اتفاق السويد يدخل غرفة إنعاش مجلس الأمن.. ماذا بعد الرسالة الثلاثية؟

الثلاثاء 9 إبريل 2019 20:32:00
اتفاق السويد يدخل غرفة إنعاش مجلس الأمن.. ماذا بعد الرسالة الثلاثية؟

بلغ اتفاق السويد ومحاولات إحيائه المستمرة، مرحلة جديدة، مفادها تقديم رسالة ثلاثية (يمنية إماراتية سعودية) إلى مجلس الأمن، في وقتٍ كان المبعوث الأممي مارتن جريفيث يلتقي فيه زعيم الانقلابيين عبد الملك الحوثي.

البعثات الأممية للدول الثلاث وجّهت رسالة مشتركة إلى مجلس الأمن اليوم الثلاثاء بشأن الأوضاع في اليمن، وطالبت بالضغط على مليشيا الحوثي وإيران لوضع حد لعرقلة الاتفاق السياسي.

الرسالة قالت كذلك إنّ المليشيات الانقلابية حقّقت أرباحاً كبيرة لتحكمهم في تدفق البضائع في المناطق التي يحتلونها، كما أكّدت أنّها تمنع وصول المعونات لليمنيين.

وبالإضافة إلى ذلك، فقد وثّقت الرسالة سرقة الحوثيين لمساعدات الإغاثة الإنسانية، الأمر الذي يمنع دول التحالف من تسليم تبرعات إنسانية خشية استيلاء الحوثيين عليها.

هذه الخطوة الدبلوماسية المهمة تندرج ضمن محاولات فضح الجرائم الحوثية التي تلقي بالكرة دائماً في ملعب القتال والمعركة، عابثةً بأي فرصة نحو إحلال السلام أو مجرد النجاح في تنفيذ أولى خطواته.

وينتظر الكثيرون من المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة أن تغير من طريقة تعاطيها مع الحوثيين، فعلى مدار نحو أربعة أشهر ارتكبت المليشيات ما يتجاوز الـ1000 انتهاك ببنود الاتفاق السياسي، إلا أنّ ذلك لم يحرّك المشهد الدولي بل ظلّت الأمم المتحدة تتساهل مع الانقلابيين على النحو الذي منحهم فرصة إعادة ترتيب صفوفهم بعدما كانوا على شفا هزيمة مدوية بالحديدة تحديداً، في ديسمبر الماضي (قبل الاتفاق).

وقبل أيام، كشف مصدر دبلوماسي أمريكي، كان قريباً من دوائر صنع القرار، أنّ طهران زوّدت المليشيات الحوثية في الفترة الأخيرة بعناصر من الحرس الثوري وفيلق القدس وعناصر من حزب الله، وذلك ضمن محاولاتها لإعادة ترتيب الصفوف من جديد، استعداداً على ما يبدو للمرحلة المقبلة من الحرب الحوثية.

ونُقل عن المصدر الأمريكي قوله إنّ العناصر التابعة لإيران رُصد تواجدها بشكل كبير في باب المندب والمخا والحديدة، وقد زاد عددهم مقارنةً بالفترات السابقة؛ في محاولة من المليشيات للسيطرة على موانئ الحديدة المطلة على البحر الأحمر.

ولا تزال الأمم المتحدة على ما يبدو مصرّة على أنّ اتفاق السويد بشكله الراهن هو الأمل نحو أولى خطوات السلام، وتجلّى ذلك خلال زيارة المبعوث الأممي مارتن جريفيث إلى صنعاء أمس، حيث حمل في جعبته عدداً من الأفكار التي يأمل أن تؤدي إلى موافقة المليشيات الحوثية على اتفاق الحديدة بشأن إعادة الانتشار في موانئها في المرحلة الأولى بموجب خطة الجنرال الأممي مايكل لوليسجارد.

وذكرت مصادر ملاحية في صنعاء أنّ جريفيث وصل إلى المطار على متن طائرته الأممية دون أن يدلي بأي تصريحات، وكان في استقباله موظفون حوثيون في وزارة خارجية الانقلاب في الحكومة غير المعترف بها.

وكان من المفترض أن يصل جريفيث إلى صنعاء السبت الماضي، إلا أن عراقيل متعلقة بطائرته الأممية أخّرت رحلته إلى يوم أمس، حسبما أفادت به مصادر أممية في وقت سابق.

ومهّد المبعوث الأممي إلى اليمن لزيارته إلى صنعاء بلقاء وفد المليشيات الحوثية في العاصمة العمانية مسقط قبل أيام، حيث ناقش أفكاره مع المتحدث الحوثي مع محمد عبد السلام فليتة، قبل أن يتوجه إلى الرياض لمقابلة مسؤولين بالحكومة.

واليوم الثلاثاء، عقد جريفيث اجتماعاً مع عبدالملك الحوثي في صنعاء، وأعلنت المليشيات أنّ اللقاء تضمّن مناقشة اتفاق الحديدة وضرورة الإسراع في تنفيذه.

وكانت الحكومة قد وافقت قبل أكثر من أسبوع على خطة الجنرال لوليسجارد المعدلة والتي تقضي بإعادة الانتشار الحوثي من ميناءي الصليف ورأس عيسى باتجاه الشرق مسافة خمسة كيلومترات مع نزع الألغام وإتاحة التحقق من الانسحاب وتسليم خرائط الألغام مقابل إعادة انتشار القوات الحكومية جنوب وشرق الحديدة وفتح ممرات آمنة إلى مخازن الغذاء الأممي في مطاحن البحر الأحمر.

وإذا ما نجحت المساعي الأممية في إقناع الحوثيين بالبدء في عملية إعادة الانتشار، فإن ذلك سيكون مقدمة للشروع في تنفيذ الجزء الثاني من الخطة الأممية التي تتعلق بإعادة الانتشار من ميناء الحديدة والمدينة نفسها، مع إعادة ترتيب الأوضاع الأمنية والإدارية وتطبيع الأوضاع تحت إشراف أممي.