المليشيا الإيرانية تفقد أذرعها السياسية.. برلمان الحوثي بلا ناخبين ونواب
تلقت مليشيا الحوثي خلال اليومين الماضيين، ضربات سياسية موجعة، بالتوازي مع تلقيها بعض الخسائر العسكرية على عدد من الجبهات، وذلك بعد أن نظمت، أمس السبت، انتخابات تكميلية مزورة وباطلة في 24 دائرة انتخابية بمناطق سيطرتها، وشهدت عزوفا كبيرا من المواطنين.
يأتي ذلك في وقت عقد البرلمان اليمني، أول جلساته أمس في سيئون، والذي صاحبه اعترافا وتأييدا دوليا من قبل العديد من سفراء الدول الأجنبية، وهو ما أفقد الحوثي إحدى أذرعه التي كان يوظفها لصالح التأكيد على شرعيته الزائفة.
ورفض الناخبين التجاوب مع الحملة الدعائية الضخمة في الدوائر التي أجرت فيها المليشيا انتخابات، أمس السبت، وخلت المقرات التي خصصتها عناصر الانقلاب لإجراء الانتخابات.
وقال مواطنون في الدائرة 17 بصنعاء، في تصريحات سابقة لـ:"المشهد العربي"، إن المشاركين في الاقتراع كان ضعيفا جدا، ومنعدم في بعض المراكز وان الصناديق فارغة، وأشاروا إلى أن المليشيا عمدت إلى تعبئة بعض الصناديق لصالح مرشحيها بعد العزوف الجماهيري .
وأوضح شهود عيان، إن وسائل الإعلام التابعة للحوثيين، أحجمت عن نشر الصور الناخبين، واكتفت بتصوير قياداتها الذين زاروا بعض المراكز .
وأضاف شهود عيان بمديرية بعدان، إن المواطنين لم يتفاعلوا مع انتخابات على الإطلاق، وأن عدد المواطنين الذين يحق لهم التصويت يبلغ عشرات الآلاف، فيما لم يقدم على الانتخابات سوى 700 بعد فرز الأصوات من جميع القرى.
وفي بعض الدوائر الشاغرة ببقية المحافظات تعدى هزلية الانتخابات إلى عملية توريث المقاعد في البرلمان ممن توفي إلى أبنائهم.
وقالت مصادر أنه جرى تنصيب أبناء بدلا عن آبائهم المتوفين في مقاعد البرلمان وهو ما جعل الأمر يتحول إلى سخرية، إذ أن أصوات الناخبين تحولت إلى عملية توريث المقاعد.
وفقدت انتخابات الحوثيين أهميتها، بعد أن تحقق النصاب القانوني لجلسة المجلس النيابي في حضرموت، غير أن الانقلاب أصر عليها، لرغبته في الذهاب نحو إجراءات أحادية الجانب وغير معترف بها دوليا، وهو ما يضعه في دائرة مغلقة بدعم إيراني قطري فقط.
ووصف رئيس الوزراء اليمنى الدكتور معين عبد الملك حديث "المليشيات الحوثية الانقلابية" عن انتخابات نيابية في مناطق سيطرتهم بعدما قوضت كل مؤسسات الدولة من خلال الحرب والانقلاب بأنه "مشهد هزلي".
وأضاف أن حكومة الشرعية ماضية في تفعيل مؤسسات الدولة بمساعدة الأشقاء في التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لدعم الشرعية في اليمن، مضيفا أن هذه الحرب تركت اليمن بدون مؤسسات.
واجتمع في مدينة سيئون، ثانية كبرى مدن محافظة حضرموت شرقي البلاد، أمس السبت نواب البرلمان وهو الاجتماع الأول لهم منذ ربيع العام 2015، حيث لم يجدد أعضاء البرلمان اليمني البالغ عددهم 301، المنتخبون في 2009 لولاية من ست سنوات، بسبب الحرب بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين.
وخلال جلسة السبت، تم اختيار سلطان البركاني رئيسا للبرلمان بالإجماع. وعقب اختياره، أعلن البركاني فتح باب الترشح لانتخاب هيئة رئاسة البرلمان، وانتخب البرلمان ثلاث نواب للرئيس محسن باصرة، ومحمد الشدادي، وعبد العزيز جباري.
وطلب البركاني من كافة الوزراء والمسؤولين والقيادات العودة وإدارة شؤون البلاد من العاصمة عدن، كما دعا الرئيس هادي إلى إصدار قرار بالعودة إلى كافة قيادات الدولة للقيام بمهامها، وطالبها بحشد جميع الإمكانات لرفع المعاناة عن الشعب اليمني.