الأحمر يؤازر قوات الجيش في البيضاء بمكالمة هاتفية!
الاثنين 22 إبريل 2019 22:55:38
حينما تتعرض أي قوة عسكرية لخسائر على الأرض فإن التصرف السليم يكون إما من خلال تواجد القيادات وسط الجنود والشد من أزرهم، أو عبر البحث عن خطط عسكرية بديلة من الممكن أن تحدث الفارق وتقلب موازين المعركة، ولكن أن يكون دعم القوات من خلال مكالمة هاتفية للمحافظ المسؤول فهذا هو العبث كله.
هذا بالضبط ما أقدم عليه علي محسن الأحمر، نائب الرئيس عبدربه منصور هادي، بعد سقوط عدد من المناطق الإستراتيجية بيد مليشيا الانقلاب الحوثي في البيضاء، إذ أجرى الأحمر، اليوم الاثنين، اتصالا هاتفيا بمحافظ البيضاء اللواء ناصر الخضر السوادي، واستخدم عبارات إنشائية على غرار ضرورة "التلاحم والاصطفاف الوطني ومساندة جهود قوات الجيش"، وهي مصطلحات غير قابلة للتنفيذ في ظل الخلافات الموجودة بين أطراف نافذة داخل الجيش.
ويأتي حديث الأحمر، بعد مستجدات شهدتها ابرز جبهات القتال في محافظة البيضاء وتحديدا في ذي ناعم، حيث تعرضت المقاومة هناك قبل يومين لانتكاسة وسقوط جبهة ذي ناعم، بيد الحوثيين بعد معارك عنيفة ، ناشدت فيها المقاومة قوات الجيش دعمهم وإسنادهم، غير أن ذلك لم يحدث.
وخلال تلك المكالمة الكارثية بدا الأحمر كأنه منعزلا عما يجري حوله من أحداث، وأن ذلك وضح من خلال بيان قوات الجيش الذي جاء فيه إنه "طالب المحافظ ببذل مزيد من الجهود وحشد مختلف المكونات والعمل على تلبية متطلبات المواطنين وتثبيت الأمن في المناطق المحررة بالمحافظة تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية بقيادة الرئيس هادي"، في وقت لا يوجد فيه عناصر تابعة لقوات الجيش بالأساس من الممكن أن تقوم بهذه الأدوار، وهو ما كشفه وزير الدفاع الذي أشار أمس الأول إلى أن 70% من القوات في البيوت والشوارع بعيدا عن جبهات القتال.
إلى درجة دفعت مدير عام شرطة محافظة البيضاء، بتقديم استقالته من منصبه، احتجاجاً على "التجاهل الكبير لمقاومة وجبهات محافظة البيضاء".
وندد العميد ركن أحمد علي محمد الحميقاني، في بيان له، السبت، بـ"التجاهل لمقاومة "آل عمر ذي ناعم ومقاومة الزاهر آل حميقان" وهي تواجه المليشيات الانقلابية بترسانتها الكبيرة من دبابات واليات وأسلحة ثقيلة ومتنوعة".
وأضاف، انه "على الرغم من أننا قد رفعنا عدة برقيات إلى الجهات العليا لإطلاعهم على خطورة الوضع وقبل أن يسقط جبل "حلموس" الاستراتيجي بيد المليشيات، إلا أننا لم نجد آذاناً صاغية أو أي اهتمام يذكر حتى هذه اللحظة".
ودائما ما تتكرر حالات عدم تجاوب قوات الجيش مع القبائل، وكانت البداية مع حجور والتي استمرت قبائلها تواجه بمفردها على الأرض عناصر مليشيا الحوثي على مدار 50 يوما من دون أن يكون لقوات الجيش المتواجدة في تلك المنطقة دور في المعركة، واكتفت بالمشاهدة لتمكن المليشيا من السيطرة على مواقع عدة بمحافظة حجة.
وارتدى علي محس الأحمر في هذه المعركة لواء البطولة المزيفة بتصريحات علنية، ولكنه أعطى الأوامر بعدم تحريك الألوية العسكرية المرابطة في حيران لفك الحصار عن حجور وهو ما ساهم في هزيمتها، بل أن ذلك القرار أعاق قوات التحالف العربي التي كانت بحاجة إلى وجود قوات عسكرية على أرض الواقع بجانب قبائل حجور لإلحاق الهزيمة بالعناصر الانقلابية.
الأمر ذاته تكرر في الضالع، إذ قامت عناصر تابعة للشرعية وحزب الإصلاح، بأوامر من علي محسن الأحمر، بتسليم عدد من المواقع للمليشيات الحوثية في جبهة دمت، أهمها مرتفعات إستراتيجية في المنطقة للحوثيين، قبل أن تستطيع قوات الحزام الأمني مصحوبة بالمقاومة الجنوبية، السيطرة على هذه المناطق مرة أخرى، في وقت وجيز بالرغم من أن ذلك سمح للحوثي باستقدام حشود عسكرية كبيرة لدعمها.
المشهد الثالث كان في جبال العود بمحافظة إب بالقرب من الضالع، إذ أن أبناء القبائل انسحبوا بعد نفاد ذخائرهم، ورفض قيادات قوات الجيش التجاوب معهم لمدهم بالسلاح، وظلت تقصف مناطقهم بالدبابات والمدفعية طوال شهر ونصف الشهر، فيما لم يكن لدى المقاتلين القبليين السلاح المناسب للرد عليهم، وكل ما تلقوه هو الوعود بإرسال أسلحة لهم، وظلوا يقاتلون على أمل أن تصل المساعدة العسكرية حتى نفدت ذخائرهم.