أراد فضح الفساد فنال العقاب.. ناشط عمالي في قبضة المليشيات
"إما تنفيذ التعليمات والصمت على الحقيقة، إمّا لا حق في الحياة".. هذه هي المعادلة الدموية التي فرضتها مليشيا الحوثي الانقلابية في مناطق سيطرتها.
المليشيات الانقلابية اختطفت اليوم الثلاثاء، قيادياً نقابياً في شركة النفط الخاضعة لسيطرة الحوثيين من منزله في صنعاء ونقلته إلى جهة مجهولة بعد أن اعتدت عليه بالضرب.
مصدرٌ في نقابة موظفي شركة النفط قال إنّ عناصر من مليشيا الحوثي اعتدت بالضرب على النقابي فائز محمد بشر بعد أن حاصرت منزله.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أنّ "النقابي بشر" يقود تحرُّكاً مع قيادات أخرى داخل شركة النفط لوقف صفقات الفساد التي تمارسها قيادات مليشيا الحوثي، منها صفقات مشتقات نفطية غير مطابقة للمواصفات، وتسرب كميات كبيرة من حصص الشركة إلى السوق السوداء تفضي إلى زيادة معاناة المواطنين لكي تجني تلك القيادات أموالاً طائلة من تلك الصفقات.
وكان جهاز الأمن القومي، أحد أجهزة الاستخبارات الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، اختطفت في وقت سابق القيادي في نقابة موظفي شركة النفط في صنعاء عباس البيلي، وقيادياً في نقابة شركة النفط فرع "أمانة صنعاء"، وفهمي المجذوب، وحسان الشرماني القيادي النقابي في الإدارة العامة لشركة النفط اليمنية، على خلفية رفضهم تمرير صفقات فساد في شركة النفط اليمنية لصالح قيادات حوثية نافذة.
وتمثّل سرقة النفط مصدر تمويل أساسياً للحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي في صيف 2014، ودائماً ما يهاجم الانقلابيون شركات النفط ويصادرون النفط منها للإنفاق على إرهابهم.
ففي مطلع أبريل الجاري، اقتحمت المليشيات محطة نفطية تابعة لشركة صافر لعمليات الاستكشاف وإنتاج النفط، في محافظة ريمة، وسرقت النفط الخام منها.
وقالت الشركة في بيان لها، إنّ مليشيا الحوثي اقتحمت محطة تخفيض ضخ النفط الخام التابعة للشركة بمحافظة ريمة، وعمدت على سحب النفط الخام من الأنبوب الرئيسي للتصدير.
وهذا الأنبوب يعد أول خط استراتيجي لضخ النفط في اليمن، وتم إنشاؤه في نهاية ثمانينيات القرن الماضي بملايين الدولارات، والضخ في هذا الأنبوب متوقف منذ عام 2014، لكن تم إبقاء كميات من النفط فيه لحمايته من التآكل والصدأ، إلا أن الحوثيين يعمدون على نهبها.