نفط المليشيات الحارق.. جريمة حوثية تنذر بكارثة بيئية إقليمية
لا تتوقف مليشيا الحوثي الانقلابية عن الزج بالمواطنين في أزمة إنسانية خانقة، مهدِّدين بحرق الأخضر واليابس، في جرائم الحرب تستدعي محاسبة دولية حازمة.
القيادي الحوثي ورئيس ما تسمى "اللجنة الثورية العليا" محمد علي الحوثي هدَّد بتفريغ نحو مليون برميل نفط خام في مياه البحر الأحمر، وقد جاء ذلك ضمناً في تغريدة عبر حسابه على "تويتر"، زعم خلالها أنَّ كمية النفط المخزونة في سفينة "صافر" العائمة في ميناء رأس عيسى بدأت في التسرُّب، وقال إنَّ المسؤولية ستتحملها الحكومة والتحالف العربي لعدم سماحهما للمليشيات ببيع النفط المخزن وتحويله إلى جزء مما يسميه "المجهود الحربي" للمليشيات، وإذا نفذت المليشيات تهديدها بتفريغ حمولة السفينة النفطية في البحر.
ويحمل هذا التهديد الحوثي مخاوف من كارثة بيئية مروّعة في البحر الأحمر ستكون لها تبعاتها على الأحياء البحرية لسنوات بسبب التلوث الذي سينجم عن ذلك.
وكان تقريرٌ للجنة خبراء في الأمم المتحدة، قد كشف - قبل أسابيع - أنَّ وقوداً تمّ تحميله في مرافئ إيران در عائدات سمحت للمليشيات الحوثية بتمويل جهود الحرب، وقالت اللجنة في تقريرها الأخير للعام 2018، إنّها كشفت عدداً قليلاً من الشركات داخل اليمن وخارجه تعمل كواجهة لهذه العمليات مستخدمة وثائق مزورة تؤكد أن كميات الوقود هي تبرعات.
وأضافت اللجنة في تقريرها الذي يقع في 85 صفحة وأرسل إلى مجلس الأمن الدولي، أن الوقود كان لحساب شخص مدرج على اللائحة، في إشارة إلى قائمة الأمم المتحدة للعقوبات، مشيرةً إلى أنّ عائدات بيع هذا الوقود استخدمت لتمويل جهد الحرب للحوثيين.
وقال التقرير إنّ الوقود يتم تحميله في مرافئ جمهورية إيران الإسلامية بموجب وثائق مزورة لتجنب عمليات تفتيش الحمولة التي تقوم بها الأمم المتحدة، وأشار إلى احتمال وجود علاقة لإيران بالصواريخ التي أطلقها الحوثيون على السعودية.
وأوضح الخبراء في التقرير أنّه خلال العام 2018، الفترة التي يغطيها التقرير، واصل اليمن انزلاقه باتجاه كارثة إنسانية واقتصادية، ووصفوا اليمن بأنه بلد "ممزق بشدة" ومنهار اقتصادياً، ولا توجد مؤشرات حتى الآن على إمكانية تحقيق النصر من قبل أي من طرفي الحرب في اليمن.
المليشيات الحوثية بالتزامن مع ذلك، صعّدت من انتهاكاتها للهدنة ووقف إطلاق النار في محافظة الحديدة، ويحدث ذلك استغلالاً لما يمكن اعتبارها حالة جمود في شأن استمرار المساعي الأممية لتنفيذ اتفاق السويد وانسحابها من الحديدة وموانئها.
في هذا السياق، كشفت مصادر عسكرية في الحديدة أنَّ المليشيات الحوثية حاولت تنفيذ عملية واسعة جنوب الحديدة لاستعادة المطار شارك فيها المئات من عناصرها، وأنّ القوات المشتركة المرابطة جنوب مدينة الحديدة وشرقها أحبطت المحاولة الحوثية وأجبرت المهاجمين على الانسحاب بعدما تكبدوا عشرات القتلى والجرحى في صفوفهم.