تجّار صنعاء.. كيف حوّلتهم المليشيات الحوثية إلى وقود للحرب؟
يمثل تجار صنعاء، مصدر تمويل كبيراً لدى مليشيا الحوثي، يطيل بها الانقلابيون من أمد حربهم العبثية ما يكبّد المدنيين مزيداً من الأعباء.
لا تتوقف المليشيات عن التضييق على أصحاب المتاجر والباعة المتجولين وبائعي الأرصفة في صنعاء، تارةً بابتزازهم وإجبارهم على دفع مبالغ مالية كمجهود حربي، وتارة أخرى باعتقالهم وتدمير ونهب ومصادرة ممتلكاتهم التي تمثل مصدر رزقهم الوحيد.
وبحسب تقارير صحفية، كثّفت مليشيا الحوثي في الأيام الأخيرة من حملاتها لملاحقة واختطاف البساطين والباعة المتجولين وأصحاب المتاجر في صنعاء، وتحديداً في شارعي 20 وهائل وسوق السنينة بمديرية معين.
مزيدٌ من التفاصيل أوضحتها صحيفة "الشرق الأوسط" نقلاً عن مصادر محلية، قالت إنّ عناصر من الحوثيين أقبلوا على متن عربات مسلحة وبرفقة جرافة وشاحنتي نقل، واعتدوا على مالكي البسطات وباعة متجولين وخطفوا عدداً منهم ودمروا عدداً من المحال بالجرافة.
ودمّر الانقلابيون عدداً من المحال، في حين أغلقوا أبواب البعض الآخر نتيجة عدم التزام أصحاب تلك المحال والبساطين بدفع ما عليهم من إتاوات وجبايات غير قانونية فرضتها عليهم مؤخراً الميليشيات الانقلابية.
هذه الإجراءات التعسفية التي اتخذتها مليشيا الحوثي ضد البساطين والفراشين من الباعة المتجولين تأتي رغم دفعهم تحت قوة السلاح إتاوات غير قانونية فرضها الانقلابين عليهم، بالإضافة إلى رسوم نظافة يدفعونها بشكل منتظم لمالكي الأسواق والجهات المختصة في المديرية التي يبيعون في نطاقها، بحسب أحمد حسن العتمي (صاحب بسطة خضار).
وقبل أشهر قليلة، نفذت مليشيا الحوثي حملة على أصحاب البسطات في السوق ذاتها، وادعت أنهم عملوا على تشكيل زحمة في الخط الذي تمر منه السيارات، وفرضت حينها غرامات مالية على كل مالك بسطة وصلت إلى 10 آلاف ريال، وهو مبلغ وصفه العتمي بالكبير بالنسبة لبائع في بسطة رأس ماله متواضع جداً وبعضهم أجبرتهم فقط الظروف على العمل في البسطات.
وبدأت حملة المليشيات على البساطين والفراشين من الباعة المتجولين وأصحاب المحال مطلع أبريل الحالي، وتشمل مديريات أمانة صنعاء العشر بتوجيهات من المدعو حمود عباد أمين العاصمة المعين من قبل الحوثيين، الذي أصدر توجيهاً بإغلاق جميع المقاصف والبوفيهات في 980 مدرسة حكومية وأهلية بأمانة صنعاء، ما يمكن اعتباره تطوراً خطيراً يزيد من تفاقم معاناة اليمنيين.
ولجأ مئات من الموظفين الذين صادرت مليشيا الحوثي مرتباتهم منذ أكثر من ثلاثة أعوام إلى مهنة التجارة، عبر فتح محلات وإنشاء بسطات تجارية صغيرة لإعالة أسرهم بعد أن تفاقمت معاناتهم وساءت ظروفهم المعيشية جراء الحرب واستمرار نهب الميليشيا لمرتباتهم الشهرية وحرمانهم منها.