب تصريحات سابقة - أن مثل هذه الخروق لم تؤثر على وقف إطلاق النار الساري في الحديدة، مع إشارته إلى انخفاض الخسائر في الأرواح بعد الهدنة إلى 50 في المائة.
ويعتقد مراقبون، أن مساعي الأمم المتحدة مضيعة للوقت وحسب؛ إذ إن الجماعة الحوثية لم يسبق لها الالتزام بأي اتفاق قطعته من قبل، وإن كل ما في الأمر أنها تسعى إلى إطالة أمد الحرب والاستفادة القصوى من وجودها في الحديدة لجني الأموال وعائدات الموانئ ولتهريب الأسلحة الإيرانية.