لنشر الاستقطاب المذهبي.. الإرهابيون بمكانة المعلمين في مدارس الحوثي
الاثنين 22 إبريل 2019 22:04:39
أقدمت مليشيا الانقلاب الحوثي على جريمة جديدة بحق التعليم في صنعاء، وذلك بعد أن فصلت نحو 700 تربوي في صنعاء، ليحل بديلا عنهم عناصر غير تربوية تابعة لها قد تكون تورطت في أعمال عنف وإرهاب، وذلك ضمن خطتها الرامية لنشر الاستقطاب المذهبي ضمن مشروعها الساعي لحوثنة قطاع التعليم.
وقالت مصادر محلية إن 700 تربوي فوجئوا بفصلهم وسقوط درجاتهم الوظيفية وإزالة أسمائهم من كشوف الاستحقاق الوظيفي بموجب قرارات حوثية، موضحة أن قرار الحوثي بفصل التربويين لا يستند لأي مسوغات قانونية أو قرارات مكتوبة.
وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن هناك توقعات بفصل أعداد أخرى من التربويين خلال الفترة المقبلة، تزامناً مع استمرار الحملات القمعية للحوثيين.
ويقود شقيق زعيم العصابة الحوثية يحيى الحوثي عملية إقصاء التربويين من مؤسسات وزارة التربية والتعليم وإحلال العنار الحوثية بدلاً عنهم.
وتعد هذه الدفعة هي الثالثة من التربويين والمعلمين الذين تقوم الميليشيات الحوثية في صنعاء بفصلهم جماعياً ومصادرة وظائفهم لصالح أتباعها هي الثالثة في أقل من عام.
وكانت ميليشيات الحوثي أصدرت قرارات مماثلة في وقت سابق، طالت مئات المعلمين ومدراء مدارس، ضمن نهج حوثنة التعليم وتكريس الطائفية وثقافة التطرف والإرهاب في عقول الأطفال.
ومع مطلع الشهر الجاري، ألزمت مديري المدارس بتحريض الطلاب على ما أسمته "الجهاد ضد العدوان"، والدفع بالطلاب للجبهات وخاصة طلاب المرحلة الثانوية.
وقال شهود عيان في صنعاء، إن مليشيا الحوثي، أجبرت مديري مدارس مديرتي ( سنحان وبني بهلول) التابعتين لصنعاء، لإعطاء التلاميذ دروسا في كيفية القتال وذلك لتشجيع الطلاب على الانضمام للقوات التي تحشدهم لدعم انقلابها.
واشتكى مدراء المدارس من هذه الممارسات التعسفية ضد الطلاب كما أنها هددت المدراء المتقاعسين بالفصل وقطع السلال الغذائية والتي تصرف لهم من منظمة الأغذية العالمية بعد قطع المليشيات الحوثية لرواتبهم.
كما وجهت المليشيات في التعميم «مدراء ومديرات المدارس الحكومية» بتفعيل حصص الريادة في كل الفصول الدراسية، بحجة التحذير مما أسمته "الحرب الناعمة" التي تستهدف أفراد جماعتها.
ومنذ انقلابها على الشرعية ترتكب عناصر الانقلاب جرائم عدة بحق المعلمين، حيث تقوم بمصادرة الدرجة الوظيفية لمن يعترض على نهجها، وعهدت على التعاقد مع أشخاص تابعين إليها لا يملكون الخبرة في التدريس؛ حتى يضمنوا مناصرتهم في تغيير محتوى المنهج وإنجاح الفعاليات الثقافية التي يقيمونها وتكليفهم بمهمة التعبئة الطائفية في صفوف التلاميذ.
وتتبنى الجماعة منذ سيطرتها على صنعاء برامج خاصة لـ«حوثنة» المجتمع عن طريق المدارس والمساجد ومعممي الجماعة والفعاليات والمهرجانات التي تقيمها بشكل مستمر في الأحياء والقرى لاستقطاب المزيد من السكان إلى صفوفها.
وقال وزير التربية والتعليم في حكومة هادي، عبدالله لملس، إن الحوثيين ارتكبوا سلسلة طويلة من الانتهاكات والجرائم ضد مؤسسات التعليم، منذ الانقلاب العسكري الغاشم على الشرعية عام 2014، فضلاً عن محاولاتهم المستمرة لـ«حوثنة التعليم اليمني» عبر تغيير المناهج التعليمية حتى توافق أفكارهم الطائفية.
وأضاف أن من بين الانتهاكات والجرائم الحوثية في قطاع التعليم، تحويل المدارس لثكنات عسكرية ومستودعات أسلحة ومراكزآ لإطلاق صواريخ والتدريب، ليدمروا أجزاء كبيرة من البنية التحتية لوزارة التربية والتعليم، كذلك أدت تصرفات الميليشيات الغوغائية إلى توقف الدراسة بشكل كامل في بعض المناطق.
ونقل الوزير عن تقرير صدر عن منظمة «اليونيسيف» بأن أكثر من 3600 مدرسة أغلقت أبوابها، وأن ما لا يقل عن 248 مدرسة تضررت بصورة مباشرة، في حين تحولت 270 مدرسة أخرى لأماكن لإيواء النازحين و68 مدرسة احتلها الحوثيون، وحرمت الميليشيات الحوثية أكثر من 2.5 مليون طالب يمني من التعليم.
قال لملس إن الحوثيين قاموا بحملة إجبارية لجباية الأموال من الطلاب مباشرة تحت مسمى «دعم المجهود الحربي» و«دعم البنك المركزي»، ثم تحول الأمر فيما بعد إلى فرضها كرسوم مدرسية على الطلاب شهريا حيث بلغت قيمتها 500 ريال يمني للمرحلة الابتدائية، و1000 ريال للمرحلة الإعدادية، و1500 ريال للمرحلة الثانوية.
وذكر لملمس أنه على مدى الأعوام الأربعة الماضية، سعت الميليشيات الحوثية إلى تغيير المناهج التعليمية، خاصة في المرحلتين الابتدائية والإعدادية بشكل يخدم أفكارها وأيديولوجياتها، حيث عملت على تكريس تعليمات وصور ودروس مؤسس ميليشيا الحوثي بدر الدين الحوثي، وتم حذف الفتوحات الإسلامية وسير الصحابة وأمهات المؤمنين زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- من المناهج التعليمية.
وأشار إلى ما كشفت عنه إحصائيات لمراكز متخصصة عن 24 حالة اختطاف لمدرسين، و24 حالة اعتداء جسدي مباشر، و18 حالة فصل تعسفي، و19 انتهاكاً في مجال تغيير المناهج التعليمية لجعلها متوافقة مع أفكار الحوثيين الطائفية، و29 اعتداء نفذه مسلحو الحوثي ضد طلاب المدارس، وذلك كله في عام واحد فقط.
وقال أحد التربويين في صنعاء- رفض ذكر اسمه-: "لم يكتف الحوثيون بعدم صرف مرتبات المعلمين بل أقالوا جميع مديري المدارس والمناطق التعليمية وجلبوا أشخاصا تابعين لهم كما سعوا للاستغناء عن كثير من المدرسين الذين لا يحضرون دورات طائفية أو الذين لا يدعمون الفعاليات الحوثية».
وتعمدت الميليشيات إخراج جميع كتب السنة من المكتبات وفرض كتب الجماعة على المدارس لشرائها ورفد المكتبات بها وتوعية الطلاب بها خلال الدورات الثقافية المفتوحة والمغلقة حيث تتم التعبئة المكثفة والتلقين المستمر للأطفال بأفكارهم التي تمجد زعيم الميليشيات.