مساعدات الإمارات الإنسانية تحيي أمال اليمنيين في الحياة من جديد
الأحد 14 إبريل 2019 22:55:06
ضاعفت دولة الإمارات العربية المتحدة من جهودها الإغاثية بالمحافظات اليمنية المحررة، في ظل توالي جرائم الانقلاب الحوثي التي أسفرت عن أكبر كارثة إنسانية في تاريخ البلاد، غير أن الحضور الإماراتي الفاعل، بالتزامن مع "عام التسامح"، وقبلها العام الماضي من خلال "عام زايد"، انعكس على حياة اليمنيين بعد أن أضاءت حياتهم، وأحيت آمالهم في الحياة من جديد.
الجهود الإماراتية لاقت إشادات دولية عديدة، بالإضافة إلى الطفرة الداخلية التي أحدثتها، إذ أشادت جاكلين بارليفليت، مديرة مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، بالأنشطة والمشاريع المتنوعة التي تنفذها دولة الإمارات في اليمن والتي شملت كافة المجالات الإنسانية والخدمية والتنموية.
وقالت بارليفليت: "إن الإمارات أنجزت مشاريع متنوعة وكثيرة وإنني أشعر بالسعادة عندما أشاهد هذه الأنشطة والمشاريع الإماراتية المتنوعة والغنية".
وأوضحت أن المفوضية نفذت العديد من المشاريع التكاملية بالتنسيق مع الجهات المعنية في الإمارات متمنية مواصلة تعزيز التعاون والتنسيق والشراكة لتلبية احتياجات ومتطلبات المواطنين اليمنيين في مدن وقرى ومناطق الساحل الغربي.
فيما أثنى السفير فيليب أكرمان المدير العام لإدارة الشرق الأدنى والأوسط وأفريقيا وأمريكا اللاتينية بوزارة الخارجية الألمانية بالحجم الكبير للمساعدات الإماراتية المقدمة لليمن، مشيرا إلى أن ألمانيا تشارك في عملية التنمية في اليمن منذ عقود.
وثمن أكرمان، متانة العلاقات التي تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة وبلاده، ووصفها بأنها "إستراتيجية".
وتتركز جهود دولة الإمارات العربية المتحدة على المناطق التي تتعرض لانتهاكات يومية للمليشيا الانقلابية، تحديدا في مدينة الحديدة بالساحل الغربي، ووزعت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، اليوم الأحد مئات السلال من المساعدات الإغاثية لسكان وأهالي منطقة القضبة التابعة لمديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة.
ويأتي توزيع هذه المساعدات الإنسانية على الأسر والأهالي الفقراء والنازحين في منطقة القضبة في مديرية الدريهمي لمساعدتهم في قضاء احتياجاتهم والتخفيف من معاناتهم اليومية بفعل الحرب التي فرضتها عليهم المليشيات الحوثية.
واليوم أيضا، قدمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي معونات إغاثية بأكثر من 80 طن، تحوي مكونات الغذاء الرئيسية مستهدفا الأرامل والأيتام بمديرية الشحر بحضرموت، وذلك في إطار جهودها الإنسانية والإغاثية التي تبذلها على مختلف الأصعدة لمساعدة المواطنين اليمنيين والتخفيف من معاناتهم وتحسين ظروفهم المعيشية.
وقام فريق التوزيع التابع للهيئة بتوزيع ( 1000 ) سلة غذائية بمعدل ( 80 طن و 700 كيلو ) مستهدفا ( 5000 ) فرداً من الأسر المحتاجة والفقيرة بالشحر.
وبلغ عدد السلال الغذائية التي تم توزيعها منذ بداية عام التسامح 2019 في محافظة حضرموت وحدها ( 13407 ) سلة غذائية بمعدل ( 1081 طن و 944.9 كيلو، استهدفت ( 67,035 ) فرداُ من الأسر المحتاجة والمتضررة في محافظة حضرموت.
فيما تواصل مؤسسة الشيخ خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية، تسيير القوافل الغذائية على أهالي جزيرة سقطرى، ضمن مشروع "إفطار الصائم"، المعد له من قبل المؤسسة للوصول إلى جميع المناطق والقرى في الأرخبيل قبل دخول الشهر الفضيل، حيث سيّرت أمس السبت، قافلة غذائية لأهالي منطقة قعرة أقصى الجنوب الغربي من سقطرى.
واستهدفت القافلة، التي حوت مواداً غذائية واستهلاكية أساسية وملابس، 407 أسرة في 27 منطقة من مناطق وقرى قعرة، وأيضا ما يستفيد منه الأيتام والأرامل في تلك المناطق وحصلت كل أسرة على المواد التالية عدد 1 كيس رز 20 كيلو، وكرتون من التمر، وعدد 2 كيس من السكر فئة 5 كيلوجرام، و1 كيس من الشاي فئة 500 جرام، وملابس حسب الحالات لكل قرية.
وتعد دولة الإمارات العربية المتحدة إحدى الدول الفاعلة في التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن وإنهاء الانقلاب الحوثي، لكن هذا الدور العسكري يوازيه في المقابل مواجهة فكرية تسعى إليه دولة الإمارات من خلال الارتقاء بالخدمات التعليمية المقدمة للمواطنين، وهو ما يظهر من خلال تقديمها مساعدات سخية لقطاع التعليم بلغت نحو 153,9 مليون درهم (41,9 مليون دولار أميركي) خلال العام الماضي.
وخلال العام 2018 مولت دولة الإمارات من خلال مشاريعها التعليمية، بناء وإعادة تأهيل 230 مدرسة، وتوفير 70 حافلة للنقل المدرسي، فيما أطلقت العام الجاري، 14 مشروعاً جديداً في مجال التعليم الأساسي والثانوي، في وقت سيرت هيئة الهلال الأحمر قوافل غذائية وإغاثية إلى المناطق النائية وأماكن تواجد البدو الرحل، ومراكز الغسيل الكلوي في عدد من مديريات محافظة شبوة، شملت مركز تأهيل ورعاية المعاقين ووحدة الأورام السرطانية.
وسجلت دولة الإمارات العربية المتحدة بصمات إنسانية وخدمية وتنموية واضحة في اليمن، خلال "عام زايد" (2018)، الذي أحدث طفرة نوعية في الخدمات المقدمة للمواطنين اليمنيين في المناطق المحررة، لكن العامل المهم في تلك الانجازات، أن المؤسسات المدنية الإماراتية استطاعت أن تؤسس بشراكاتها التي نفذتها مع مئات المؤسسات المدنية اليمنية لمرحلة جديدة من العمل الأهلي في اليمن، بعد سنوات من اختراق التمويلات الخارجية لهذه التنظيمات.
وشهد عام زايد توزيع عشرات الآلاف من المساعدات الغذائية والإيوائية على مختلف المناطق المحررة في اليمن، وتنفيذ مشروعات خدمية وتنموية في قطاعات التعليم والصحة والشؤون الاجتماعية والمياه والكهرباء، بلغت قيمة المساعدات الإماراتية الموجهة لليمن نحو 7.838 مليارات درهم، منها 1.840 مليار درهم تم تخصيصها لدعم خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية في اليمن لعام 2018.