الموت الحوثي المتحرك.. اتفاقية أوتاوا التي تخرقها المليشيات كل يوم

الثلاثاء 23 إبريل 2019 22:22:25
الموت الحوثي "المتحرك".. اتفاقية أوتاوا التي تخرقها المليشيات كل يوم
تفرض اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد, التي تسمى أيضاً اتفاقية أوتاوا، ويسميها البعض معاهدة حظر الألغام, حظراً شاملاً على الألغام المضادة للأفراد، وهي تحظر استعمال وتخزين وإنتاج وتطوير ونقل الألغام المضادة للأفراد, وتقضي بتدمير هذه الألغام, سواء أكانت مخزنة أم مزروعة في الأرض.

لم تلتزم مليشيا الحوثي بهذا النص الواضح والصريح من الاتفاقية الدولية المحرِّمة لهذا الخطر الفتّاك، وبحسب تقارير حقوقية حديثة، فإنّ استخدام الانقلابيين بشكل كبير للألغام الأرضية على طول الساحل الغربي لليمن منذ منتصف 2017، تسبَّب في مقتل وجرح مئات المدنيين ومنع منظمات الإغاثة من الوصول إلى المجتمعات المحلية.

وأسفرت الألغام الأرضية المزروعة في الأراضي الزراعية والقرى والآبار والطرق عن مقتل 140 مدنياً على الأقل، بينهم 19 طفلاً، في محافظتي الحديدة وتعز منذ عام 2018.

وزرعت المليشيات الحوثية كميات كبيرة من الألغام في الساحل الغربي والحديدة، وحتى الشواطئ غير المأهولة، كما تشير بيانات مشروع "مسام" إلى نزع أكثر من 61 ألفاً و398 لغماً وذخيرة زُرعت في أوقات سابقة من قِبل مليشيا الحوثي وذلك حتى 18 أبريل الجاري، مشيرةً إلى أنَّ من بين هذه الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي، 8621 لغماً وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة تم نزعها خلال هذا الشهر.

وتتسبّب الألغام الأرضية والأجهزة المتفجرة اليدوية الصنع في منع المنظمات الإنسانية من الوصول إلى السكان المحتاجين، والوصول إلى المزارع وآبار المياه، كما ألحقت الألغام الأذى بالمدنيين الذين يحاولون العودة إلى ديارهم.

كما أنّ الألغام الأرضية التي زرعها الحوثيون لم تقتل وتشوه العديد من المدنيين فحسب، بل منعت المستضعفين من حصاد المحاصيل وجلب المياه النظيفة التي هم في أمسّ الحاجة إليها للبقاء على قيد الحياة، كما منعت الألغام منظمات الإغاثة من جلب الغذاء والرعاية الصحية للمدنيين اليمنيين الذين يعانون من الجوع والمرض بشكل متزايد.

وبالإضافة إلى زرع الألغام الأرضية المضادة للأفراد، زرعت المليشيات الحوثية الألغام المضادة للمركبات في المناطق المدنية، والألغام المضادة للمركبات المعدلة لكي تنفجر تأثراً بوزن الشخص، والأجهزة المتفجرة يدوية الصنع المموهة على شكل صخور أو أجزاء من جذوع الأشجار.

في هذا السياق، صرح المدير العام للمشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن "مسام" أسامة القصيبي، لصحيفة "الشرق الأوسط" بأنّ المليشيات الحوثية تزرع الألغام في الطرق الرئيسية والفرعية، والبساتين وداخل المنازل، وفي مدارس الأطفال.

وأضاف: "من خلال عملنا في نزع الألغام، رصدنا أعداداً أكبر مما يتم إعلانه.. المشكلة في اليمن ليست الألغام الفردية فقط بل ألغام الآليات التي عدلت لتصبح ألغام أفراد.. للأسف وجدناها في كل محل مأهول بالسكان الذين لا يستطيعون استخدام الطرق للوصول إلى قراهم، كما أوقفت الألغام وصول المساعدات الإنسانية".

وأوضح أنَّ المليشيات الحوثية مستمرة في زرع الألغام حتى في الطرق التي يتم تنظيفها من قبل مشروع "مسام"، متابعًا: "فتحنا العديد من الطرق كانت مغلقة منذ سنوات بسبب الألغام، وللأسف هناك محاولات جديدة لإعادة زرعها بالألغام، منها طريق قمنا بتنظيفه وبعد ثلاثة أيام تمت زراعته مرة أخرى بألغام حديثة".